تعدّدت أسبابها لعدم الإغلاق .. الانتقالية و(كورونا).. تجاوز حبس الأنفاس!

 

تقرير/ عبد الله عبد الرحيم

تصاعدت مجدداً وتيرة القلق والمخاوف إثر التقارير الصحية المتداولة والتي تفيد  بتفشي جائحة الموجة الثانية لكورونا، في ظل تردد الدولة حول الإغلاق الكامل للبلاد، فيما صدرت توجيهات ولائية بمنع التجمعات وإغلاق جميع  صالات الأفراح ومجمعات خدمات الجمهور بالخرطوم وإغلاق الجامعات والفصلين الثالث الثانوي والثامن أساس، فيما لا زال الحديث عن الإغلاق لتفادي انتشار الجائحة موضع دراسة بيد الحكومة.

وأكد رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، أن أغلاق البلاد الشامل أمام جائحة كورونا مرتبط بتطورات الجائحة، وفي حوار تلفزيونى مساء أمس، أكد سعي الحكومة لعدم الإغلاق التام لتجنب التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للإغلاق، حيث تأثرت إيرادات الحكومة بسبب الإغلاق في المرة السابقة بنسبة (40%) وأكد فتح المراكز وتقديم الخدمات بشكل منتظم، مشددًا على ضرورة التقيد بالإرشادات والإجراءات الصحية.

وأشار رئيس الوزراء إلى تضرر قطاعات واسعة من المجتمع بالموجة الثانية للجائحة والتي كانت أكثر حدة من الأولى، لافتاً إلى إصابة عدد من الوزراء بالجائحة وفقدان عدد من الكوادر من المسؤولين والمواطنين، وبهذا سوف تتجه البلاد بناء على تقديرات رئيس الوزراء إلى اتخاذ تدابير إضافية تقيها من الوقوع في شر الإغلاق الكامل لتأثيراته القوية على المواطنين، ليتساءل الشارع عن نجاعة الإرشادات التي طالب بها رئيس الوزراء وضرورة اتباعها لتجنب الحظر الكامل للبلاد؟

دعوات الإغلاق

وكانت  “منصة مجابهة كورونا” قد طالبت  بإعلان حالة الطوارئ الصحية فوراً في السودان، ومنع التجمعات، وإغلاق الجامعات والمدارس ودور العبادة فوراً وتفعيل دور الحكومة ولجنة طوارئ “كورونا”.

وقالت المنصة في بيان “لا يخفى عليكم حجم تفشي فايروس كورونا في موجته الثانية التي ضربت البلاد بصورة أعنف مما كانت في الموجة الأولى، وعليه ظلت المنصة في حالة انعقاد يومي على مدار الساعة ورأت أن تتوجه بمطالب عاجلة للرأي العام وحكومة الفترة الانتقالية بكافة مستوياتها والقوات النظامية جميعها”. وأوضحت أن المطالب تتمثل  في الظهور المنتظم والفعال لقيادات الدولة يومياً حتى يظهر للجميع المناصرة القوية للإجراءات الوقائية الصحية، وفي نفس الوقت المساندة المشجعة للجمهور للالتزام وتحمل مصاعب هذه الفترة حتى يتخطى الجميع الجائحة. وناشدت بصدور قرار سيادي من مجلس السيادة ومجلس الوزراء بإعلان حالة الطوارئ وطلب المساعدات الإنسانية والمادية من الدول ذات الخبرة من ممرضين وأطباء متطوعين للمساعدة في تدريب الكادر الطبي السوداني وتفعيل نداء لأطباء العناية المكثفة بالخارج للنزول في الإجازات.

ولكن د. محمد نوح عضو لجنة فرعية طوارئ كورونا قلل لـ(الصيحة) من فرصية الإغلاق الكامل للدولة، وقال: لستُ مع الحظر الآن، مبرراً ذلك بقوله الذي يعضد حديث رئيس الوزراء من أن الإغلاق له آثار كبيرة ومدمرة على الاقتصاد بالبلاد خاصة بالنسبة للتعليم وأصحاب الدخول اليومية، وأردف: سبق وجربت الدولة الإغلاق الكامل والحظر في الجائحة الأولى، لكن لم ينجح، والأهم من ذلك التزام الاشتراطات والاحترازات الصحية من لبس الكمامة، التباعد الاجتماعي وغيره، وأشار إلى إمكانية تطبيق قوانين رادعة وصارمة، إضافة إلى التعايش مع الفايروس  بدلاً من الالتجاء للإغلاق نسبة لإمكانية استمرار الجائحة إلى فترة طويلة، وأردف: لستُ مع الإغلاق الكامل، ولكنه حتى في الجائحة الأولى ورغم أن الدولة أوصت بالإغلاق لم يطبق الناس المحاذير بصورة كاملة وظلوا يمارسون حياتهم بصورة طبيعية.

الحالة الآن   ‏

وتشير المتابعات إلى تفشي الوفيات والإصابات بجائحة كورونا  بوتيرة متسارعة، ودق متابعون ناقوس الخطر لانعدام البنية الصحية، وأن عدد  الذين لا يجدون استشفاءً في المستشفيات يزداد، كما أن الذين يموتون من كبار الأطباء أصبح أمراً ملفتاً للأنظار.

وسجلت آخر الإحصائيات (574) حالة إصابة جديدة و (21) حالة وفاة وتعافي (89)، وأشارت وزارة الصحة السودانية في بيان صادر عنها إلى ارتفاع إجمالي العدد التراكمي للحالات الجديدة إلى 16864 ، متضمنة 1256 وفاة، فيما بلغت جملة المتعافين 9964 حالة. لكنه وحول أزمة الدواء يؤكد دكتور حمدوك استمرار حكومته في الدعم، وقال: تم التوافق مع بنك السودان على تلبية الاحتياجات الدوائية بالبلاد، مشيرًا إلى ارتباط الأزمة بالموارد. وفيما يتعلق بإضرابات الأطباء والمعلمين أوضح رئيس الوزراء أن الوضع الديمقراطي يسمح بالتعبير والاحتجاج، وقال: اجتمعنا مع المعلمين والأطباء وتوصلنا لاتفاق لمعالجة قضاياهم. وذكر حمدوك في هذا الخصوص أنه تم توفير 2500 وظيفة للحقل الصحي.

ضرورة الإلزام

ولكن د. أبوبكر آدم المراقب للوضع الصحي بالبلاد وتفشي جائحة كورونا وأضرارها على البلاد والشعب السوداني، يرى أن الأولى أن تتخذ الحكومة موقفاً جدياً يجبر المواطنين على اتباع الإرشادات الصحية وتطبيق التباعد الاجتماعي كما ينبغي، ولا يمكن أن يكون أمر الصحة العامة وخطط مجابهة كورونا محل اهتمام كبير لارتباطه بمستقبل السودان شعباً وأرضاً.

وطالب آدم عبر (الصيحة) بضرورة إلزامية كل المواطنين بالتحوطات الصحية في حال عدم إغلاق البلاد مراعاة للناحية الصحية كما قال بذلك السيد رئيس الوزراء. مشيراً إلى أن الشعب تضرر كثيراً جراء الإغلاق الكامل إبان الموجة الأولى وتأثيراتها على الأسر كان بليغاً. وأكد أبوبكر بأنه لا يمكن أن ننام في العسل ونرى كل يوم الوباء يفتك بالكثير من السودانيين بالداخل وفق بيانات وزارة الصحة وإلا ــ وفقاً لأبوبكر ــ فإن ترك الحبل على الغارب ستكون مآلاته غير محمودة الجوانب.

الاقتصاد والصحة

ويرى الخبير الاقتصادي د. عبد الله الرمادي في حديثه لـ(الصيحة)، أن الإغلاق للمرة الثانية  سيؤدي إلى ركود غير مسبوق للاقتصاد، وتفاقم للأزمة، وقال: في حال فرض الحظر الكامل سيكون بمثابة قصم ظهر الشرائح الضعيفة بالمجتمع، لأن هذه الشرائح تعمل برزق اليوم باليوم.. ولا يمكن حرمانهم من مصادر دخلهم.. كما أن الحكومة لا تملك الآن القدرة على توفير الدعم المباشر لها، إضافة إلى وجود أزمة الخبز… وأردف: لابد للحكومة قبل الشروع في اتخاذ هذه الخطوة تدبير المؤن الغذائية لأصحاب الدخول اليومية.. غير ذلك ستجوع هذه الشرائح، ثانياً: الدول التي طبقت نظام حظر التجوال أغلبها لديها النظام الإلكتروني في إدارة دواوين الدولة .. ويساهم الربط الإلكتروني في تسيير العمل،  لكن في السودان لم تطبق التكنلوجيا في كل دواوين الخدمة المدنية وهذا بالتأكيد سيعطل دولاب العمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى