الطاهر يونس نائب رئيس نادي الهلال (1/2)

كنت أنام  بـ”كورة التنس” وأشم ريحة المطاط في أنفي

تعلمنا شرف الخصومة مبكراً ولا أتحمل الهزيمة وأتجاسر عليها

في زمن الكاردينال حصل هبوط  في مستوى الكورة

 شاهدت حرق  العِمم قدامي وكان مشهداً مهيباً حقًا

هذا ما يحيرني فعلاً في جمهور الهلال

 التقاه: صديق دلاي

كنت أخاف من ضيفي الذي يتحدث مثقفاً في شؤون السياسة والفكر والأدب, كنت أخاف منه فهم طبيعة الرياضيين في التعاطي معه كنائب رئيس نادي الهلال في مجلس التطبيع الأخير  بطريقتهم التاريخية المعروفة, وبدأ الرجل هادئاً متمسكاً بقيمه الريفية, دخل أوربا مبكراً ثم عاد ود بلد طبيعي جداً، يحب الهلال كما وصفه منقوشاً في وجدانه منذ صغره , وظل يلازم دوره في توضيح الأمور مؤمناً بقضايا النقاش في أقل مسألة وحتى قضية التوحيد لو لزم الأمر.

كما بدا الطاهر يؤنس جاهزاً لأي سؤال، ويبدو أيضاً مثالياً كما أضاف من تاريخه الخاص نكهة الأصالة على مجلس التطبيع متحدثاً عن أول يوم في الاستاد، وكيف يرى المساطب الشعبية وكيف يبدو هيثم بأزياء شعار المريخ، كما أنكر الكراهية لنادي المريخ مقترحاً أن تكون الندية بدل الكراهية تعبيرًا مناسباً

كان حواراً ممتعاً وعميماً, لم يبخل باخبار مهمة ومواقف معلنة وشجاعة في التوصيف بتأسيس معتدل ومن زاوية مفتوحة على كل الجهات، فإلى الحوار.

ـــ عالم الرياضة؟

لو كنت تقصد  رياضة المدارس فقد شكلت الوجدان وفيها جانب تربوي ومنها تعرفنا على أهمية المنافسة.

ــ ميدان  الكورة؟

هو المربع  الشريف, أجمل مكان في عمر المدارس.

ــ الدافوري؟

كنت أنام  بكورة التنس وأشم ريحة المطاط في أنفي, كانت دنيا وعالماً عجيباً.

ــ كنت  حريف؟

كنت سيد  الكورة الذي يحدد معظم الأشياء.

ــ الهلال؟

موروث من  أبوي

ــ كيف كنت في  الدافورئ؟

كنت دوماً الضحية

ــ طعم الدافورئ  كمان؟

خاصة دافوري الجمعة بفترتين.

ــ وبكرة  المدرسة؟

والحصة الأولى  رياضيات.

ــ أصحاب العمر من هناك؟

ــ أنيس حسن كان  قصير القامة, صاحبنا وقريبنا

ــ هل ما زال  قصير القامة؟

– حاليًا من كبار المحللين الماليين يعمل مديراً مالياً في شركة كبيرة.

ــ الهدف (القون) في تلك الأيام؟

متعته مع الأصحاب بمقاس دنيانا، وكان يشكل المغالبة ولون النصر.

ــ النصر القديم؟

كان يصنع  التوازن لأنو فيه نوع من الاكتفاء الذاتي, (حالة ذاتية) وجزء من صراع مجتمع.

ــ الشفتنة على أيامكم؟

عالم الكورة  يشكل معظم تفاصيله.

ــ قلعت (القنا)  ذات عصرية؟

نحنا يا دلاي من  قمنا لعبنا بالعراضات من زمن كورة التنس والشرابات.

ــ والمهزوم؟

المهزوم يجري بالكورة بس.

ــ كنت سيد  الكورة؟

التقرب منه يعني نوعاً من التملق.

ــ عالم الكورة والرياضة؟

أنظر إليه من  فوق وأشرحه بخبرة ودراية.

ــ كيف تشكلت من الجانب الرياضي؟

الرياضة في أي مجتمع كما أظن تمثل عامل تماسك، وفيها تنشط دائرة الأصحاب والتنافس والأهل وتجد المجتمع يحاصرك بقيمه ومجتمع الكورة يضبط بالمجتمع الكبير وبإشرافه.

ــ  دائماً تذكر المجتمعات المحلية والأهل؟

دي عصاية العز لابد منها لأي كائن.

ــ هل تبالغ في  أهمية الرياضة في صياغة كل الإنسان؟

هي من العلامات الأساسية في تشكيل الإنسان (اللمة

ذاتها) هي القوة الناعمة.

ــ بماذا نخرج من هذه الفترة؟

القدرة على  التعبير ونحن صغار تعلمنا الأخلاق الرياضية وكيف تهنئ المنتصر وأنت مهزوم.

ـــ طعم الهزيمة؟

يكفي أنني لا  أتحمل الهزيمة ولكني أتجاسر عليها وأسوق نفسي مسافة من جو الهزيمة.

ــ شيء صعب؟

لكن شرف الخصومة في الرياضة قيمة عالية ومهمة جداً ومن هنا خرجت كلمة (خلي عندك أخلاق رياضية).

ــ دنيا؟

دنيا مليئة  بالحاجات الجميلة والصعبة, التمايز بين الناس, متواليات الهزيمة والانتصار.

ــ التشجيع؟

ملح الكورة  والرياضة تقرب الناس.

 ــ ولكن التنابز  والإفراط يأتي من هناك؟

في عالم الرياضة لا يوجد عداء مطلق وبرضو في حاجات حلوة بتطلع من هناك.

ــ من الذكريات؟

ــ ما زلنا نضحك على حكم الراية الذي نسي موقعه وجرى فرحان بالهدف.

ــ كان أجمل لو طلعت هلالابي من بيت مريخابي؟

ما زرعه الوالد  نقشاً أقوى بسنين العمر وأنا شايف أجمل كدا.

ــ التنوع  والمنافسة أجمل من التوريث؟

بيتنا مقسوم  هلال مريخ.

ــ وعلى هدي  الأيام القديمة؟

ذاكرتي مليئة بالجرايد الرياضية والأبطال مصطفى  النقر  طارق أحمد آدم وغيرهم، مثل الصور الأبدية معلقة في العمق ولا مجال للنسيان.

ــ كيف واجهت كـ(مشجع) قصة إفلاس مصطفى النقر المعلنة؟

النقر شخصية  مهمة جداً ونجم كبير ويشق على النفس أن يمر مثله بتلك الظروف.

ــ صعب جداً انهيار نجم تحبه؟

صعب للغاية.

ــ هل تكره كيان اسمه المريخ؟

(لا) أكره المريخ وتربيتي تمنعني ممارسة الكراهية حتى على كيانات معنوية.

ــ أين تضع المريخ في فؤادك؟

الندية  تبعدنا عن الإحساس بالكراهية وتوفر لك قدراً من الشعور بكونه الند.

ــ تبحث دوماً عن  هزيمته؟

– إحساس التفوق  طبيعي عند أي هلالابي.

ــ على أقل تقدير  أنت لا تحب المريخ بدلًا عن الكراهية؟

في رفض داخلي  مفهوم ومعقول وكمان مطلوب أيضاً  التنافس الرياضي ومع الخصوم التاريخيين كالمريخ.

ــ ربما هو  الرفض المستمر؟

لكنه ليس  كراهية.

ــ قريب من ذلك  الشعور؟

لكنه لن يتحول  لكراهية.

ــ الندية لا تناسب بعض الذين يحبون هلالهم؟

الندية أقوى من  الكراهية.

ــ الكورة في الاستاد؟

المشاهدة في  التلفزيون ممتعة أكثر من حضور المباراة في الاستادات.

ــ هل تتوتر  والهلال طرف في أي مبارة؟

توتر شديد جداً.

ــ مبارة أرهبت أعصابك وكنت تتمنى أن تصبح لاعباً في مواجهة مرمى الخصم؟

دي مبارة  ما ذنبي.

ــ طلعت 5 إلى  2

نعم.

ــ كيف تنظر  للإدإريين في الأندية الرياضية؟

خاصة الإداريين  التاريخيين هم سبب النجاح مثل الطيب عبد الله الأسطورة الإدارية.

ــ متى كان الهلال  ضعيفاً بشكل مخيف؟

الفرق الكبيرة غالباً ما تمر بدورات هبوط كبير في مستوياتها.

ــ متى مر الهلال  بذلك الهبوط الحاد؟

حصل في فترات كتيرة.

ــ متى؟

تقريباً بعد  87 زمن لارش الحكم الذي حرمنا من كأس مؤكد وأعقبه شطب جماعي.

ــ هذا كل ما حصل؟

هناك هبوط آخر جاء بعد فترة صلاح إدريس.

ــ تقصد زمن  الكاردينال؟

نعم حصل هبوط  في مستوى الكورة.

ــ هل حصل خفت من تلك الحالة لتستمر؟

الأندية الكبيرة لا تخاف عليها من  نهاية كارثية.

ــ أين يوجد الراحل والي الدين في ذاكرة الطاهر؟

الحدث الصعب في حياتي هو وفاة والي الدين, بعد أن قابلته في لندن في زيارة بعد عيد الأضحى.

ــ إنسان ودود؟

بسيط رقيق  وفنان وجميل.

ــ موهوب طبعاً؟

بل بعيدا عن  موهبته إنسان عجيب.

ــ توفي نتيجة  خطأ طبي معلوم؟

في نهاية الأمر هي الآجال.

ــ قابلته في لندن  ثم عاد ورحل؟

ويا ليتني لم  أقابله في تلك الرحلة ونحن في لندن.

ــ أول مرة تدخل إستاد كورة؟

– كانت المباراة  بين الهلال والتحرير, كنت أقصد الاستاد، ولم تكن الأشياء هي الأشياء وزرت أكبر استادات الدنيا, إستيانغوا, ساسنيروا , الكابنو, سانسيو وأمستردام.

ــ نعود لمبارة  الهلال والتحرير؟

كان الشغف  الأول.

ــ مشهد باهر؟

شاهدت حرق  العمم قدامي وكان مشهداً مهيباً حقاً.

ــ وكيف تبدو  الجماهير في الاستاد؟

الهلال الجواك يبتهج مرات كثيرات, والناس أسرة واحدة، وكنت أصغر واحد أدوني موية من غير أن أطلب وكنت قصيراً، وكانوا حريصين لأشاهد كل شيء.

ــ عيوب جماهير الرياضة داخل الاستادات؟

البخل بالمخزون الرهيب من الحب للكيان والاكتفاء بالتصفيق حسب اللعبة.

ــ ما الشيء الذي  ظل يحيرك في الهلال الكيان والتاريخ؟

قلة المساهمة  العامة في الدفع والمؤازرة.

ــ خليك واضح؟

طبيعة التشجيع غير محفزة للاعبيين  مرة شاهدت مشجعاً برشلونياً يجوب شوار مدريد يرتدي الزي البرشلوني المهزوم في 2013 هزيمة مذلة, سألته كيف ترتدي أزياء فريقك عشية الهزيمة، فاشار لي أن برشلونة في قلبي وليس في عقلي.

ــ ولذلك تلوم  جمهور الهلال؟

حتى الآن هذا الجمهور العظيم لم يعط ما عنده لفريقه من الدعم والمؤازرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى