الاقتتال القبلي.. جرس إنذار بالمنطقة الشرقية

 

الخرطوم- صلاح مختار

تتّجه الأحداث في المنطقة الشرقية لولاية جنوب كردفان، إلى التصعيد الخطير بعد تجدُّد الاقتتال القبلي الذي تسبّب في إصابة العشرات من المواطنين ومقتل واحد، ورغم القرار الذي أصدره والي الولاية حامد البشير بإعلان الطوارئ وحظر التجوال في محلية قدير، إلا أن الاحتقان وحالة التعبئة وسط القبائل تتعدى حدود المعقول لتدخل في المحظور، حيث شهد أمس الأول مقتل شخص من كنانة أولاد الشيخ إثر هجوم بالمواتر على قرية أبو نقيد وأبو جرادة وإغلاق الطريق الرابط بين كلوقي وأبو جبيهة وفصل قرية هبوب وحلة أبو نقيد عن بقية المحليات بقوة السلاح، وتفيد متابعات الصحيفة بأن الاشتباكات تواصلت منذ فجر أمس.

إغلاق طرق

وأوضح عمدة الكواهلة يحيى الشيخ السيد لـ(الصيحة)، أنّ الرُّحّل رفضوا المراحيل التي تم تحديدها وفق اتفاق مع الوالي، وذكر أنّهم منحوا الوالي المدة الكافية لتصحيح الأوضاع بالمنطقة، بيد أن الرُّحّل أغلقوا الطريق، وقالوا إنّ تحويل المرحال خط أحمر، واعتبر ذلك إضعافاً لهيبة الدولة، ولفت إلى إعلان حالة الطوارئ لمنع حدوث اشتباكات مُحتملة بالمنطقة، وأكّد أنّ الجيش دفع بتعزيزات للمنطقة ووجدوا أن الطريق بين أبو جبيهة وكلوقي تم إغلاقه بالقوة من قِبل المُتفلتين، وقال “رغم قانون الطوارئ الجيش رفض التدخل بحجة وجود مواطنين في المنطقة”.

إدارة الصراع

ويبدو أنّ المركز بعيدٌ كل البُعد عن التطورات الخطيرة للوضع المُتأزِّم في المنطقة حتى الآن، مما تسبّب في حالة غُبنٍ وسط المواطنين، وحذر عمدة الكواهلة من تداعيات التردي الأمني في المنطقة، وتوقّع أن تدخل مناطق أخرى مثل تلودي والليري في حلبة الصراع بالمنطقة.

واتّهم العُمدة، جهات وشخصيات – لم يُسمِّها – بمن فيهم عناصر من المؤتمر الوطني المحلول في إدارة الصراع بالمنطقة، وأشار إلى أنّ الاتجاه لإنشاء عموديات جديدة غير موجودة في المنطقة هو نُذر لفتنة كبرى، وقال إن ذلك الاتجاه يسنده بعض الوزراء في حكومة الوالي مما يبيِّن وجود انحياز واضح من الوالي – على حسب قوله.

سبب الصراع

ونصّ الاتفاق مع الرُّحّل على أن يسيروا في المرحال الغربي لمدينة كلوقي وهو ما رفضه الرُّحّل، وقاموا بالهجوم على قرى كنانة مُستقلين المواتر، وأرجع أهل المنطقة الحوادث التي اندلعت لعدم الحسم الواضح من قبل السلطات، بجانب تدخُّل جهات في تأجيج الصراع.

وتسبّب القتال القبلي الذي تجدّد بين قبيلتي كنانة العريفاب ودار علي في إصابة العشرات بالسلاح الناري.
وقال العمدة حسن الطاهر أبو خموجة لـ(الصيحة)، إن الوالي استلم خارطة لتأسيس عمديات جديدة لدار علي اقتطع فيها جزءاً من أراضي اللوقان وجزءاً من أراضي الكواهلة والجزء الأكبر أدخل أراضي كنانة حتى منطقة أم سروال شرق جبل الجرادة وبت خباب قلعة الدولة المهدية، وأكد أن الاقتتال الذي دار أمس الأول وخلّف (5) قتلى من الحوازمة وعدداً من الجرحى وخلّفوا وراءهم (9) مواتر، وقال “حذّرنا من تدخل الحكومة لحماية دار علي”.

أمر طوارئ

وطبقاً لأمر الطوارئ، فإنه يحظر التجوال في محلية قدير من السادسة مساءً إلى السادسة صباحاً لثلاثة أشهر قابلة للتجديد، مع إغلاق الأسواق والمحال التجارية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى