يترقبه السودان بشغف.. رفع السودان من القائمة السوداء.. كسر القيود الدولية!

 

تقرير: مريم أبشر

ترقب وانتظار وتفاؤل حذر باقتراب تسجيل هدف ذهبي يسجل (نجاحاً دبلوماسياً) لحكومة الفترة الانتقالية بكل مكوناتها، بجانب السلام,  في مقدمتها قمة الجهاز التنفيذي ممثلاً في رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك  برفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وتنتظر الأوساط السودانية والمجتمع الدولي والإقليمي وأصدقاء السودان الجلسة المرتقبة والمتوقع لها العاشر من ديسمبر الجاري للكونغرس الأمريكي للموافقة والتمرير للأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.

وتأتي أهمية الاهتمام بالرفع من القائمة السوداء باعتبار أن السودان ظل حبيس تلك القائمة لما يقارب ثلاثة عقود, معزولاً عن العالم اقتصادياً واستثمارياً, إلا في نطاق محدود، ويعتبر  الرفع المرتقب (بتحقيق الحلم) خطوة  تمهيدية  بعودة السودان  للمجتمع الدولي وطي صفحة عقود من العزلة ومقاطعة المجتمع الدولي للسودان في ظل الحكومة المعزولة، فضلاً عن أنه سيكون بداية إنعاش اقتصاده المأزوم وانتشال شعبه من الضائقة المعيشية التي كادت أن تفتك به وتحقيق حلم وأهداف الثورة التي راح ضحيتها عدد كبير من الشباب المتطلع لسودان جديد.

تخوف مشروع:

رغم الأمال الكبيرة المعلقة بتمرير الكونغرس الأمريكي وموافقته على الأمر التنفيذي لترامب الخاص برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب منحه الحصانة ضد أي ملاحقات قادمة, إلا أن ثمة مخاوف من حدوث عرقلة لتمرير القرار  من قبل الكونغرس وفتح بند آخر بتعويضات ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر, خاصة وأن عضوين من الحزب الجمهوري هما زعيم الأقلية تشاك شومر ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس روبرت منينديز, أبديا تحفظهما حيال تمرير القرار, فيما أبدى أعضاء الحزب الجهموري في مجلس الشيوخ والنواب وعدد كبير آخر من الديمقراطيين تأييدهم للصفقة التي يتعين على الكونغرس الموافقة عليها, خاصة أن الصفقة ترمي لفتح أبواب السودان أمام الاستثمارات التجارية، والحصول على مزيد من المعونات من المنظمات الدولية، وحماية أصولها من مطالب المدعين في القضايا المتعلقة بالإرهاب.

تحركات استباقية:

مع اقتراب موعد انعقاد الجلسة المرتقبة للكونغرس الأمريكي للتقرير بشأن تمرير أمر ترامب التنفيذي الخاص بالسودان وهو يتأهب لمغادرة البيت الأبيض بعد خسارته انتخابات 2020 التي كسبها الديمقراطي جو بايدن, نشطت البعثة الدبلوماسية والجالية السودانية بالولايات المتحده في إجراء تحركات دبلوماسية وسياسية وسط الكتل السياسية بالكونغرس الأمريكي بغية حشد التأييد الكامل لصالح المصادقة على القرار وتجنيب السودان أي ملاحقة عقابية قادمة.

وعلمت الصيحة من مصادرها بواشنطن أن جلسة مرتقبة يتوقع أن تعقد بوزارة الخارجية الأمريكية اليوم بين الوفد السوداني المفاوض ونظيرة الأمريكي لمواصلة ما جرى من حديث في الجلسة السابقة بهدف  الترتيب ووضع اللمسات المطلوبة بشأن عملية الشطب والتخطيط  لعلاقات ثنائية مرنة تتسيدها المصالح المشتركة.

وكشفت المصادر عن جلسة أقامتها البعثة بالتنسيق مع الناشطين حول العلاقات الثنائية خاطبها رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ونائب رئيس البعثة بالسفارة السودانية بواشنطن . ويتزامن اقتراب الرفع من القائمة السوداء مع تسارع ملحوظ في وتيرة العلاقات بين الخرطوم وواشنطن. وشهدت الأيام القليلة الماضية وصول عدد من الشركات الأمريكية التي ترغب في فتح صفحة جديدة وبداية عملية الاستثمار المشترك، وفي هذا الصدد فقد وصل الخرطوم هذه الأيام وفد كبير من شركة بوينج الأمريكية، وهي أحد الشركات الأمريكية الكبرى العاملة في مجال الطيران حيث التقى الوفد برئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك وأبدى استعداده للاستثمار في السودان والعمل على إعادة الحياة للناقل الوطني السوداني سودانير.

إنجازات ترامب:

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصبح أمام الأمر الواقع بخسارته الولاية الثانية في البيت الأبيض بعد الفوز الكاسح لمرشح الحزب الديمقراطي، غير أنه وفق مراقبين سيكون الأحرص على كسب نقاط إيجابية تحسب لصالح حزبه في تحقيق إنجازات ربما تعزز من احتمالات إعادة ثقة الناخب الأمريكي فيه في انتخابات 25 ومن هذا المدخل ربما تكون هذه الفرضية تصب لصالح السودان عبر دفع ترامب وهو في آخر أيامه بالبيت الأبيض للكونغرس الأمريكى بتمرير والمواقفة على قرار رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. وبرأي  أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات الدكتور عبد الرحمن خريس على الدكتور حمدوك والبعثة الدبلوماسة في واشنطن والجالية السودانية داخل الولايات المتحدة تكثيف تحركها وسط اللوبيات والمجموعات المساندة للسودان من أحل الإسهام في تمرير القرار مؤكدًا في حديثه للصيحة أن ترامب يرغب زيادة إنجازات فترة حكمة لافتاً في هذا الصدد للمهاتفة التي إجراها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو  بداية الأسبوع مع رئيس مجلس السيادة والتي ركزت بجانب ترتيب رفع اسم السودان من القائمة محاولة إنهاء الصراع في إقليم التقراي وهي مساعٍ يرى خريس تصب أيضاً في إطار تحقيق كسب إقليمي خلال ما تبقت للجمهوريين من فترة، وشدد أستاذ العلاقات الدولية على ضرورة أعضاء الحكومة الانتقالية أولوية لحشد الدعم ودفع العضوين الرافضين لتغيير موقفهما  أو التزام الحياد وتوقع خريس رد إيجابي من الكونغريس ينهي عقود العزلة الدولية.

حتمية الرفع :

بثقة الواثق الذي يحدوه الأمل في كسر القيود، أجاب أستاذ الجامعات والقيادي بالحرية والتغيير الدكتور صلاح الدومة على الصيحة بأن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ستحقق دون أدنى ريبة أو شك، وقال إن حتمية الرفع أكدته كل قيادات الحكومة على أرفع المستويات في اكثر من مرة بمن فيهم ترامب نفسه وآخره الاتصال الهاتفي الذى أجراه بومبيو برئيس المجلس السيادي، وقطع بأن الإعلان عن الرفع النهائي أصبح مسألة زمن تتعلق بالجلسة المرتقبه للكونغرس الأمريكي في العاشر من ديسمبر الجاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى