أبوبكر محمد الصادق يكتب.. إلى أين؟

إلى أين يمضي حال بلدنا في ظل أوضاع معيشية وأمنية بالغة التعقيد، في بلد لم تضمد جراحه فبعد سقوط نظام العهد البائد في الحادي عشر من أبريل 2019م استبشر أبناء بلدنا خيراً بانتهاء عهد الظلم والظلام وبزوغ فجر جديد، تجددت فيه آمالنا وتطلعاتنا وطموحاتنا للحاق بركب الأمم المتقدمة في المجالات كافة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وفنياً وصحياً وبيئياً.. والخروج من عهد مظلم لا يعرف للحياة سبلاً غير إثارة الصراعات وافتعال المشكلات والقتل والتركيع والتمكين والذل والهوان..

وعلى الرغم من ذلك لا يزال الحال مائلاً إلى هذه اللحظة في المجالات كافة الاقتصادية والأمنية فمن الملاحظ أنه كل ما مر يوم منذ انتهاء نظام العهد البائد ظل الوضع يزداد سوءاً, فمن الناحية الاقتصادية تدهور الاقتصاد تدهوراً مريعاً, إذ تشهد الأسعار ازدياداً يومياً بل على رأس كل ساعة وعدم ثباتها عند نقطة معينة أو حد معين فكلما يصبح صبح جديد يفاجأ المواطن بأسعار جديدة في مختلف أنواع السلع.. لا نعرف من يحدد أسعارها؟

في عهد أصبحنا فيه لا نفرق بين الدولة والتجار ومن هو المسؤول والجهة المسؤولة فكل يعمل لمصالحه الشخصية لحدوده الضيقة في ظل مصالح مشتركة بينهم فوق مصلحة الوطن.. أما أمنياً فالأوضاع مذرية للغاية فكلما انطفأت نار أوقدت نار أخرى في بلد يعاني من مرارات سابقة في الحروب والاقتتال القبلي بمختلف مكوناته.. وما يحدث في مدينة الجنينة ليس بعيداً عن ذلك.. عشرات القتلى والجرحى في حدث بين شخصين أثارها حارقي البخور من أجل أن لا تنعم بلادنا بالأمن والاستقرار والسلام.. وأنهم لا يسوون “خميشة” كما ذكر السيد النائب الأول.. وهنا أؤيد ذلك بشدة أنهم لا يسوون “خميشة” وأن هؤلاء القلة السالبة يثيرون المشكلات والفتن، وهنا أقصد أحزاب الحكومة الذين يتصارعون في السلطة فقط من أجل المحاصصات الحزبية، فإذا ما قامت حرب كانوا سبباً في إشعالها ويتهمون جهات زوراً وبهتاناً بأنها قاتلة فقط لأنها تصلح وترعى وشايلة أمن البلد كما يشهد لها غالبية الشعب السوداني بذلك.

ظلت هذه الفئة الشريفة تسابق الآخرين من أجل وأد الفتنة في كافة أرجاء البلاد سواء كانت في دارفور أو بورتسودان أو كسلا أو حتى الفشقة، واقفة سداً منيعاً في وجه الأعداء والمتربصين لأمن الوطن والمواطن دون تمييز أو حيادية لأحد أو قبيلة معينة.. إنها قوات الدعم السريع تلك القوات الوطنية المخلصة التي أصبحت قوات متكاملة الأدوار داعمة للمواطنين كافة أمنياً واقتصادياً ووائدة للفتنة، بالحكمة وعدم الميول القبلي لأحد على حساب الآخر كما يأمرها قادتها..

ويجب على أبناء بلدنا كافة أن لا يلتفتوا للمرجفين من (اللايفايتية) الذين يخدمون أجندة خاصة داخلياً أو خارجياً لإشعال الحروب والصراعات، من أجل التشبث بمناصب في سدة الحكم على حساب المواطن المغلوب على أمره..

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى