سراج الدين مصطفى يكتب :قدّم تجربة موسيقية متناغمة مع أحاسيسه مؤثراً ومتأثرًا: كمال كيلا .. رحيل فنان السلام الأول!!

 

(1)

الفنان الراحل كمال كيلا، واسمه الكامل (كمال الدين عثمان علي كيلا) من  مواليد مدينة كسلا في العام 1948، صاحب تجربة فنية مغايرة ومختلفة .. فهو صاحب أسلوب غنائي خاص يعتمد على الاستعراض وتوجهه الموسيقي ينتمي لموسيقى ما يعرف بـ(الجاز) وهو رائد في هذا المجال مثله مثل شرحبيل أحمد والجيلاني الواثق وصلاح براون ..

(2)

قدم كيلا تجربة موسيقية متناغمة مع أحاسيسه مؤثرًا ومتأثراً بتجارب الآخرين في محيطه، ليلعب دور الأداء والتلقي الذي تمثل بالبساطة التي كانت السمة الأساسية لحياته وتجربته الموسيقية الثرة التي توجته كواحد من الذين افترعوا موسيقى الجاز بشكلها السائد في السودان وعمل على تزويق ذلك النمط  وتطريبه وهو يعتبر من أمهر وأميز فناني الجاز في السودان  في عصره الذهبي، تغنى للسلام والمحبة ولوقف نزيف الحرب، اتخذ من غنائه باللغة الإنجليزية بجانب العربية مَعْبَراً لأغنياته خارج حدود الوطن لإيمانه التام بأن الفن رسالة لا تحدها حدود جغرافية أو لغوية.

(3)

يقول الراحل كيلا في إفادة صحفية سابقة قبل وفاته: (كنت  مصنف الفنان الأول للسلام، وذهبت للجنوب بدعوة من الزعيم الراحل جون قرنق، وتغنيت في كل مدن وأحياء الجنوب، وكنت أغني بحيادية فأجد القبول من الجانبين، الجنوبي والشمالي، كما تلقيت دعوة رسمية  للغناء في نايروبي إبان توقيع اتفاقية السلام وهو شرف لي، ولكني ضد تحزب الفنان لحزب معين لأنه سيخون قضية الوطن، لذلك يجب تقديم ما هو إيجابي وترك ما هو سلبي من أجل الوطن).

(4)

الجدير بالذكر أن الفنان الراحل امتهن المحاماة، ولكنه تركها لأجل الغناء والموسيقى، وكرس الراحل معظم أغنياته للدعوة للسلام واستخدم في ذلك كل الوسائل الموسيقية المتاحة والمنابر الإعلامية وعرف عنه التغني باللغة الإنجليزية التي كان يجيدها إجادة تامة، كما أن الراحل كمال كيلا كان رئيساً لنادي الخرطوم جنوب وجاء لمنصبه عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة وكان مثالاً للفنان الأخلاقي الذي ينحاز لقضايا شعبه حتى وفاته في الثاني من يناير من العام 2021.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى