أنموذج حقيقي للتواضع والإنسان البسيط .. أبوعركي البخيت .. ساوا ليكم بإيدنو (بامية)!!

 

كتب: سراج الدين مصطفى

فنان محترم:

لم أجد فناناً يهتم باحترام نفسه وتجربته كالفنان العظيم أبوعركي البخيت ..فهو يجعلني أتأمله وأستغرق في ذلك كثيراً وأدخل في كثير من التحليلات في حال تجربته الغنائية والتي هي فكرية في المقام الأول وإن كانت معطونة بالعاطفة الدافقة ..,أبوعركي من الذين يخططون للأغنية واتجاهاتها العاطفية والفكرية وقضاياها ..ومن يتوقف في قائمة الأغنيات الطويلة يجد أنه أمام مشروع إنساني محتشد بكل تفاصيل الإنسان الأغبش البسيط.

تكوينات مختلفة:

هذه التكوينات المختلفة لأبي عركي البخيت جعلت منه فناناً متكاملاً من حيث المشروع الغنائي .. ليس من بين قائمة أغنيات أبوعركي أغنية عادية أو مستسهلة من حيث فكرتها الشعرية واللحنية .. كل أغنية عنده ذات قيم جمالية خاصة .. وهذه القيم التي تعتلي ملامح تجربة أبو عركي تتوزع ما بين الصدق والشفافية والوقوف على المبادئ والانحياز للإنسان السوداني .. وفنان بهذه المبادئ والمواقف من المستحيل أن يغيب عن الناس مهما غاب صوته وانحسر عن أجهزة الإعلام .. وليس مهماً أن يطل عبر الإذاعة أو التلفزيون أو أي وسيط إعلامي آخر .. لأنه اختار لنفسه بضاعة ليست سريعة التلف .. بضاعة تكمن فيها كل عوامل البقاء والخلود.

طوق نجاة:

أصبح أبو عركي في الفترة الأخيرة عبارة عن طوق نجاة للكثيرين من  الباحثين عن لحظة هدوء تبعدنا عن مشاغل الحياة وهمومها .. الأستاذ عبدالحليم الذي عمل كعازف بفرقته قال للحوش الوسيع(وأبوعركي من أقدر الناس الذين يمكنهم مسح الأحزان التي بدأت تتراكم .. وحينما نسمع بأن سعر الدولار ارتفع .. يصبح صوت أبوعركي هو الملجأ والملاذ .. وهو الذي يستطيع أن يخفض من معدلات الأحزان .. وأبوعركي حينما يقول بصريح العبارة بأنه حزين لما يحدث في الوطن .. فهو لحظتها يعبر ويستلف لسان شعب كامل لا يستطيع أن يبوح أو يقول ما يريد .. وهكذا هو ظل على الدوام هو لسان حال المغلوبين والغبش ..  وكما تغنى لهم:

ديل أهلي الغبش دغشاً

بدير مرقو النفير

شالوا النهار حتى العصير

ماكلو يوم ولاقصروا

أمل الغبش ينزل سحاب

يروي الأرض ويحي التراب

العيش يطول وسط الكداب

زرعاً غزير ما أنضرو

نموذج إنساني:

لذلك سوف أظل أردد على الدوام ( حينما أعاين لهذا العشق الجارف لأبي عركي .. لا أستغرب أو أستعجب أو أندهش .. فالتفاسير واضحة كالشمس في رابعة النهار .. ولعل عركي قدم نموذجاً فنياً لكل الأجيال الجديدة أن تستلهم منه معنى البقاء والخلود في أذهان الناس .. ومن يراهن على الصدق والإنسان لن يخسر .. وأبوعركي كسب الرهان .. وختم عبدالحليم إفادته للحوش قائلأ(أبوعركي البخيت هو بغير أنه فنان كبير يتسم بالإنسانية العالية وهو من العينة التي لا تترفع على العمل المنزلي وأنا شاهد على ذلك)، والصورة المرفقة مع هذا المقال تؤكد على كل كلمة كتبناها عنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى