Site icon صحيفة الصيحة

قصة أغنية  .. نشيد الاستقلال.. من جامعة الخرطوم بدأت القصة!!

 

وثق لها: سراج الدين مصطفى

(1)

الكتابة عن عبقرية الفنان محمد وردي، هي بالضرورة كتابة عادية ومكرورة وربما لا تحمل جديداً، فالرجل قدم كل ما يؤكد على عبقريته وسطوته وتجاوزه، لذلك من البديهي أن تجده حاضراً في وجدان الشعب السوداني رغم الغياب، وسيظل رمزًا للتجديد والمثابرة في تقديم طرح غنائي لا يتلف مع الزمن، ولعل كل منتجات وردي الغنائية عليها ديباجة مكتوب فيها(صالح لكل الأزمان).

(2)

اشتهر وردي بترديد الأغاني الوطنية .. حيث تغنى لهذا الوطن بعدد كبير من الأغاني الوطنية، ولعل أبرزها نشيد (اليوم نرفع راية استقلالنا) وهو من أشهر الأغاني الوطنية التي وجدت حيزاً كبير من الانتشار والقبول المطلق، فعمر هذا النشيد حتى العام هذا العام تسعة وخمسون عاماً بالتمام والكمال، حيث ظهر إلى الوجود عبر الإذاعة السودانية  في 1/1/1961 أي قبل ظهور التلفزيون.

(3)

(نشيد الاستقلال) ، كان هو الأيقونة التي قدمها الدكتور الشاعر عبد الواحد عبد الله وأصبحت الأغنية الوطنية الأشهر والتي تبث في مطلع كل عام وأصبحت كذلك من الوجدانيات الوطنية للشعب السوداني، وشاعرها الدكتور عبد الواحد يوسف ولد  منتصف عام 1939م في مدينة القضارف، التي انتقل إليها أهله من منطقة الزيداب حيث ينحدرون من قبيلة الجعليين المشايخة الشرفديناب، نسبة للشيخ شرف الدين، ولد شاعرنا الكبير في حي الجباراب لأسرة متوسطة الحال.

(4)

يقول د. عبد الواحد عبد الله يوسف إنه في سنة 1959 كان طالباً في جامعة الخرطوم وضمن تحضيرات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم تم الإعلان عن أنه تم فتح باب المشاركات الأدبية للطلاب ليشاركوا بها في احتفال الاتحاد بأعياد الاستقلال في الأول من يناير 1960.

يقول عبد الواحد: جلست ليلتين أكتب تلك القصيدة  وقدمتها للاتحاد وحازت على إعجاب المسؤولين .. فغناها كورال الاتحاد في الاحتفال. وهاجت مشاعر الجميع طلاباً ومسؤولين وحضوراً وفي مقدمتهم الفنان خضر بشير الذي كان صديقاً لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وبعد ذلك قدمت الأغنية للفنان الشاب حينها محمد وردي وقام بتلحينها وأداها في إذاعة أم درمان.

(5)

وعندما قرر عبود (بيع) حلفا بالموافقة على بناء خزان ناصر في مصر وإغراق حلفا .. كان وردي في مقدمة المعارضين لهذا القرار .. فتم سجنه وحظرت جميع أغانيه وتسجيلاته إلى أن جاءت ثورة أكتوبر 1964م المجيدة وفك الحظر عن الحرية والأحرارومنذ ذلك الحين … كل الشعب السوداني يغني في الأول من يناير:

اليوم نرفع راية استقلالنا

ويسطر التاريخ مولد شعبنا

يا إخوتي.. غنوا لنا.. غنوا لنا..

يا نيلنا يا أرضنا الخضراء..

يا حقل السنا..

يا مهد أجدادي ويا كنزي العزيز المقتنى ..

كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية ..

خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية ..

والنهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية ..

ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية

وليذكر التاريخ أبطالا لنا عبد اللطيف وصحبه

غرسوا النواة الطاهرة

ونفوسهم فاضت حماسا كالبحار الزاخرة

من أجلنا ارتادوا المنون

ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون

غنوا لهم يا إخوتي

فلتحيا ذكرى الثائرين

إني أنا السودان أرض السؤدد

هذي يدى ..

ملأى بألوان الورود قطفتها من معبدي

من قلب إفريقيا التي داست حصون المعتدي ..

خطت بعزم شعوبها آفاق فجر أوحد ..

فأنا بها وأنا لها سأكون أول مفتدي.

Exit mobile version