الموانئ السودانية.. مشكلات تبحث عن حلول!!

 

الخرطوم: جمعة عبد الله

أدى تطاول مشكلات الموانئ البحرية ببورتسودان لنفاد صبر المصدرين والمستوردين من العقبات التي يواجهونها في الشحن والتفريغ وما يلازمها من بطء وتأخير تسببت في خسائر فادحة للمتعاملين بالموانئ. فيما تزايدت التخوفات من اتجاه شركات الشحن العالمية لموانئ بديلة بسبب هذه المشكلات، وسط اتهامات متبادلة بين مختلف أطراف العمل المينائي. ووصل صدى الاتهامات لهيئة الموانئ البحرية من الغرفة القومية للمستوردين التي كشفت عن سوء الأوضاع وما يعانيه المستوردون، وسارعت الهيئة للرد ببيان غاضب تبرأت فيه من المسؤولية عن تكدس البواخر وتأخر تفريغها.

أوضاع مأساوية

ويقول الأمين العام لغرفة المستوردين الصادق جلال، أن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الميناء أدت إلى توقف عدد من شركات الشحن للسودان خاصة في عمليات المناولة والتفريغ، وأشار لارتفاع أسعار شركات الملاحة للشحن لبورتسودان إلى مستويات غير مسبوقة قاربت 10 آلاف دولار للحاوية (40 قدم) المشحونة من الصين بدلاً عن 2500 دولار بسبب التأخير في عمليات التفريغ والمناولة.

ووصف جلال ما يحدث بميناء بورتسودان بالتخريب الممنهج للاقتصاد السوداني، وطالب بإقالة ومحاسبة كل الطاقم المسؤول عن إدارة ملف ميناء بورتسودان والإسراع في تعيين طاقم آخر من أهل الخبرة والدراية حتى يعود الميناء إلى كفاءته التشغيلية. وقال إن ما يحدث في الميناء سيؤدي الى تأخير انسياب السلع الواردة للأسواق مما يساهم في شُحها وينعكس سلباً على ارتفاع الأسعار الذي سيؤثر بدوره على معاش الناس الذي وصل إلى أسوأ مستوياته بسبب الأداء الإقتصادي المتهالك لحكومة الثورة.

وأبدى جلال استغرابه مما يحدث بالميناء ووسمه باللغز المحير لافتاً إلى وجود حلول واضحة وبأقل التكاليف لتشغيله بالكفاءة المطلوبة، موضحاً أن إيرادات الميناء كافية لتطويره حتى يصبح في مصاف الموانئ العالمية، وانتقد أداء عدد من اللجان الخاصة بمعالجة أوضاع الميناء سواء المتفرعة من لجنة الطوارئ الاقتصادية أو اللجان الأخرى، مبيناً إن عملها أدى الى مزيد من الاختناق وازدياد الحال سؤءًا.

الموانئ تترافع

بدورها تشير إدارة هيئة الموانئ البحرية إلى أنها لا تتحمل المسؤولية عن تكدس 12 ألف حاوية بميناء بورتسودان، وقالت إن الحاويات تنتظر السحب من الموردين، وقطعت أن الميناء ليس من أسباب تأخرها، وأكدت أن جميع موانئ السودان رغم ظروف كورونا تعمل بكفاءة مقارنة بالموانئ العالمية.

وحملت ادارة الموانئ في تعميم صحفي أصحاب الحاويات مسؤولية التكدس وشددت على ضرورة أن يحاسب أولاً كل من ترك الحاويات التي استوردها بالميناء بالشهور، وأوضح التعميم أن الموانئ لا تعيش في عالم منفصل والكوارث التي يمر بها العالم أبرزها كورونا إلى جانب إشكاليات عدم إحلال الآليات من الرافعات والكرينات والجسور التي تعمل منذ عشرات السنين مما أدى إلى تأخير التفريغ في بعض الأحيان، وأشارت إلى انعكاسات سلبية عامة يعاني منها النقل البحري بموجبها أعلنت عدد من شركات الشحن العملاقة مثل Maersk و MSC Mediterranean Shipping  خفض عدد السفن على الطرق التي تربط الصين وهونج كونج بالهند وكندا والولايات المتحدة وغرب وشرق وشمال إفريقيا.

الميناء الجنوبي

من ناحيته، أكد مدير الميناء الجنوبي جمال المبارك إن عمل المناولة بالميناء ينساب بشكل جيد حيث تعمل (7) كرينات في عمليات المناولة فيما تمكنت منظومة الصناعات الدفاعية من توفير قطع الغيار للكرين الثامن المتوقف بعد المسح، متوقعاً أن يرتفع معدل المناولة من (1500) إلى (1800) حاوية في اليوم بعد دخول الكرين الثامن للخدمة وأكد جمال: لقد غادرت الميناء (3) بواخر بعد مناولة (4773) حاوية شملت الصادر والوارد، ويجري الآن عمل المناولة في (3) أخرى بعضها يحمل احتياجات الموسم الزراعي الشتوي على متنها حوالي (7334) حاوية، منها (3809) وارد و (3525) حاوية صادر، فيما يبلغ عدد السفن الموجودة في الانتظار حوالي (11) سفينة، وأوضح أن الانسياب الجيد للعمل جعل التفريغ يستغرق بين 5 إلى 6 أيام بعد أن كان يستغرق  10 إلى 12 يوماً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى