انزوى الفنانون وغابت الألحان .. 2020 حزن ورتابة في المشهد الثقافي والفني 

 

الخرطوم: عائشة الزاكي

شهدت الساحة الفنية والثقافية  في العام 2020م حالة من الركود،  وذلك في ظل  تحديات جائحة (كورونا) والتي ضربت العالم مؤخراً،  مما أدى إلى توقف عدد من النشاطات الثقافية والتي تسببت في ضرر كبير لعدد من المبدعين في كافة المجالات بعدد كبير من دول العالم، لا سيما العاصمة الخرطوم وبموجبها تم إلغاء عدد من الفعاليات الثقافية والفنية  بقرار صادر من اللجنة العليا للطوارئ الصحية، وإغلاق جميع  الأندية والمنتديات الثقافية وكافة الساحات ودور العرض التي تقام فيها الأمسيات والمنتديات إلى أجل غير مسمى،  إضافة إلى فرض حظر تجوال شامل في ولاية الخرطوم  طوال شهري (أبريل ومايو)، وطوال فترة الحظر، وكل تلك الأسباب والعوامل أدت لاحتجاج الشارع العام خاصة أصحاب صالات مناسبات الأفراح بالقطاع الخاص، الأمر الذي أدى للعودة الجزئية في البداية ومن ثم  كلياً، لم يمهل الفيروس المواطن لترتيب أوضاعه من الداخل إلى دخول فصل الشتاء.

ومن ثم زاد عدد الإصابات وارتفعت حالات الوفيات، ووفقاً لتلك الإحصاءات أصدرت لجنة الطوارئ الصحية  قراراً بإيقاف الحفلات الخاصة والجماهيرية والأندية الرياضية وصالات المناسبات والأفراح والمنتزهات، ورغم هذه الجائحة لم تتوقف الحياة، ولم تمنع بعض الفنانين من أداء واجبهم، حيث قدموا عددا من الأعمال التوعوية من أجل توصيل الرسالة  والإرشادات في شتى المجالات.

مع نهاية  كل عام،  تمتلى الطرقات والشوارع الرئيسية باللافتات والبوسترات إعلاناً للحفلات الجماهيرية، كما يتم الإعلان بالفضائيات والإذاعات والصحف، وتقام هذه الحفلات  في أفخم الفنادق والصالات والمطاعم الكبيرة، إضافة إلى  الساحات الكبيرة، منها ساحة الحرية احتفالاً بالعام الجديد.

في حديثهم لــــ (الصيحة) اشتكى عدد من الفنانين من ضغظ (الجائحة)  والتى  تم بموجبها منع الحفلات وممارسة الغناء خاصة بالفعاليات المختلفة،  والذى يشكل  مهنة أساسية ومصدر دخل للفنانين، حيث يمارسون حياتهم العملية بإقامة حفلات المناسبات الخاصة مثل حفلات الزواج بالأحياء،  فيما التزم عدد من الفنانين بهذا القرار وفضلوا البقاء بالمنزل من أجل الحفاظ على صحتهم وصحة المجتمع.

وفى بعض المنتديات والفعاليات التي تقام في قطاع التراث والفنون والشعر يلتزم جميع الحضور بالاشتراطات الصحية من حيث ارتداء الكمامات والتباعد في الجلوس داخل القاعات وفحص درجات الحرارة عند وصول الزوار وتوفير المعقمات.

واعتبر الفنان محمد حسن حاج الخضر، أن جائحة كورونا كانت أحد الأسباب التي جعلت عدداً من المبدعين يجلسون في منازلهم ويقومون بترتيب الأولويات وإعادة جرد الحساب في اعمال السنة من كتابة النصوص الغنائية والالحان، وكانت استراحة لترتيب الأوضاع من الداخل رغم السلبيات المعروفة لدى الجميع والضغوط الاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على أوضاع المبدعين في كل أنحاء البلاد.

يرى الناقد الأستاذ عز الدين ميرغني، أن الحياة الثقافية تأثرت بهذه الجائحة في جميع انحاء العالم والسودان جزء منه،  وقلّ نشاط المنتديات الراتبة منها منتدى راشد دياب والنادي السوداني للكتاب، وتوقف معرض الخرطوم الدولي الذي يقام في كل عام والذى يعتبر مهماً جداً في الحياة الثقافية السودانية،  وتم  تجميد كثير من الفعاليات منها  تدشين الكتب الجديدة التي يتم الترويج لها فى هذه الفعاليات، وخاصة الرواية والقصة والشعر وإعلان الجوائز العالمية الكبرى مثل جائزة الروائي الطيب صالح التي يشارك فيها كل كتاب العالم في ضروب الكتابة المختلفة من قصة ورواية ويكون الحراك الثقافي شبه مجمد طوال الشهور الماضية والذي بدوره يعمل على كسر الرتابة في حياة المثقفين السودانيين.

تمنى الشاعر بشرى سليمان أن يأتي العام الجديد 2021م والبلاد تشهد استقراراً كبيراً في الحراك الفني والثقافي الأحزان، وفقد عدد كبير من المبدعين الذي أثر بصورة أو بأخرى على أداء الزملاء الفنانين والشعراء والملحنين والموسيقيين وما سبقها من ظروف وأوضاع قاسية مرت بشكل أو بآخر على المبدعين بصبر واحترام للزملاء في قبيلة الفنانين بجميع المجالات، مضيفا:ً متفائلون أن العام القادم ينصلح فيه الحال مقابل هذا الصبر كما قالوا “الصابرات روابح”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى