Site icon صحيفة الصيحة

جنوب دارفور.. ملتقى السلام.. نهاية عهد المجرمين

والي جنوب دارفور موسى مهدي إسحق

 

تقرير: حسن حامد

بعد التحوّل الكبير الذي طرأ على الصعيد الأمني بدارفور والذي أحدث نوعاً من الاستقرار في العديد من مدن وقرى ومناطق العودة الطوعية بولايات دارفور الخمس، وبعد المصالحات الأهلية التي شهدتها ولاية جنوب دارفور بدعم سخي من نائب رئيس مجلس السيادة، القائد العام لقوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، وقائد ثاني القوات الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو، جاءت مبادرة ملتقى الإخاء والسلام الاجتماعي الذي استضافته منطقة أم القرى بمحلية مرشنج جنوب نيالا حاضرة الولاية تحت شعار (تنمية شاملة وسلام مستدام، كفانا تفلت كفانا خصام)، بمشاركة (500) من الأمراء والعقداء بقبائل  محليات الولاية استمرت ثلاثة أيام، ختم فعالياته والي  ولاية جنوب دارفورموسى مهدي إسحق وقائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو ولجنة أمن ولاية جنوب دارفور.

وجاء الملتقى تتويجاً لتلك المصالحات ولوضع حد نهائي للتفلتات التي يتسبب فيها المتفلتون من القبائل بمحليات الولاية المختلفة.

وخرج الملتقى بميثاق شرف تعاهد تواثق عليه كل الأمراء والعقداء الذين شاركوا في الملتقى يمثلون قبائل الولاية بكافة محلياتها، حيث تواثق الجميع على حفظ  السلام الاجتماعي وتعزيز العلاقات الاجتماعية التاريخية للقبائل بجانب نبذ الاحتراب والقتال القبلي، محاربة المجرمين والمتفلتين، الإخطار المبكر للجهات المسؤولة بأي تحرك يخل بأمن المجتمع، مؤكدين سعيهم لرتق النسيج الاجتماعي لكل مكونات الولاية علاوة على نزع السلاح وعدم إيواء أي متفلت بعد هذا الملتقى بحسب الوثيقة التي سلمت لوالي الولاية.

وأكد والي جنوب دارفور موسى مهدي خلال مخاطبته ختام الملتقى، أن الولاية طوت صفحة الحرب والاقتتال وتوجهت نحو السلام والبناء والتنمية والتعمير، مشيداً بخطوة الملتقى، وقال إنها بداية الطريق الصحيح لإنزال اتفاقية السلام. ودعا موسى مهدي العقداء والأمراء إلى الالتزام بالميثاق والعهد الذي تواثقوا عليه، لجهة أن الملتقى أزال كافة الضغائن وترفع الجميع عن الصغائر إلى التسامح والتعافي، مشددأ على ضرورة الصدق وإخلاص النوايا في محاربة المجرمين المتفلتين بجانب نبذ القبلية والجهوية، وتابع (المتفلتون بعد اليوم لا تعامل معهم إلا بالقانون وسنصدر لوائح ومراسيم تجرم من يثير النعرات القبلية والإثنية).

وقال مهدي “تاني ما في مصالحة قبلية وأي شخص ارتكب جريمة يتحمل مسؤوليته لوحده أمام القانون وليس لقبيلته صلة بما ارتكبه من حادث”، حاثاً الجميع على المحافظة على الأمن والاستقرار الذي تتمتع به الولاية، ووعد بتنفيذ مخرجات الملتقى بحذافيرها إلى جانب تكوين آلية لفتح المراحيل والصواني ومتابعة إنزال المخرجات على الأرض، مشيراً إلى وجود تمدد فى الزراعة على حساب الرعي.

وقدم مهدي شكره للفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، والفريق عبد الرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع على ما قدموه للولاية من عطاء فكري ومادي ونصح بجانب رعايتهم للمصالحات القبلية، مطالباً الشباب بحراسة التغيير ومكتسبات الثورة، معلناً عن قيام ملتقى لمناقشة قضايا الشباب في القريب العاجل.

من جانبه، أعلن الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع، العفوعن المجرمين شريطة التوبة، والعفو من أصحاب الضرر، وأكد دقلو حرصهم على بسط هيبة الدولة وحماية المواطنين في كل مكان، وأضاف (تانى ما في قتال قبلي). وأشار دقلو إلى جهود الأمراء والعقداء على تحملهم المسؤولية في حل الإشكالات وهم سند للإدارة الأهلية حتى تقوم بدورها كاملاً مع أجهزة الأمن في حفظ الأمن والاستقرار، داعياً إياهم إلى العمل من أجل  السلام والتنمية ومحاربة المتفلتين والمخدرات التي تزرع في الولاية ومنتشرة بصورة كبيرة، مؤكدًا أن القوات النظامية بالمرصاد لكل من يعمل ويروج المخدرات.

وطالب عبد الرحيم أهل دارفور بالتسامح وفتح صدورهم لاستقبال قادة الكفاح المسلح، والعمل معاً حتى يصبح السلام واقعاً يمشي بين الناس، مؤكدًا بأنهم في سبيل حفظ أرواح المواطنين لا يجاملون أحداً.

إلى ذلك، أعلن المشاركون في الملتقى تساميهم فوق الصغائر وفتح صفحات جديدة عنوانها العفو والتسامح ونبذ الخلاف مع إعلان الحرب على القبلية والجهوية وعدم حماية المجرمين والسعي الجاد لعودة الولاية إلى سابق عهدها أمناً وسلاماً وتسامحاً.

 

 

Exit mobile version