والي ولاية القضارف د. سليمان علي لـ(الصيحة)

 

لسنا معتدين ولا دعاة حرب وسنفرض سيادتنا على أراضينا

على إثيوبيا الالتزام بإظهار العلامات الحدودية لحسم هذا الملف

فجوة أمنية في الفشقة تم سدها بانتشار الجيش لضمان الأمن والأمان

تدفقات اللاجئين تشكل ضغطاً على  حصص الولاية من الدقيق والوقود

رغم الأوضاع السياسية الملتهبة في منطقة الفشقة نتيجة التوترات مع إثيوبيا إلا أن الأوضاع تمضي بصورة  طبيعية،  وحراك المواطنين في اطمئنان واضح داخل الطرقات.

وبعث والي ولاية القضارف د. سليمان علي رسائل متعددة في بريد دولة  إثيوبيا مطالباً إياها الالتزام باتفاقية ترسيم الحدود ومراعاة العلاقات الأزلية بين الدولتين، في الوقت نفسه تمسك بتحقيق سيادة السودان على أراضيه مؤكداً إعادة تموضع الجيش السوداني وانتشاره حفاظاً على الأرض وإنسانها.

وفي حوار أجرته (الصيحة) سرد الوالي عدداً من القضايا المهمة التي تتعلق بملف اللاجئين والوضع الصحي والموسم الزراعي ومعالجة قضية المياه فإلى إفاداته.

حوار : رشا التوم 

السيد الوالي بدءاً ماهو تقييمك للعلاقات السودانية الإثيوبية تبعاً للأحداث الجارية؟

أولاً أحي شهداء ثورة ديسمبر العظيمة الذين وضعوا بلادنا في منصة تأسيس جديدة وخلق قطيعة مع واقع الإخفاقات بأنواعها  السياسية والحروب الأهلية، وأود أن أشير إلى أن سياسات النظام البائد وانهزام جبهته الداخلية من خلال الحروب التي أشعلها في السودان خلقت تلك الفوضى في العلاقات مع دول الجوار.

والآن ظروف الثورة مواتية من أجل فرض سيادة السودان على أرضه وهذا مايجري حالياً ونحن لسنا معتدين ولا دعاة حرب ونسعى إلى خلق علاقات جيدة مع إثيوبيا وهي علاقات أزلية معروفة، ولكن في ذات الوقت نطالب الجانب الإثيوبي بالالتزام والسير في إظهار العلامات الحدودية وحسم ملف الحدود التي تم ترسيمها منذ العام ١٩٠٢م، من خلال الاتفاقية بين الإمبراطور الإثيوبي والحكومة البريطانية التي كانت مستعمرة للسودان.

ماهي الأوضاع حالياً في منطقة الفشقة؟

الوضع الأمني في الفشقة ممتاز للغاية والمواطنون سعيدون جداً بتواجد القوات المسلحة السودانية  وهذه المنطقة كانت فيها فجوة أمنية كبيرة في السابق، ولكن الآن بفضل هذا الانتشار وإعاده التموضع للقوات المسلحة شعر المواطن بالأمن والأمان.

ماهي المناطق التي يحكم  الجيش السوداني سيطرته عليها ومابقي من جيوب؟

لا يمكن التحديد طبعاً ولكن بنسبة ٩٥٪ عادت الأراضي إلينا هناك جيوب محددة في مناطق معينة سيجري التعامل معها قريباً، وهذا الأمر حقق كثيراً من سد الثغرات في منطقة الفشقة.

هل أثرت الأحداث الجارية على النشاط الاقتصادي بالولاية؟

بالطبع منذ اليوم الأول كنا نعلم بأن تدفقات اللاجئين سوف تؤثر على الإمدادات في الدقيق والوقود وحدث هذا فعلياً ولدينا فجوة في دقيق الخبز، ومن هنا نناشد وزارة التجارة بزيادة حصة الولاية من الدقيق لأن الولاية بها حوالي ٦٥ ألف لاجئي، ويضغطون على الإمدادات المركزية من الدقيق ويجب أن تراعي الولاية وتستثني من هذه الحصص المعتادة، وهناك أيضاً عمالة زراعية  ودخلت الولاية أعداد كبيرة من السيارات التابعة للمنظمات تشكل ضغطاً على موارد الولاية، ولدينا حاجة ماسة لزيادة الحصص من الدقيق والوقود .

ماهي الإجراءات التي وضعتها الولاية لتنمية الشريط الحدودي؟

لدينا خطة واضحة وبالأمس أصدرنا قراراً بتنمية الشريط الحدودي وتشكيل لجنة تضم كافة الوزارات والأجهزة الأمنية في الولاية، وستقوم بتنفيذ المشاريع التنموية المرصودة وهناك خطط سابقة موجودة لتنمية الشريط الحدودي، من حيث المياه والصحة والتعليم والطرق الزراعية والمسفلتة لاستقرار المواطنين من خلال دعم الزراعة في الشريط الحدودي، وتمليكهم وسائل الإنتاج لحراسة وتعمير هذه الأرض.

