Site icon صحيفة الصيحة

صلاح الدين عووضة يكتب : ضرع البقرة !!

 

كان يبدو وجيها..

ويحكي لجمع من أهل البلد في مناسبةٍ ما – ومنهم والدنا عليه الرحمة – حكايةً أكثر وجاهة..

وكل من في الجمع هذا كانوا يعرفون الوجيه عدا الوالد..

ولكنه عرفه – بعد ذلك – مثلهم تماماً……. فور أن بلغ الوجيه خاتمة حكايته الوجيهة..

وأصل الحكاية إنه كان يجاهد في الجنوب..

وربما كان في كتيبة (كليم الغزالة) نفسه ؛ برفقة نفرٍ ممن تضوعت أجسادهم مسكاً..

علماً بأن سيد الشهداء نفسه – حمزة – قُبر جسده بلا مسك..

المهم ؛ كان الوجيه يحكي كلاماً وجيهاً عن حادثة من حادثات الحرب (المقدسة) هناك..

والوالد مشدودٌ إليه ذهناً…وبصراً…وسمعاً..

وقال إن (المتمردين) نصبوا كميناً لفرقته ؛ صادف أن  شاركتهم ورطته بعض الأبقار..

وبدأت الطلقات – والدانات – تصطادهم (على أقل من مهلها)..

ووسط تكبيرهم وتهليلهم – وخوار البقر وجؤاره – احتدمت معركة غير متكافئة لساعات..

ثم صمت الوجيه عند دخول ضيوف على الجمع..

وما أن فُرغ من اجراءات السلام حتى حث والدنا الوجيه على إتمام الحكاية المشوقة..

وسأله بدافعٍ من فضول عظيم (وكيف نجوت أنت؟)..

ولكنه سرعان ما مد رجليه – كأبي حنيفة – عندما سمع خاتمة الفيلم الجهادي الهندي..

أبداً ؛ فقد دخلت ضرع أقرب بقرة لي…واختفيت فيه..

وما العجب أن تفتح له بقرة ضرعها أسوة بكرامات أخٍ له دعته غزالة إلى أن يذبحها؟..

ولكني لا أرى كرامة يمكن أن تنجي حمدوك من مصيره المحتوم..

هو وطاقم حكومته الفاشلة…والتي لا فرق يُذكر بين غالب أفرادها وبين وجيه بلدتنا ذاك..

فهم مثله؛ يبدون وجهاء جداً : مظهراً وحكياً..

ثم هم مثله – كذلك – في وجاهة الحكي هذا الذي خاتمته دوماً أشبه بدخول ضرع بقرة..

هل استمعتم لمدني وهو يحكي عن أزمة الخبز بكلام الطير؟..

وهل استمعتم لمانيس وهو يحكي عن استراتيجيات – وشموليات – لانعاش الاقتصاد؟..

وهل استمتعم لوزير الطاقة وهو يحكي عن طاقة الشمس؟..

بل وهل استمعتم لكبيرهم حمدوك – نفسه – وهو يحكي كل يوم عن العبور…و الانتصار؟..

ثم لايفترون… بينما نفتر نحن من مد أرجلنا عند خاتمة كل حكي..

وعند خاتمة كل حكي – كذلك – نعرف حقيقتهم أكثر… كما عرف والدنا حقيقة الوجيه..

وسيعرفون هم خاتمة حكايتهم قريباً جداً…بإذن الله..

وربما باتت مسألة ساعات… أو أيام؛ وحينها سيدخل كلٌّ منهم قائمة الخزي والخذلان..

أو (ضرع بقرة) !!.

Exit mobile version