Site icon صحيفة الصيحة

صلاح الدين عووضة يكتب.. الهاوية !!

وهي ترتبط بالسقوط..

ولكن يمكن أن ترتبط بالصعود أيضاً..

حين تحسب نفسك ترتقي سلم النجاح وأنت – في حقيقة الأمر – تهوي..

وحينها – فقط – تنتبه إلى أنك كنت ترتقيه بالمقلوب..

وذلك إن انتبهت أصلاً؛ ولم يُدق عنقك لحظة ارتطام رأسك بأرض الواقع الصلبة..

وفي القرءان (فأمه هاوية)..

والأم هنا المأوى… المسكن… المستقر؛ ويُسمى المأوى أماً لأن الأم مأوى الولد ومفزعه..

والمعنى أن الذي آوى إليه هذا يسقط به في الهاوية..

سواءً قريناً كان… أم شيطاناً… أم معتقداً… أم صنيعاً يظن إنه يحسنه..

ويزداد الأمر سوءاً – وتعقيداً – إن نُصح الذي يهوي فأخذته العزة بالإثم..

هل منكم من شاهد فيلم (الصعود إلى الهاوية)؟..

فقد كانت بطلته تظن أن رأسها يرتفع ولم تدر أنه يقودها – أو تقوده هي – نحو القاع..

ليسقط – من ثم – وتسقط هي معه؛ في هاوية بئر مشنقة عشماوي..

وكانت ترفض النصح بحسبانها (ماشية عِدِل)؛ وما النصح هذا إلا محض حسد… وغِيرة..

هل منكم – إذن – مَن شاهد الفيلم هذا؟..

إذن فلهيديه إلى من يتخبّطون – سقوطاً – الآن وهم يحسبون أنفسهم يصعدون؛ وينجحون..

وما أكثرهم في أجهزتنا الحاكمة – والحاضنة – هذه الأيام..

بدءاً بالذي يأوي إلى أم رؤية منامية يراها تحقّقت – أخيراً – ولن يفرط في مهدها الوثير..

وليس انتهاءً بالذين (صحوا من نومهم فلقوا كومهم) الآن..

فما من رجل رشيد بين من آلت إليهم أمورنا – وأمور وطننا – في هذه الفترة؛ ولا امرأة..

فكلٌّ منهم يحسب أنه يُحسن صنعا..

ويتمنى ديمومةً لأمه التي آوى إليها – في غَفلةٍ من الزمان – حيث المأوى والمسكن والمستقر..

وحيث الامتيازات… والمُخصّصات… والنثريات..

وحيث علو الشأن من بعد قعر هاوية العدم… والنسيان… وخمول الذكر..

وسنظل نكتب… ونحذر… وننبه… ونأتيهم بالأمثال من بين أيديهم ومن خلفهم لعلهم يدكرون..

وكذلك كُنّا نفعل أيام العهد البائد؛ مع الفارق في الدافع..

ودافعنا وقتذاك عدم التمادي في الفرعنة إشفاقاً على المواطن… ومعيشته… وكرامته..

ودافعنا الآن الإشفاق على الديمقراطية الوليدة كيلا تُوأد في المهد..

ويبدو أنّها قد كُتبت علينا خُطى بأن نظل نفعل..

ونحدِّثهم اليوم – تحذيراً – عن الهاوية… والأم الهاوية… والصعود إلى الهاوية..

وذلك قبل أن يهووا بأم رؤوسهم إلى القاع..

فيكون السقوط بمثل سرعة الصعود؛ في بئر مشنقة عشماوي التاريخ الذي لا يرحم..

بعيداً هناك….. هناك..

في الهاوية !!.

 

Exit mobile version