عرمان : الانتقالية تعاني من أمراض التسنين.. ولابد من الصبر عليها

عربة الحرية والتغيير تحتاج لميكانيكي لإصلاحها

الدمازين:  محمد عبد الله الشيخ

في خطاب احتشدت فيه العواطف وتجييش المشاعر  ووعود المن والسلوى بهتافات السلام وبشرياته مع تنديد بالإنقاذ وشيطتنها  وسلقها بألسنة حداد حكومة وحزباً لم يخل منه خطاب أحد من المتحدثين من وفد الجبهة الثورية وقياداتها أمام حشد جماهيري باستاد الدمازين حيث بدا واضحاً وجلياً مدى تأثر رئيس الوفد ياسر سعيد عرمان الذي تحدث بأسلوب الزعيم الراحل جون قرنق على مستوى المفردة والأسلوب (عربي جوبا) مستهلاً حديثه عن ثورة ديسمبر المجيدة ودور ولاية النيل الأزرق في إشعال شرارتها الأولى والأسباب الموضوعيه التي أدت لاندالاعها  مذكراً بماضي الولاية ودورها في صناعة السودان منذ السلطنة الزرقاء وتحالف عمارة دنقس وعبد الله جماع، واصفاً أهل النيل الأزرق (ولدوا مفتحين حكموا السودان317 سنه عشان كدا أدوكم حكم ذاتي)، واصفاً الحكم الذاتي بأنه (جنى صغير).

أمراض التسنين

وقال عرمان في خطابه لجماهير النيل الأزرق، “إنه لابد أن نتعامل مع حكومة الفترة الانتقالية دي باعتبار أنها عندها أمراض تسنين ولازم يكون التعامل معها بهدوء حتى تكبر”. وأضاف: نحن بقينا جزء من القوات النظامية ولا نريد بعد اليوم أن نسمع كلمة متمردين”، وقال “نحن دايرين جيش قوي بعقيدة عسكرية في إشارة لجيش الحركة الشعبية” مؤكداً أنهم نفذوا الاتفاق وقال (الجيش بتاعنا سلمنا للدولة) وحا نشتغل سياسة بدون سلاح وأي زول داير يشيل سلاح يمشي الجيش أو الشرطة.

مرايا للجميع

وقال عرمان إنه لابد أن يصبح السودان مرايا الكل يشوف نفسه فيها لازم نشوف الوازا  ومالك عقار رجع لانو البشير عمل (اوانطة)، وبدأ عرمان متهكما من الرئيس السابق عمر البشير وقال (شفت الليله في المحكمة مسكين كلو كلامو بتاع تحت جزمتي وتحت كبكي راح)، ومعاهو الزول الكان بيقول تلحس كوعك انتو مات حبو تسمعو اسمو في إشارة واضحة للقيادي السابق  بالمؤتمر الوطني دكتور نافع على نافع، وعدد عرمان مزايا اتفاق السلام وفوائد الحكم الذاتي، مشدداً على ضرورة التمسك بها ومعرفتها ومتابعتها، وقال: ناس المؤتمر الوطني شالو أراضيكم أي زول عندو أرض يمشي القاضي ما تشيلو بالقوة، وقال الولاية بها ثروات كبيرة من الكروم والدهب، ونحن عملنا حساب جديد في كل عشرة كيلو كروم ودهب منها أربعه كيلو للنيل الأزرق وستة للخرطوم (والزاد لو ما كفا ناس البيت يحرم على الجيران)، لازم ناس النيل الأزرق يشبعوا أولاً وثورة ديسمبر جات عشان الحاجات في السودان تتوزع بصورة كويسة، لازم يكون في تنمية في الريف وتنتقل المدينة إلى الريف وما ينتقل الريف للمدينة. وواصل عرمان تبشيراته بأن أهل الولاية يشوفو قريب جنرالات في الجيش، ولازم يكون في سفير من النيل الأزرق لازم يكون في احترام للأديان المسيحيين والكجور والمسلمين الكجور لازم اكون في( كجور بتاع المطر) وقال عملنا مفوضية للشهداء شهداء الجيش وشهداء الكفاح المسلح وشهداء الثورة ووصف عرمان الثورة وانطلاقتها من الدمازين بالبص المكتوب عليه (الدمازين عطبرة الخرطوم)، ويمكن يكون بالعكس ولازم الناس البسوقو البص يسوقو كويس عشان ما نتكب وبالعكس في إشارة للعودة إلى الحرب.

تقرير المصير

ونفى عرمان المطالبة بحق تقرير المصير، وقال ما في تقرير مصير نقرر مصير نمشي وين لازم تقعدوا في البلد تحت سودان موحد ووجه عرمان نقداً لتجميد بعض مكونات الحرية والتغيير لنشاطها بقوله ما في زول يقول أنا مجمد وأنا جاري لازم أي زول مجمد أفك التجميد ونتحمل المسؤولية مع بعض الحركات المسلحة والحرية والتغيير  (وإذا عربية الحرية والتغيير ما ماشة كويس نشوف مكنيكي يصلحها)، وشدد على معالجة قضايا النازحين واللاجئين ومحاربة العطالة التي أدت إلى الحرب، وأكد أن الجبهة الثورية لم تأت لأخذ حق أحد أو تشتغل ضد زول، وناشد عرمان الذين لم يوقعوا على السلام من الرفاق باللحاق بالركب (الناس الماجو من الحركة الشعبية لازم اجو والباب الفتحناهو بداخلهم)، ومضى في إرسال الرسائل مؤكداً على عقد مؤتمر للمصالحات بين كل الأطراف مؤكداً على ضرورة استقرار الولاية وأن يعيش كل الناس في سلام، وأضاف أن النيل الأزرق لا يمكن أن يحكمها حزب واحد.

إنهاء المعاناة

فيما أكد والي النيل الازرق عبد الرحمن نورالدائم تطلع الولاية لمهد الثورة وشرارتها الأولى، وقال إن السلام ينهي معاناة المواطنين ويحقق  التنمية المستدامة ولا يستثني أحداً حتى يعود النازحون واللاجئون إلى مناطقهم ،موضحاً أن الولاية عانت كثيراً من ويلات الحرب وإفرازتها السالبة مما أهلها للتسامي فوق الجراح، وهي ترتاد موقعاً طليعياً في الثورة، وقال آن لها أن تتطلع لمشروع قومي للنهوض، موكداً  حشد الطاقات على المستوى الولائي والوطني مع شركائنا في الإنسانية وبناء سلام قوي يدعم التعايش السلمي والوحدة في إطار التنوع، وأكد على ضرورة إعادة النظر في الحكم ومشاركة المواطن وزيادة فرص العمل بالتعاون مع الحلفاء في الجبهة الثورية ولجان المقاومة والحرية والتغيير، مؤكدًا عدم التخلي عن التطلع لإلحاق الرفاق غير الموقعين على اتفاق السلام للحاق بالركب، وطالب الوالي بترجمة بنود الاتفاق وإنزاله إلى أرض الواقع مما يتطلب وقفة المجتمع الدولي حتى لا يتكرر سيناريو اتفاق نيفاشا، وقد آن الأوان لتجاوز كل المرارات.

السلام.. الأمر الواقع

ممثل مجلس السيادة اللواء نور الدين عبد الوهاب قال إن السلام أصبح أمراً معاشاً في ولاية النيل الأزرق محيياً جهود الحرية والتغيير بالولاية لدعم جهود السلام مضيفاً أن ولاية النيل الأزرق قد شكلت السودان الحالي وهي التي انطلق منها حلف السلطنة الزرقاء الذي حكم السودان 317 عاماً وهي ولاية غنية بمواردها ورجالها وقد قصدها المستعمر بحثاً عن الذهب والرجال، والآن تحقق حلم إنسان الولاية بسلام رجالها الذين خاضوا غمار الحرب، مؤكداً أن السلام سيستمر ويمضي في كل السودان، وحيا نورالدين القائد مالك عقار واصفاً إياه برجل الديمقراطية العالم ببواطن الأمور، مؤكدًا الوقوف على قلب رجل واحد حتى يستتب الأمن في هذه الولاية ولن تغمض لنا عين حتى يستقر الرحل في يابوس وشالي وودكة ويسير الرجل لا يخشي إلا الله والذئب على غنمه.

وفي صعيد متصل، قال الأستاذ أحمد الحاج المحامي مقرر قوى إعلان الحرية والتغيير القيادي بحزب الأمة القومي إن الحرية والتغيير والجبهة الثورية  تسعدان بهذا السلام مضيفاً أن الثورة انطلقت من النيل الأزرق وأن السلام بدأ بالنيل الأزرق،  وسيستمر منها، وقال: نحن في هذا التحالف عملنا على إسقاط النظام البائد وسنعمل للسلام كشيء أساسي وتحقيقه أمر مهم جداً، وسيأتي بمزيد من المكاسب وسنعمل بتواؤم مع الجبهة الثورية لتمتين عرى النسيج الاجتماعي وتحقيق السلام الاجتماعي والذي هو أكثر ضرورة، لذلك سنعمل مع حلفائنا ونرحب بهم في العمل المشترك حتى تجتاز الولاية ما تعيشه وما تعرضت له من صنوف الظلم، سنعمل على عودة اللاجئين والنازحين إلى قراهم حتى ينعموا بالأمن والاستقرار وتعم التنمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى