Site icon صحيفة الصيحة

رحيله أبكى إذاعة أم درمان ومستمعيها .. المهندس جون ورقة.. تفارِق كيف تخلّينا!!

 

كتب: سراج الدين مصطفى

(1)

افتقدت الإذاعة السودانية وجميع مستمعيها المهندس (جون ورقة) الذي توفي أول الأمس صباحاً مخلفاً حزناً كبيراً في حوش الإذاعة.. ولقد ظل الراحل  يشكو في الآونة الأخيرة من آلام حادة في الظهر، بعد تعرضه لانزلاق غضروفي، الجدير بالذكر أن الراحل جون ورقة واحد من أشهر فنيي الاتصالات الذين عملوا بالإذاعة السودانية، حيث اكتسب شهرة واسعة من تخصصه في نقل مباريات كرة القدم من داخل وخارج السودان، رفقة المعلقين النجوم، على الحسن مالك، الرشيد بدوي عبيد، ويوسف محمد يوسف، والمهندسين، قيلي، رحمه الله، ومحكر، عبد الله محمد علي، رفعت الكامل، وعادل فضل المولى. كما زاده عمله في برنامج المسابقات الشهير على الخط، مع الدكتور عبد المطلب الفحل شهرةً واسعة وبريقاً ولمعاناً، فصار فني الاتصالات الأشهر على نطاق السودان.

(2)

الراحل جون ورقة برناي، هو من أبناء   قبيلة النوير، ومن مواليد بانتيو بولاية الوحدة تحديداً. جاء الراحل   إلى الخرطوم في عام 1972م، ومن ثم عمل موظفاً بالاتصالات السلكية واللاسلكية، دخل جون ورقة  الإذاعة عن طريق إعلان، وكان ذلك في عام 1979م، وبعد أن تم افتتاح الشركة السودانية للاتصالات سوداتل، نشر المهندس الإذاعي رفعت الكامل إعلاناً يطلب عبره وظائف شاغرة، وكان هذا الإعلان سبباً لدخوله الإذاعة بعد أن تقدم بطلب للإذاعة، وتم اختياره برفقة زملائه إسماعيل شاور وحامد أحمد فضل الله.

(3)

يقول الراحل جون ورقة في إفادة سابقة له بصحيفة الصحافة: (ارتبط اسمي كثيراً بالتغطيات الخارجية وخاصة الرياضية، ونقوم بنقلها على الهواء مباشرة بتقنية معينة، نسمع من خلالها الإذاعة السودانية عبر سوداتل التي تمنحنا خطاً طوال زمن البث أو المباراة، وعن ميوله الرياضي قال الراحل: (بالتأكيد أنا مريخابي، وغالباً أصل إلى الإستاد برفقة زميلي وصديقي العزيز المهندس عادل فضل المولى، وأجلس قريباً من فريق المريخ، بعيداً عن زميلي الذي يشجع الهلال حتى أستمتع بالمباراة.

(4)

اشتهر جون ورقة بمحبته للدكتور عبد المطلب الفحل، وقال في ذلك: (من أحب الناس إلى قلبى الدكتور عبد المطلب الفحل، وتربطني به علاقة حميمة، ولي معه مجموعة من المواقف الطريفة، خاصة وأنا أشرف على اتصالات برنامج «على الخط»، وأستقبل عدداً كبيراً من المستمعين، ودائماً ما يصيح الفحل عقب كل اتصال على الهواء (يا جون ورقة فى زول على الخط)، ويحكي ورقة: (من المواقف الطريفة أن عبد المطلب الفحل ذهب لتسجيل حلقة من برنامج (على الخط) بولاية الجزيرة في نقل خارجي مباشر مع الجمهور، فسألوه يا دكتور الفحل وين جون ورقة، فأخرج الفحل ورقة من جيبه وقال (دى ورقة، لكن جون فى الإذاعة).

(5)

وبعد انفصال الجنوب عن الشمال، ذكر جون ورقة: (أنا وحدوي حتى النخاع، وأحب أن أشير إلى أنه في الإذاعة ليس هناك فرق بين القادم من جنوب السودان أو من شمال السودان، كان الجميع يعيش فى وئام وسلام وسوف تستمر تلك العلاقات الطيبة وتتطور إلى تعاون إعلامي وفني وثقافي.. وكان الراحل جون ورقة قد أعلن إسلامه وأصبح زاهداً وصوفياً، وقال (أنا رجل متصوف وأحب الطرق الصوفية جميعها وأستمع إلى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وأردد المدائح النبوية وأبكي عندما أستمع إلى المديح لا أتأخر عن الذكر في مسجد الشيخ قريب الله وأحمد الله كثيراً لأنني حضرت تشييع (الشيخ عبد الرحيم البرعي بالزريبة)، وقال (أنا أحبه جداً جداً)، مضيفاً: (أنا الوحيد في أسرتي مسلم وأيضاً زوجتي وبنتي مسلمات).

Exit mobile version