ماذا عن الموقف الصحي بالولاية؟

نواجه حالات انتشار لجائحة كورونا وفي الوقت نفسه تسير الإجراءات بصورة طيبة للحد من انتشار الجائحة ومقاومتها، وتم تنفيذ كافة الإجراءات الاحترازية وتطبيق القرار الخاص بمنح الأعمار فوق ٥٥ عاماً إجازات، ونسير بخطوات كبيرة في التباعد الاجتماعي.

ماهو الموقف بالنسبة للاجئين؟

تم تهيئة معسكر أم راكوبة وهو معسكر سابق للاجئين والآن فيه أعداد كبيرة منهم تفوق ٢٥ ألف لاجئي ويجري تجهيز موقع آخر، واشترطنا تجهيزه بالكامل وأؤكد استقرار أحوال اللاجئين، وفي البداية كانت استجابة المنظمات ضعيفة ولكن  حدث تحسن كبير.

ماهي المعالجات لمشكلة مياه القضارف؟

حقيقة تمثل قضية المياه معضلة حقيقية في الولاية ولدينا حل جذري وهو محطة المياه من سد ستيت وتوقف هذا المشروع بسبب التمويل، وحالياً وبجهود حكومة الولاية تم إيصال القضية إلى أعلى مستوى وكون السيد رئيس مجلس الوزراء لجنة لفك التمويل من بنك جدة الإسلامي، وتلقينا البشريات بدفع المكون المحلي وبعودة التمويل للمشروع يمكن أن تحل قضية مياه القضارف، ولكن هذا ليس المشروع الوحيد لدينا وهنالك خطة لحل جذري لمشكلة المياه في كل الولاية.

ماهو الحل الجذري الذي ذكرته؟

نسعى لإقامة محطات وآبار للمياه في محليات ولاية القضارف لأن مشكلة العطش واجهتنا إبان زيارتنا إلى منطقة الفاو، وهناك عدد كبير جداً من القرى ليست بها أي مصادر للمياه ولدينا الآن خطط مع المنظمات لإقامة محطات مياه في منطقة راشد وغيرها من المناطق التي تتوفر بها مصادر للمياه الجوفية.

طريق المفازة الحواتة ماذا عنه؟

هذا الطريق فيه فساد منذ العهد البائد وهو من القضايا الموروثة لا حول ولا قوة لنا فيها ولكن تم إيصال القضية إلى أعلى مستوياتها، وهناك لجنة مع النائب العام نأمل أن تسرع إجراءاتها  وأن يتم تمويل اتحادي للطريق مرة أخرى،  وجلسنا مع  وزيرة المالية وإدارة التنمية بوزارة المالية ووعدوا بإعادة الدراسة لهذا الطريق.

ماهو الموقف من الموسم الزراعي الحالي؟

من المعلوم أن ولاية القضارف زراعية من الدرجة الأولى وفيها الكثير من المشاريع تمثل أهم المحاصيل الذرة والسمسم والفول وعباد الشمس، وغيرها من المحاصيل وهذا العام تمت زراعة ٨ ملايين فدان وهذه المساحة كبيرة للغاية.

وكانت هناك كثير من العقبات في الوقود الزراعي ولكن تخطينا المشكلة بالتعاون مع الحكومة الاتحادية ووزارة الزراعة والطاقة وانساب الوقود، وإن كانت ليست الكميات المطلوبة للمزارعين واستطعنا أيضاً تمويل عمليات الكديب بالاتصال مع السيد الرئيس ووزير الزراعة  ومحافظ البنك المركزي ومدير عام البنك الزراعي، تيسر هذا الأمر وحصل المزارعون على التمويل الكافي لمرحلة الكديب. وفيما يتعلق بمحصول السمسم واجهتنا عقبات منها آفة الهاموش مما دعا بعضاً من المزارعين إلى الإحجام عن زراعة الذرة بدلاً من السمسم بسبب تلك الآفة ومن المؤكد أن الموسم ناجح بلا شك.

وأعتقد أن الزراعة هي المخرج الحقيقي من الأزمة الاقتصادية الخانقة، ونأمل أن نكون البلد الزراعي الأول أفريقياً.

كيف تمت مكافحة آفة الهاموش في محصول السمسم؟

الآفة غير مسجلة كآفة قومية وطلبنا بتسجيلها لتسهيل التعامل معها، وفي هذا الموسم تم تجريب بعض المبيدات ونجحت في محاصرة الآفة، وهناك مساعي لتطوير هذا المبيد احترازاً للموسم التالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى