معتصم محمد الحسن يكتب : مؤامرة إبعادي عن تلفزيون السودان (2)

في الجزء الأول من المؤامرة القذرة التي دبرت وأبعدتني عن التلفزيون لسنوات طويلة، ذكرت أن من خطط لها وأعوانه من جراثيم الدناءة والخيانة والافتراء شياطين الغل والحسد والكذب والتملق والنفاق والمصلحة أرادوا سحبي من الحياة بقتل أحلامي وذبح مستقبلي بسلاح المؤامرة الفاسدة.
وفي هذا الجزء أروي كيف كان تدبيرهم وكيف كان استعدادي بعون الله وتوفيقه لمخططهم القذر قبل وقوعه؟! وكيف خضت تلك المعركة المفروضة على شخصي؟!
رغم أنني أقوم بأدواري على أكمل وجه أداء وسلوكاً وعبر كل الإدارت التي كنت أعمل بها في ذات الوقت (المنوعات والثقافية والرياضية والأخبار)، وكذا كل البرامج الموسمية المباشرة من فترات رمضان والأعياد المفتوحة والمباشرة، وكذا المناسبات بكل أشكالها وطنية أو دينية.
ورغم ذلك بدأت أشعر أن هناك تحولاً قد طرأ في التعامل معي وقرأت ذلك من خلال التعامل الجاف من الإداري التلفزيوني الكبير (ح. ف) دون سبب أو مبرر فتعجبت وأصابتني الحيرة!!
حتى أنقذتني قصة القط والفأر في وسط البحر، حينما أراد القط أن يأكل الفأر ويحتاج سبباً لذلك فتعلل قائلاً: لماذا تذر علينا الغبار ؟! وبالحاسة السادسة التي تتيح حتى للأسماك الكشف عن تدفق المياه والفرائس وتجنب البحار الهائجة وما ينتج عنها من دوامات تؤثر على حياتها.
بتلك الحاسة، قرأت تفكير ذلك الإداري ومخطط القط المفضوح باستشعاري الأحداث قبل وقوعها من خلال تصرفاته وأعوانه الغريبة والعجيبة تجاهي بلا أدنى سبب أو مبرر، فاتخذت عدداً من التكتيكات المضادة لإفساد مخططهم الآثم حتى أغلق عليهم كل المنافذ التي تمكنهم من تنفيذ لعبة القط القذرة في عرض البحر ودون أن أشعرهم بما أقوم به حماية لنفسي..
لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيد في قَوْمِهِ
لكنَّ سيِّد قومهِ المُتغابي
وبدأت تنفيذ خطة حماية نفسي من شر أُريد بي دون ذنب اقترفته إلا حسن أدائي وسلوكي والتزامي كما يقول مديرو ورؤساء الأقسام التي أعمل بها، فاتجهت إلى مديري تلك الإدارات التي أعمل بها (الأخبار المنوعات والرياضة)
وهم الأستاذ عمر الجزلي نسأل الله له الشفاء العاجل، والأستاذ كمال حامد له الصحة والعافية، والأستاذ الفاتح الصباغ له الرحمة والمغفرة، وحينها كان كبير المذيعين والمسؤول عن جدول الورديات خاصة جدول الأخبار، وطلبت منهم شهادة عن فترة عملي بالتلفزيون سلوكاً وأداء والتزامًا وانتظاماً.
هكذا كانت بداية خطة الحماية وتكتيكها من شر أولئك المدبرين، فكانت شهادتهم التي أكدوا فيها تميزي وحسن سلوكي وانتظام والتزامي.
وسألوني هل يمكن لفاشل أن يعمل مقدماً لبرامج كل إدارات التلفزيون؟! وهل يمكن إسناد محموعة برامج وأخبار لمتسيب أو غائب؟! وحملت تلك الخطابات انتظاراً لذلك اليوم الأسود الذي بدأت سحبه في التجمع.
في خطوة استباقية لمخطط ذلك الإداري وصحبه قبل إصداره لخطاب إيقاف مؤقت بحيثيات كاذبة تتناقض وتتعارض مع خطابات أساتذتي الأفاضل الذين تعلمت على أياديهم تمهيداً لإيقافي النهائي وإبعادي عن حوش التلفزيون، وصدر خطاب الإيقاف المؤقت وتم تسليمه لي، ولكن المفاجاءة أن هناك خطاباً آخر من ذات الإداري الكبير ويحمل ذات المضمون ولكن بدرجة عقوبة أقل من الذي تم تسليمه لي قد تسرب وأصبح هناك خطابان (فالرجل يريد إرهاقي نفسياً بعدم الظهور على الشاشة وبدنياً بالعمل الإداري الذي ليس من واجباتي ومادياً لأن قلة الظهور تعني ضعف العائد المادي).
تسلمت الخطاب وانتبذت به مكاناً قصياً كما مريم البتول (فَحَمَلَتهُ فَٱنتَبَذَت بِهِۦ مَكَانا قَصِیّا)، وبكل هدوء وبعين مغمضة وأخرى كالريال التهمت سطوره فضحكت حتى كاد أن يغمى عليّ، وكانت سطور الخطاب تقول: ( لقد تقرر إيقافك عن العمل لضعف الأداء وعدم الالتزام على أن تواصل عملك الإداري).
نواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى