Site icon صحيفة الصيحة

محمد البحيري يكتب :لفرض السيادة.. ينتشر الجيش على أراضيه وحدوده

بقلم

 

1
قالت مفوضية الحدود الأثيوبية قبل ثلاثة أيام إن القوات السودانية توغلت داخل الحدود الأثيوبية، في مغالطة غير منطقية ولا موضوعية بشأن واقع الأحداث التي تؤكد كلها أن الجيش السوداني يعيد انتشاره داخل أراضيه، ولم يتجاوز خارجها بنصف بوصة؛ وهو الواقع المدعم بتصريحات رسمية كان آخرها لرئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان في خطاب الاستقلال.
وبشأن قضية الحدود بين السودان وأثيوبيا يجب الانتباه وبعيداً عن الجدل السياسي، يجب تثبيت عدة حقائق أولها وأهمها أنه وعلى عكس إثباتات الوثائق واللجان واعتراف حكومات أديس أبابا والخرطوم فعملياً على الأرض لا يوجد (نزاع)! وإنما المطلوب فقط وضع علامات، وإن كان من إشكال وتنصل فهو يتعلق بالجانب الأثيوبي . وهي أمور تخصه يحمد للسودان بشأنها أنه لا يوجد مسؤول تحدث بشأن يخص التعليق على التصريحات الأثيوبية التي صدرت وللعجب مرات عن الناطق باسم الخارجية الأثيوبية ومرات عن مفوضية الحدود الإثيوبية التي يفترض أنها جسم مهني لا شأن له بالخطاب التعبوي حول قضية فنية، لدرجة الزعم أن الجيش السوداني يعتدي على أراضٍ أثيوبية.
2
القوات السودانية؛ مشمولة بكافة مسمياتها من الجيش إلى الدعم السريع وجهاز المخابرات العامة والشرطة؛ وقبل هؤلاء ومعهم عموم الشعب السوداني ينهضون بواجب حماية أراضيهم على قلب رجل واحد وساعد قوي والتزام بواجب وطني مقدس، بالانتشار فوق التراب السوداني ولفرض القانون كذلك وحماية البسطاء من المزارعين السودانيين الذين شق بعضهم صمت الفلوات بالبكاء حنيناً للأراضي إلى عادوا إليها بعد سنوات امتدت في بعض المواقع لعشرين وثلاثين عاماً، فهل بكى هؤلاء على تراب أثيوبي! أم إنهم بكوا لإجل أرضهم وأرض أبائهم كسودانيين خلص أقحاح.
إن كل إفرع وأذرع المنظومة العسكرية تنهض الآن بدورها حماية لمقدرات البلاد؛ فإن كان الجيش الأثيوبي الفيدرالي قد نهض لفرض قانون السيادة على إقليم تقراي (وهذا شأنه وحقه)، فما الذي يجعل فرض السودان حقوقه على أراضيه تجاوز وتحرى الحرب.
3
قبل ستة أشهر وبتاريخ 26 مايو الماضي؛ انتشرت قوة قدرت بسرية مشاة أثيوبية حول معسكر الجيش السوداني داخل منطقة العلاو! لاحظ أن القوات الأثيوبية قامت بعملية أقرب للحصار لجيش داخل حدوده الدولية وليس في نطاق تماس مشتركة! والذي حدث أن اجتماعات جرت بين قيادات الجيشين خلصت إلى سحب الجيش السوداني إلى (معسكره) والأثيوبية كذلك إلى معسكرها داخل الحدود السودانية!
بعدها بيومين وقع اشتباك بين الجيش السوداني وقوات مليشيا في منطقة بركة نورين انتهت باستدعاء المليشيا لقوات من الجيش الأثيوبي ـ من شرق المنطقة ـ اشتبكت مع الجيش السوداني . وبعدها بساعات وصلت إلى الضفة الشرقية لنهر عطبرة وعبرت لموقع القوات السودانية حيث أستشهد ضابط سوداني (الشهيد كرم الدين) وأصيب ستة جنود .
لاحظ أن التعديات والعدوان يطال أحياناً مناطق على بعد 20 إلى 30 كيلو متر إلى داخل العمق السوداني من الحدود! فأين العدوان الذي يمكن أن يتهم به السودان وداخل أراضيه ؟! وبالمقابل لم يثبت سقوط رصاصة واحدة داخل الحدود الأثيوبية أو مقتل مواطن بيد قوة سودانية!
4
أثيوبيا أدارت معركة باسم فرض القانون داخل أراضيها تجاه تنظيم سياسي؛ وقومية من مواطنيها ـ وهذا تقديرها ولا يخصنا ـ فما الذي يجعل انفتاح السودان وجيشه داخل حدوده؛ لتأمين ورعاية مصالح مواطنيه مشكلة! ولماذا يكون القرار الأثيوبي بالتحرك في تقراي صحيح بموجب القانون والمصلحة الوطنية، وذات التحرك للسودان داخل أراضيه جريمة ومؤامرة من جهات سودانية وغير سودانية؟ ولماذا من حق آبي أحمد حماية مواطنيه ممن يسميهم عصابة الجبهة الشعبية لتحرير تقراي وهم حلفاؤه القدامى وهو كادرهم ولا يكون للسودان ذات الحق في تمشيط أراضيه من مليشيات أجنبية اثيوبية! وهل لو كان الوضع معكوساً لكانت أديس أبابا صمتت؟

Exit mobile version