نائب رئيس الاتحادي الأصل  جعفر الميرغني يخرج عن صمته ويتحدث لـ(الصيحة)

 

خلافي مع شقيقي أثار فتنة لاضعاف البيت والحزب

مؤامرة من الإنقاذ أدت إلى تفكيك الحزب

مكالمة هاتفية من القاهرة مع تِرك ودقلل أنهت أحداث الشرق

حزب الأمة استفاد من وجوده داخل “قحت” ونحن رفضنا المشاركة

الحزب لا زال يدرس عملية التطبيع وقريبًا سيُدلي برأيه

الاتحادي كله تحت مظلة مولانا الميرغني وهؤلاء يجب أن يفهموا ذلك

الحركات المسلحة ظُلمت كثيراً من الحكم السابق وجاء دورنا لنقف خلفها

 

لم يكن ترتيب هذا اللقاء مع نائب رئيس الحزب الاتحادي الأصل السيد جعفر الميرغني بالأمر السهل، كان اللقاء داخل مقر دار الحزب بشارع المك نمر بحضور عدد من القيادات، وكان في ظروف استثنائية رتب لها مدير مكتبه معتز الفحل بالرغم من أن السيد جعغر يهم بالعودة إلى القاهرة بعد اللقاء بساعات، ومعروف أنه عاد من القاهرة لترتيب الحزب ولم شمل الاتحاديين ليعود الحزب إلى أصله الأول وعهده التاريخي الطائفي. الخطوة قوبلت من قبل قيادات ورجال أعمال، شمل هذا اللقاء الخلاف داخل البيت الطائفي العريق ومشاكل الشرق معقل الختمية، جاء جعفر بدافع كبير جداً وبعد غياب طويل جدًا من الساحة السياسية، إلا أنه قريب جدًا من الأحداث ومن الحزب ملم بكل شاردة وواردة، يحمل هم الوطن والشرق معاً ويراهن على عودة حزبه للساحة السياسية بقوة،  رفض المشاركة في الحكم واقترب من ملف السلام.

هذا اللقاء أول ظهور له في الإعلام منذ دخوله دهاليز السياسة عندما تولى منصب نائب رئيس الجمهورية في 2010 إلى نائب رئيس الحزب.

حوار: عوضيةسليمان / تصوير محمد نور محكر

* بعد عودتك من القاهرة هنالك نشاط كبير جداً للحزب ما هي دوافعه؟

لم أكن بعيداً عن السودان في فترة وجودي في القاهرة كنت متابعاً كل تفاصيل الحزب والسودان معاً، ولم تفتنا شاردة أو واردة من أي حدث فيه. ووجودي في القاهرة يصب في مصلحة العمل السياسي للحزب وكانت هنالك ثمار وفائدة كبيرة جداً منها توقيع تحالف مع حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي.

*أهمية وجودك الآن بالخرطوم؟

وجودي الآن في الخرطوم لمتابعة ترتيبات للحزب وكان من المفترض أن تتم من فترة طويلة، ولكن هنالك أشياء لم تكن مكتملة وانتظرنا إلى أن تكتمل وهي تخص المؤسسة الحزبية للحزب الاتحادي الأصل، وأن حزبنا يتكون من أجهزة مختلفة وأهم جهاز فيه هو الجهاز التنفيذي للحزب. وكانت بداياتنا من البرامج تدشين القطاعات الثلاثة القطاع السياسي والقطاع المالي والتنظيمي.

* ماذا بعد قيام قطاعات الحزب؟

الفكرة قائمة على أن القطاعات وجودها يقوم بدور الحزب المطلوب تجاه الوطن والمواطن في المقام الأول، وهنالك الشأن الاتحادي والآن شغالين فيها وسوف تكون في مطلع هذا العام بعد أن تم التواصل مع جهات كثيرة هذا العام، مثل الشريف الهندي والاتحادي المسجل وإشراقة من أجل توحيد الحزب وإرجاعه إلى قوته المعهودة، وأن شتات الحزب وانشقاقاته سببها كان واضحاً وهو من قبل حكومة الإنقاذ.

* لكن الحزب المسجل غائب ومشاركته في القضايا الوطنية ضعيفة جداً؟

من الناحية السياسية موجودون في وسائل الإعلام ومثلما قلت لكِ تحركنا في ملف السلام مع مني أركو وعبد العزيز الحلو والآن لدينا تحرك مع عبد الواحد محمد نور، ولم نقف في دعم عجلة السلام، وأما في الساحة السودانية المشاكل التي داخله أن السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب قدم نداء قبل شهر تقريباً حول الاتجاهات المختلفة مع البني عامر والبجا لوقف الاقتتال والتظاهر، وكان يناديهم بضرورة تحكيم العقل والحكمة في حل الأمور، وهذه هي كل مجهودات الحزب الاتحادي، ولكن نحن كنا مشغولين بالشأن الداخلي وإعادة تنظيم المؤسسة الحزبية بغرض الرجوع إلى سيرتها الأولى والأقوى.

* هنالك قيادات كبيرة تاريخية في الاتحادي الأصل ابتعدت عن الحزب ورفضت حتى المشاركة في اجتماعاته؟

 

لو هناك شخصيات ابتعدت من الحزب في الفترة السابقة فإنهم ابتعدوا بسبب مؤامرة من الإنقاذ لأنها قسمت الحزب إلى عدة جهات، ما أدى إلى انقسامات وانشقاقات حوله، ولكن الحزب بطبيعته أراد أن يؤمن الناس بوحدة الاتحاديين. والآن بعد وجودي في العاصمة، وجدت أن هنالك أملاً كبيراً جداً من عدة جهات وقيادات كبيرة جداً كانت داعمة للوحدة الاتحادية وهنالك بعض الشخصيات كانت قد اختلفت معنا في الماضي مثل أبوبكر والباقر أحمد عبد الله أعلنوا رغبتهم في الانضمام إلى الحزب.

* شخصية يشهد لها التاريخ في الحزب مثل الحاج ميرغني يقال إنه ابتعد لأن لديه رؤية واضحة في سير عمل الحزب؟

أنا أشيد به جدًا.

* لماذا رفض حتى حضور الاجتماعات؟

هذا السؤال يوجه إليه وأنتِ أسأليه ولستُ معنياً به.

* إذاً، لماذا قُمت  بزيارته في منزله؟

نحن بابنا مفتوح دائماً للزيارات إذا من طرفنا أو الطرف الزائر.

* أقصد الزيارة التي قمت بها أنت إلى داره هل كانت لإقناعه أن يعود إلى الحزب؟

هي في إطار التواصل فقط، وهو من القيادات الكبيرة في الحزب ولديه مكانته واحترامه ويعتبر من الأشخاص المهمين جدًا من تاريخه في الحزب، لذلك لديه اعتبارية كبيرة وله مكانة وقدر من قِبل حزبه وأهله وقبيلته في الأبيض وغيرها، أما الأشياء التي ذكرتيها يسأل عنها هو وليس أنا. نقول زيارة ودية وليست دعوة للعودة للحزب.. ودية فقط.

* إبراهيم الميرغني ومحمد سر الختم ختمية شمبات لهم إسهام واضح في شرق السودان ظلوا بعيدين منكم؟

الحزب الاتحادي الأصل كله في السودان شرقه وغربه، هو الآن بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني وهو شيخ الطريقة الختمية، وكل الناس تحت مظلة مولانا الميرغني.

* سر زيارتك إلى كسلا؟

قبل عودتي إلى الخرطوم إبان بداية الفتنة في كسلا، كنت على تواصل يومي أنا والسيد محمد عثمان الميرغني لمناقشة التطورات الجارية في الشرق واتصلت بطرفي المشكلة ناظر البني عامر دقلل من ناحية، ومن ناحية أخرى الناظر ترك تحدثت معهما وطلبت منهما عدم تصعيد الأمور وإن تأخر الأمر ببساطة.

* أحداث الشرق كانت كثيرة تقصد أي حدث؟

تصاعد فتنة تعيين الوالي والذي جاء رفضه من مواطني الشرق كانت هذه بدايات الشرارة.

* ماذا دار في الاتصال بينك وبينهم؟

أن يصبروا وأن لا يصعدوا الأمر وأن لا يخلقوا فتنة في الشرق وأن الأمر منتهي والقضية بسيطة ولها حل وقلت لهم أنا جاييكم في السودان هذه الأيام.

* زيارتك الآن بسبب أحداث الشرق؟

 

نعم، تم توجيهي من قبل مولانا الميرغني أن أتوجه  إلى العاصمة لحل قضية أهل الشرق بعد أن سمع عن الأحداث في الشرق بتفاصيلها واستعجلني بالذهاب.

* بعد وصولك السودان ماهو الدور الذي قمت به تجاه أحداث الشرق؟

وجدتُ أن الأمر يحتاج إلى (شوية وقت) ونحتاج إلى أن تهدأ الأمور وبعدها نتوجه إلى الشرق.

* البعض عاب عليكم عدم وقوفكم تجاه الأزمة باعتبار أن الشرق معقل الختمية؟

مولانا الميرغني أصدر بياناً حول أزمة الشرق وتناولته وسائل الإعلام وبناء عليه هدأت الأحداث ومواطنو الشرق هم (ناسنا) ولديهم ولاء للاتحادي ولبيت الميرغني وحتى عندما تحدثت معهم لا نجد منهم إلا كل الاحترام والتقدير.

* خلافك مع شقيقك الحسن الميرغني أصبح ظاهراً وغير مدسوس، هل هنالك اتجاه لمعالجة الأمر؟

هنالك أشخاص يقصدون إثارة الفتنة ولا يريدون الخير لبيت الميرغني وقصدهم معروف عايزين يضعفوا الكيان ووحدة الاتحاديين، ولكني أقول لا توجد أسرة دون مشاكل، وكل الأسر السودانية فيها الخلاف في الرأي والاتفاق شيء طبيعي جداً ولكن  غير الطبيعي هو التصعيد وتضخيم الأشياء.

* هل سينتهي الخلاف البسبط بينكم حتى لا يؤثر على الحزب؟

أنا أرى أنه لا يوجد خلاف بل تضخيم من جهات إعلامية معينة تعمل ضد الحزب، والغرض من ذلك إثارة الفتنة ولا شيء غير ذلك.

* هنالك أقاويل أن الخلاف بينكم حول تعيينك نائباً لرئيس الحزب؟

هذا قرار جاء من مولانا الميرغني وجاء بدعم من قيادات الحزب.

* طرحت لم شمل الاتحاديين مع التيارات الأخرى إلى أي مدى وصلتم؟

منذ مطلع العام بدأنا في هذا المشروع، ونحن تحركنا في المبادرة ووجدنا فيها قبولاً من أشخاص كثيرين جدًا منهم النفيدي ومجموعة من رجال الأعمال، وجلسنا في عدة مواضيع وأن هذه الفترة تعتبر من أولوياتنا وسوف نتحرك في هذا الاتجاه ومولانا الميرغني داعم لهذا التوجه بصورة كبيرة جداً وهنالك استعداد كبير جداً لما بعد الفترة الانتقالية.

 

* نعود بك إلى القاهرة، هنالك تحالف تم مع مني أركو مناوي وعبد العزيز الحلو؟

كما تعلمين أن عبد العزيز الحلو كانت الحكومة السودانية تحاول معه في التفاوض، وكان هنالك تعصب منه في الاتفاقية ونحن تربطنا علاقة وطيدة جدًا مع عبد العزيز الحلو ومن قبله الدكتور جون قرنق، فالعلاقة قديمة ومتجددة.

* لهذه الأسباب التي وقّعتم معهم في القاهرة على ذلك الميثاق؟

نعم لهذه الأسباب فقط.

* كيف لحزب سياسي ان يتحالف مع حركات مسلحة ما لم تتحوّل إلى حزب سياسي البعض يرى أنكم تبحثون عن حليف عسكري؟

الحركات المسلحة كانت جزءاً من التحالف الديمقراطي، وكان هنالك 33 فصيلاً وكان ذلك عمل وطني الهدف منه المعارضة في ظل النظام الفائت والمغزى منه إعادة الشرعية للسودان ونحن في هذا الاتجاه اهتممنا بالحركات المسلحة لنحل لهم مشاكلهم، لأنهم تضرروا كثيراً في الفترة الماضية في أسرهم هنالك قتل وإبادة، ومن حقهم الأمن والاستقرار والسلام، نحن داعمون لهم.

* الحزب يتمتع بعلاقة مع الحركات الدارفورية من وقت سابق؟

نعم، وأن دارفور من الأشياء المهمة في السودان، وأن اهتمام الحزب بها من المشاكل التي حصلت لها والظلم الذي وقع على دارفور، وبالتالي لدينا هنالك قواعد ولديهم ولاء للحزب الديمقراطي والختمية.

* لكن قانون تسجيلات الأحزاب السياسية لا يسمح للحركات المسلحة الدخول في تحالف مع أحزاب سياسية هل أكدوا لكم سوف يتحولون لحزب سياسي؟

نحن في مرحلة جديدة.

* الحزب الاتحادي موصوف أنه يميل للعسكرية أكثر من المدنية؟

لا نميل إلى أي طرف، نحن مع الوطن ومصلحته.

* بعد عودتك وعدت بعودة بنشاط الحزب وأنت غير متواجد غيابك طويل جداً والبعض يعيب عليك ذلك؟

الحزب لا يعمل إلا في وجودي أنا شخصيًا، أنا لدي مهامي وصفتي كنائب رئيس، ولكن الحزب الآن أصبح فيه موسسة وجهاز تنفيذي وليس بالضرورة إذا غبت سوف يؤثر على الحزب،  العمل مستمر.

* استعداد الحزب للانتخابات علمًا بأن حزب الأمة أكد استعداده وهو بمثابة ند تاريخي لكم؟

ـعتقج  ما قلتيه عن الاستعدادات والترتيب هذا دليل واضح بأن الحزب بدأ في تنظيم نفسه وبدأ يتحرك في اتجاهات عدة وأن حزب الأمة استفاد من وجوده داخل الحرية والتغيير وهذا ما دعمته.

* لماذا لم يشارك حزبكم في الحكومة؟

منذ البداية أعلنا عدم مشاركتنا في الحكومة واكتفينا بالجهاز التشريعي فقط، بالنسبة للدستور وغيره نحن الآن مستعدون لعودة الحزب إلى أصله التاريخي.

* بشّرتَ بعودة مولانا؟

مولانا إن شاء الله عائد ونحن نبشركم بذلك.

* هل هنالك زمن محدد لعودته أم مثل كل المرات؟

“التجهيز للعودة غير عادي ما بركب الطيارة ويرجع طوالي كدا” هنالك ترتيبات كثيرة عند الفراغ منها ونكون مستعدين لاستقباله سوف نعلن عن ذلك.

* ما رأيك في التطبيع مع إسرائيل؟

الحزب سوف يدرس ذلك وقريباً تسمعون  رأي الحزب في التطبيع.

* رفع السودان من قائمة الإرهاب؟

داعمون جداً، وسوف نسمع بشريات كثيرة في القريب إن شاء لله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى