Site icon صحيفة الصيحة

صلاح الدين عووضة يكتب : تاء النيل!!

لا تاء التأنيث..

وحين يُؤنث النيل يصير (نيلة)… وهذا عنوان كلمة لنا قبل سقوط الإنقاذ..

ولكن الأنثى تدخل لاعبة رئيسية أيضاً..

وبالمناسبة: لا يصح – لغوياً أن يُقال (رئيسة)… بل رئيسية..

ولكن هذه إحدى البدع التي أدخلها اللبنانيون على لغة الضاد… تماماً كبدعة (هكذا أمر)..

وهواة الاستلاب منا يرددون هذا العبث اللغوي كما الببغاوات..

المهم؛ في تلك الكلمة انتقدنا ظاهرة باتت تتفشى بشارع النيل… بطلاتها بائعات الشاي..

وليس الشاي وحده… إذن لما كانت هنالك مشكلة..

وإنما الخرشة – وأخواتها – كذلك؛ فضلاً عن أختٍ لهذه الظاهرة… اسمها الشاي مع الفرجة..

بمعنى أن تجلس أمام ست الشاي وأنت تتفرّج..

ولا تسلني تتفرّج على ماذا؟… فيكفي أن اسم هذه الظاهرة (السينما)..

وكله بثمنه؛ فالشاي – أو أي مشروب آخر – مع الفرجة له ثمن (متعتين)… أو (كيفين)..

وشكرنا شرطة الولاية على التصدي للظاهرة..

ولا نقول شكرناها استجابةً لكلماتنا في هذا الصدد… فربما كان تصدياً ذا خطة مسبقة..

وتطابق تصديها هذا مع رأينا بشأن ستات الشاي..

فقد قلنا إنه لا يجوز أخذ البريئة منهن بجريرة المذنبة… ومن ثم يُقنن عملهن جميعاً..

وهو أن تُمنح كل منهن كشكاً أنيقاً؛ مصدقاً… ومراقباً..

وفعلاً هدأ النيل – وشارعه – حيناً… وما عاد مستحقاً لتاء تأنيث غير مستحبة في هذا الموضع..

هدأ بتكثيف دوريات المراقبة… حتى قبل تنفيذ المشروع..

وهدأ المعربدون؛ ممن كانوا يتعاطون المخدرات… ثم يعيثون في النيل – وشارعه – فسادا..

وبعد الثورة رجعت الأمور إلى ما كانت عليه..

ورجعت التاء إلى النيل… ورجعت الخرشة إلى (قواعدها)… ورجع الخارشون إلى عربدتهم..

وما حدث ليلة رأس السنة كان متوقعاً..

سيما مع ارتخاء القبضة الأمنية… وتضخم عضلات مستغلي حرية الثورة هذه..

وقلنا كثيراً إن أيما ثورة بلا نيوب – ومخالب – فهي فوضى..

أو هكذا يجعلها من لا يفهون من معاني الحرية – والديمقراطية – إلا معنى (التحرر)..

التحرر من كل ضوابط دينيةً… أو مجتمعية… أو قانونية..

وإن لم يكن ارتخاء قبضة أمنية فماذا نسمي ما حدث رغم طمأنة وزير الداخلية (الكلامية)؟..

ووعده بنشر آلاف من عناصر الشرطة… للتأمين..

ومن الذي حدث هذا تناوب عشرين خارشاً – ومعربداً – اغتصاب فتاة في قلب الشارع..

قلب شارع النيل… وقلب العاصمة… وقلب الأضواء..

ثُمّ لا رئيس لجنة الأمن – نمر – استقال… ولا وزير الداخلية… ولا مدير الشرطة..

رغم إنهم (فالحون) جداً في التصدي للتظاهرات السلمية..

وعادت إلى شارع النيل تاؤه تجرجر أذيالها… وخارشيها… ومعربديها… ومتفرجيها..

وصار (النيلة)!!.

 

 

Exit mobile version