عبد الله مسار يكتب.. الجيش السوداني

الجيش السوداني مؤسسة عسكرية راسخة وقوية قامت على الشجاعة والانضباط والإقدام ونكران الذات بل قامت على المروءة وحسن الخلق.

وتعاقب عليها قادة عظام. كان لهم سجل مشرف للجندية وقادوا هذه المؤسسة قيادة محترمة وجعلوها محل احترام وتقدير كل سوداني.

وتغنى للجيش السوداني الفنانون والحكامات  والهدايون  وكتب فيه القصائد فحول الشعراء، وظلت هذه المؤسسة ترفد نفسها بقيادات محل احترام الكل.

حتى الجندي السوداني كان فحلاً ونظيفاً وعفيفاً ومنضبطًا ناهيك عن الضابط.

وكان وما زال الجيش السوداني مثالاً للجندي العالي الهمة القوي الشكيمة سجلوا تاريخاً ناصعاً للسودان في كل الأماكن التي أوفدوا إليها مقاتلين من لدن فلسطين حتى الصراع في اليمن.

كل هذه الصفات وهذه المواقف تجعل هذه المدرسة مدرسة باذخة وممتدة يرتادها عظام القوم.

الآن جاءت ثورة ديسمبر، وغيرت النظام السابق بانحياز الجيش والدعم السريع وكل بقية القوات النظامية، بل كان لجهاز الأمن والمخابرات الوطني دور كبير في صناعة القادة وأغلب الترتبيات حتى منصة الاعتصام.

ثم تكوّن المجلس العسكري وأدار البلد بحكمة وشجاعة وإقدام وجرأة العسكريين لفترة وكون لجاناً مختلفة لتقوم بمهام الوزراء.

ثم اتفق على الوثيقة الدستورية وتكون مجلس سيادة مشترك وصار رئيس البلد.

وتكون مجلس الوزراء من تكنوقراط صوري والأصل حزبي سيطر عليه اليسار.

وكثر الحديث عن مدنية الدولة، سعى كثيرون لتجريم هذه القوات وصار شعار مدنية في عنان السماء، ولكن لم توفر المدنية المعاش ولَم تخلق رغداً في العيش، ما شفنا منها إلا الصفوف ولَم يوجد لا في الجراب ولا في العقاب، بل وصل الأمر ببعضهم ان أوحي للخواجات باتخاذ قرار ضد شركات الجيش، “بل لذوا النار برجليهم” وذهبوا لأكثر من ذلك ظاهرًا في لاهاي ضد حميدتي.

ثم جاء سلام جوبا وخرج الحزب الشيوعي من السلطة وصار معارضاً وبقيت بقية الحرية والتغيير.

وحدث تغيير كبير في المفاهيم بعد أن قام مجلس الشركاء وحصل توازن وبدأ العقل السياسي يرجع.

وكثير من الشعارات مزقتها الممارسة وقوي عود المؤسسة العسكرية عملياً بعد إن كانوا فلولاً وهبوطاً ناعماً وكيزاناً  بل قالوا العساكر “تأدجلوا”.

الآن ألحظ أن  د. حمدوك تحرك من مربع المدنية إلى الشراكة ويلحظ الشخص انسجاماً بينه وبين العسكريين.

أرجو أن لا يكون تكتيك “تمسكن حتى تمكن”، كما أعتقد  أن قوى الحرية والتغيير أيضا تحتاج أن تراجع مواقفها وتعيد حساباتها، وتعلم أن ضامن الفترة الانتقالية هو الجيش والدعم السريع ومحل ثقة الشعب،  بل لدى هؤلاء القادة علاقات مميزة مع بعض الدول التي نحتاج إليها في حل الضائقة المعيشية وخاصة بعد تعويم الجنيه.

عليه، أعتقد أن الجيش السوداني قديماً وما زال هو محور الارتكاز الوطني عضم الظهر  والشاسي لعربة الوطن، ولذلك وجب الوقوف معه خاصة وانه الآن يحارب في شرق السودان لاسترداد أراضٍ سودانية، والنداء لكل أهل السودان بالمؤازرة ويجب على الحكومة التنفيذية وحاضنتها أن يكونوا في الصفوف الأمامية مقاتلين وداعمين إعلامياً ومالياً.

أخيراً

أخي د. حمدوك،  ضع الجيش والدعم السريع والقوات النظامية الأخرى نصب عينيك، “خليهم سكين أباط” وتحرك نحو القوى السياسية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني، واذهب إلى الإجماع لان في ذلك قوة ومنعة.

وضع ظهرك على الجيش والدعم السريع والقوات النظامية الأخرى لأنك في فترة انتقالية والحكم فيها مؤقت يحتاج لكل أهل السودان واستعجل الفترة الانتقالية نحن عيننا على صندوق الانتخابات  “والجيعان فورة البرمة ليه حارة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى