شمال دارفور.. نحن في حاجة للسلام اليوم قبل الغد ونُرحّب بأي خطوة

غرب دارفور.. الاتفاقية مقبولة وتحتاج لبعض المراجعات في المشاركة 

جنوب دارفور.. يجب الانتباه وعدم تكرار سيناريوهات الاتفاقيات الماضية

النيل الأزرق.. الاتفاقية منحت المنطقة ميزة تفضيلية وأعطت المرأة حقوقها

المرأة النازحة.. (ساعة) صمت للشهداء والأرامل وأمهات الشهداء للمعالجة النفسية

 

توقيع اتفاق سلام جوبا خلق واقعا جديدا بالنسبة للمتأثرين بالحرب  في ولايات دارفور والنيل الأزرق، وما زالت جنوب كردفان في انتظار المولود الجديد، ولأن السلام لا يعرفه إلا من عاش ويلات ومرارات الحرب والتشرد والموت والقتل، لذا فإن أي خطوة توقف أصوات الرصاص وتغلق فوهات البنادق تمثل خطوة عظيمة لأولئك المتأثرين بالحرب في ولايات دارفور جميعها وفي والمنطقتين ــ جنوب كردفان والنيل الأزرق ــ عليه، فإن حضور قيادات حركات الكفاح المسلح أكبر دليل بأن عملية السلام أصبحت واقعاً فقط ما ينقصها الإرادة الحقيقية للمتأثرين بقبول الواقع الجديد، وبأن الحرب أصبحت من الماضي والذكريات، فيما أوضح  جزء من المواطنين في مناطق دارفور بأن الاتفاقية تحتاج لبعض اللمسات التي تجعل منها أنموذجًا حقيقيًا للتعايش والسلام، فضلاً عن السعي الجاد لإلحاق الرافضين بعملية السلام.

أعدها: النذير دفع الله

الحكم الذاتي

ممثلة المرأة بمحلية (باو) ولاية النيل الأزرق علوية عمر يوسف قالت (للصيحة)، إن اتفاقية سلام جوبا بالنسبة لنا في النيل الأزرق تعتبر  مكسباً، ولأن المرأة عانت كثيراً في تلك المناطق من ويلات الحرب، لذا فهي من أول المباركات والمبشرات بالاتفاقية، وأشارت أن الاتفاقية شكلت مكسباً خاصاً سيما نسبة 40% الممنوحة للمرأة وهي النسبة التي ظلت المرأة تطالب بها  طيلة سنوات الحكم في السودان، أما بالنسبة  للموارد الممنوحة من الخزان فهي مرضية لإنسان النيل الأزرق، وأكدت علوية أن الاتفاقية أعطت إنسان النيل الأزرق خاصية الحكم الذاتي التي طالبنا بها خلال  العام 2010 فترة المشورة الشعبية، ولكنها لم تتحقق، مؤكدة أن اتفاقية سلام جوبا حققت طموحات كبيرة للنيل الأزرق، وأشارات إلى أن الاتفاقية لم تترك شاردة ولا ورادة، ولم تفرق بين البسطاء والمتعلمين من أبناء الوطن الواحد.

النيل الأزرق

الزاكي سليمان عضو تجمع شباب النيل الازرق قال (للصيحة)، إن اتفاقية السلام التي وقعت في جوبا انقسم الناس حولها لاتجاهين، مجموعة عقار ومجموعة (الحلو) والتي ما زالت خارج إطار الاتفاقية، وعليه انقسم الناس إلى اتجاهين ما بين مبشرين بكونها حققت الاتفاق على موارد المولاية والحكم الذاتي الذي كان يبحث عنه الجميع منذ وقت طويل، أما الجزء الثاني حسب الولاء للمجموعة الثانية، فهؤلاء لديهم رأي في الاتفاقية، ويقولون إنها منقوصة ولم تلبّ طموحاتهم وأهدافهم إلا أنهم قالوا إن الاتفاقية حققت إنجازا كبيراً للنيل الأزرق، ومن يقول غير ذلك إلا شخص مكابر.

وأشار الزاكي أن اتفاقية ما زالت بها بعض النواقص بالنسبة لإقليم  النيل الأزرق سيما الذين يحملون السلاح من الطرف الآخر في الحركة الشعبية أو مجموعة الحلو  وما زال هناك اقتتال بين الطرفين في بعض المناطق  مبيناً: إذا لم يحدث أي احتواء للمجموعتين في النيل الأزرق فإن الاتفاقية  مهددة بالزوال، وأكد أن جماهير النيل الأزرق مباركة للاتفاق باعتبارها خطوة في الاتجاه الصحيح مطالبين بضرورة أن تأتي المجموعة الأخرى وتكون ضمن عملية السلام.

وقال الزاكي إن مجموعة النازحين في القرى وشانيشا، فإنهم مباركون للاتفاق وفرحون بالاتفاقية واحتفلوا بها.

مراجعة مطلوبة

شيخ محمد زين من قيادات الإدارة الأهلية بولاية غرب دارفور، قال (للصيحة)، إن الاتفاقية في ظاهرها منحت أهل دارفور حقوقاً تاريخية، ولكن الحقيقة أن المجموعات التي وقعت وحضرت السلام هي إثنيات محددة، وكان هنالك جزء مصنوع لإدخال بعض المناطق في عملية السلام، وأضاف: كنت موجوداً في جوبا وحضرت توقيع الاتفاقية واطلعت عليها، ولكني في هذا المقام لابد من قول الحقيقة، وما أحسست به بصورة شخصية أن الاتفاقية فيها شيء غير واضح.

قبول 100%

دار السلام عبد المجيد صديق شمال درافور معسكر أبو شوك،  أكدت (للصيحة) أن الاتفاقية مقبولة بنسبة 100% لهم كنازحين, وأنه مدة 17 عاماً نحن في معسكرات النزوح، وأن اتفاقية السلام حققت الاستقرار الأمني للمرأة في دارفور تحتاج للسلام, كاشفة أنها عانت كثيراً خلال فترة الحرب وشاهدت الكثير من المآسي والمناظر اللاإنسانية موضحة أن انعدام  الغذاء جعل أبناءنا مشردين يأكلون من فتات الأرض وبقايا المطاعم داخل الأسواق، عشنا الكثير من الألم والمعاناة، ولكن الاتفاقية تجعلنا نعود لمناطقنا مرة أخرى، ويكفي أنها أوقفت الحرب وأعادت الاستقرار والأمن.

وأشارت دار السلام أن نقص الغذاء والبحث عن الطعام جعل المرأة وهي حامل في شهرها الثامن والتاسع  تتسلق (كمائن الطوب) لتعول نفسها وأبناءها، مؤكدة أن السلام إذا ما تحقق سيوقف كل تلك الممارسات والمعاناة السيئة، نريد السلام اليوم قبل الغد.

وقفة ساعة

الأستاذة عواطف عبد الرحمن يوسف علي دينار رئيس مكتب المرأة للإدارة العامة لمعسركات النازحين قالت (للصيحة)، إنه منذ سقوط النظام كان الحلم  بتغيير نحس فيه بالتعامل والحرية والحقوق والكرامة، ولكن ما زالت عقلية النظام البائد تسيطر دون إحساس بالضعفاء، مضيفة أن توقيع اتفاقية السلام عملية إيجابية من حاملي السلاح، ولكننا نرى أن الاتفاقية على مستوى النخب السياسية العليا وقيادات الحركات الفوقية.

 

وطالبت  حاملي السلاح والحكومة أن يتفقدوا ضحايا الفتنة الموجودين في المعسكرات، منبهة لوجود تحدٍّ كبير يصاحب  تنفيذ الاتفاق من الذين وقعوا على الاتفاقية لعدم وجود الضمانات الكافية للتنفيذ، فضلًا عن محاكمة  الذين ارتكبوا جرائم حرب في دارفور، ودعت لأن تكون هنالك وقفة حداد وصمت لمدة ساعة من أجل الشهداء وأمهات الشهداء والأرامل والأيتام باعتبارها وقفة تضامنية، لأن الفرح الرقص والنقارة لا تزيل الجروح والمعاناة التي عشناها نريد وقفة تضامنية من الجميع نحس معها بوقفة الجميع معنا لتعيد بعضاً من المعالجة النفسية لنا ولما عشناه وقت الحرب, واكثر ما يقض مضاجعنا هو عدم تسليم الجناة للمحكمة الجنائية، نخشى أن توضع قضية مرتكبي جرائم دارفور في سلة المهملات.

وطالبت عواطف الموقعين على السلام بعدم ممارسة النهج السابق ومن خلال المواقع هنالك أكثر من 46 اتفاقية وقعت سابقًا لم يجن منها مواطن دارفور غير السراب وكانت في مضمونها جيدة، ولكن عند التنفيذ ذهبت لأشخاص وتم إقصاء الجميع.

واقع جديد

الأستاذ عبد الله سولارا من ولاية جنوب دارفور، قال إن قراءة المشهد هو ما تم في اتفاق سلام جوبا هو اتفاق سياسي بين الحكومة وحاملي السلاح، أما المواطن حتى يتفاعل مع الاتفاق ولما شهدته الساحة من اتفاقيات كثيرة قبل اليوم لم تتنزل على الواقع، لذلك المواطن ينتظر عودة الرفاق وقادة الحركات حتى يتأكد من تنفيذ الاتفاقية.

وأكد سولارا أن أي خطوة توقف الحرب وتأتي بالسلام مقبولة جداً وبالذات في جنوب دارفور، الناس في حاجة للأمن، وتريد ممارسة حياتها بصورة طبيعية، وأضاف أن الحاضنة السياسية في جنوب دارفور أكثر تماسكاً ونحن داعمون لعملية السلام باعتبارها قضية استراتيجية في جنوب دارفور، إلى أن تستكمل كل الإجراءات ونحن ندعم كل عملية تعيد النازحين لقراهم ومناطقهم وهي بداية لمشوار سلام شامل وتحول ديمقراطي حقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى