الناطق باسم الجبهة الثورية (الشمال) محمد الجاكومي لـ( الصيحة)

 

تعنّت كبير للفرقاء أدى إلى انسحابنا من جناح الهادي

هنالك قضايا تُخالف العُرف والباقي نتحفَّظ عليه بعد أن غادرنا

الهادي إدريس لم نأخذ بمشورته وليس له الحق في ذلك

كنتُ مهندس الاتفاق بين الميرغني ومني أركو بالقاهرة

سنُراجع التعيينات في الوظائف بالدولة

حوار ـ عوضية سليمان

كشف رئيس كيان الشمال والناطق باسم الجبهة الثورية محمد سيد أحمد الجاكومي، عن وصول وفد الحركات المسلحة إلى العاصمة الخرطوم بغرض استلام مهامهم في الحكومة بشكل نهائي، وقال: الفترة المقبلة ستفتح فيها آفاق عمل جديد لحل مشكلة السودان الاقتصادية التي ورثتها عن النظام الثوري القائم الذي تمثله قوى الحرية والتغيير (قحت).

وقال في حوار مع (الصيحة): نحن لا نبيع الوهم للشعب السوداني، ولا نبيع الشعارات، نحن أصحاب قضية ورسالة واضحة لها مفهومها السياسي. وكشف عن اتجاه لمحاسبة سوف تطال كل الفاسدين في الدولة والذين لم تطلهم يد المحاسبة القانونية ولم يكونوا داخل السجون.. هنالك الكثير والمثير مما قاله الجكومي..

ـ ماهي الأسباب والدوافع المباشرة التي أدت إلى انسحابكم من جناح الهادي إدريس والانضمام لمجموعة حركة مناوي؟

لكل مرحلة أدواتها وتفاصيلها، واثنان من الشخصيات الممثلة للجبهة الثورية والكثير من التنظيمات وعلى رأسها تنظيم الهادي اشتركنا في إنجازاتها، ولكن في الفترة الماضية طرحنا مشروع وحدة مع حركة مناوي وهو مشروع إصلاح، وجدنا تعنتاً كبيراً جداً من قبل الرفاق في الجبهة الثورية, الأمر الذي دفعنا إلى أن نتخذ القرار, الغرض منه بناء تحالفات جديدة، ونحن الآن مقبلون على فترة عمل جماهيري، وبالتالي عن قناعة كاملة اخترنا بأن نقوم باصطفاف جديد مع قوة حية لتسهل إنجازها في الفترة القادمة.

ـ ماذا تقصد بالتعنّت هل هنالك خلاف واضح؟

في بعض القضايا التي تُطرح بالجبهة والتي تخالف العرف السائد وتخالف لوائج الجبهة الثورية ونحن قررنا الخروج دون أن نتحدث في أي تفاصيل دقيقة نحن خرجنا وهنالك أشياء نحتفظ بها وليس للحديث أو البوح عنها لأسباب كثيرة.

ـ ماذا تقصد بالأشياء التي تُخالف العرف ومن أجلها قررت الانسحاب؟

لا نريد الدخول في تفاصيل سبب الخلاف.

ـ لابد من توضيح تفاصيل الانسلاخ من المجموعة؟

في هذه الفترة وجدنا أنفسنا أننا لا نستطيع أن نعمل مع هذه المجموعة, ووجدنا أنفسنا في مجموعة مني أركو مناوي خصوصاً أن مجموعته أقامت تحالفاً مع الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني، ونحن الآن نسعى إلى لملمة الحزب الاتحادي الديمقراطي.

ـ مقاطعة: يقال إن هنالك خلافاً كبيراً جداً مع ياسر عرمان ما أدى إلى انسحابكم مغاضبين؟

لا، نحن نختلف معه في أي شيء ياسر لديه تنظيمه الخاص به، وليس لدينا خلاف معه، وحتى عندما كنا طرفين كجبهة ثورية لدينا ترتيب لكل المواقف، لذلك ليس لدينا خلاف معه، ولا مع ياسر أو مع غيره وليس ياسر نداً بالنسبة لنا ولا يتمدد في مناطقنا.

ـ لماذا اخترتم حركة مناوي دون من الحركات الأخرى؟

نحن جزء منه، وعندما قدم مناوي مشروعه الإصلاحي الذي تم رفضه من قبل الجبهة الثورية في اجتماعات المكتب القيادي قلنا إن مشروع مناوي خرج من المجموعة، وإن المشروع لم يمُت وهو ما زال حياً، ونحن كنا متبنين المشروع داخل الجبهة الثورية, حيث كونت لجنة برئاسة التوم هجو للعمل على وحدة الجبهة الثورية، ولكن تفاجأنا بالإخوة في الجبهة الثورية رفضهم للمناقشة, وكان كل همهم وعلى رأسهم الهادي مسألة الحزبية، والهدف الآن حلحلة المشاكل، ونتوجه الآن إلى عمل جماهيري، وبالتالي لكل مرحلة أدواتها ونحن اخترنا حركة مناوي.

ـ لماذا لم يتمسك بكم الهادي في حركته؟

ليس له الحق أن يعترض أو يوافق، ونحن لم نأخذ بمشورته، ولماذا نشاوره ونحن قررنا كحزب الخروج من الثورية التي يقودها, اخترنا الانسحاب بعد تقييم دقيق، وبعد اجتماعات مكثفة استمرت أكثر من شهر لتقييم وجودنا داخل جناح الهادي, وأخيراً وجدنا أنفسنا بأنه ليس لنا مستقبل مع قيادة الهادي, وأن مستقبلنا مع تحالف جديد الجبهة الأخرى، وهنالك فترة انتخابية سوف نخوض بها الانتخابات.

ـ هل تم الترحيب كم من قِبل جناح أركو مناوي؟

مُرحّب جداً بهذه الفكرة، وحتى عند خروجه تبنينا فكرته في الجبهة بقيادة التوم هجو في المكتب القيادي، ونحن فشلنا في قرار الوحدة، وكان هدفنا أن نخرج من الجسم القيادي ونعمل على بناء جسم يستفيد منه الآخرون.

ـ لكن قبل أن تنضم إلى جناح مني كنتَ قد رافقته في رحلة إلى القاهرة؟

كنتُ مهندس الاتفاق بين مني أركوا مناوي والسيد محمد عثمان الميرغني.

ـ وقتها هل كانت لديك نية الانسحاب أم رفقة فقط؟

منذ وقت كنا مُرتّبين الأوضاع، ولجنتنا القيادية برئاسة التوم هجو عقدت اجتماعاً مع مني وقتها عرضت عليه برامجها، وأن المكتب القيادي متمسك برؤيته، وهنالك ملاحظات كسرت برامج الوحدة وتعثرت آمال الوحدة وبجهد فردي كبير استطعت أن أنتج الوحدة، وكانت فحوى الاجتماع التوقيع بين مني والميرغني في القاهرة قبل أسبوعين، وأن وثيقة جوبا لم تتحدث عن هذا, وإنما تحدثت عن أطراف العملية السلمية، ولا توجد فكرة للجبهة الثورية، لأن هنالك جبهتين, لذلك في هذه المرحلة كنا مرتبين أوضاعنا من بدري خصوصاً في كيان الشمال، كان لدينا برامج مبكر جدًا مع حركة مني أركو حتى قبل الخروج من الجبهة الثورية، قررنا الانضمام، وأن كيان الشمال في الأصل غير منضم للجبهة الثورية، بل كنا منضمين كاتحادي ديمقراطي أصل، وأن كيان الشمال واحد من الأذرع الجماهيرية المتمددة في مناطق كبيرة جداً، وهو أحد معينات الحزب الديمقراطي.

ـ ماذا دار في اجتماع مصر؟

كان هنالك مؤتمر صحفي، وتم نشر ما دار في الاجتماع, ونحن نتحدث عن كتلة تحالفية تضم آخرين, وأن الباب الآن مفتوح, لدينا الآن تحالف مع عبد العزيز الحلو والآن تحالف مع مني أركو مناوي, وهنالك تحالفات أخرى مع الحركة السياسية السودانية وكلها سوف تكون كتلة انتخابية سياسية تخوض الانتخابات القادمة. الآن ليس هنالك تشاكس بيننا وبين مني أركو, لذلك كان الاتفاق من السهولة, وأن الاتفاق من المفترض أن يتم في جوبا عند قدوم السيد جعفر للتوقيع مع الحلو. ولكن أرجعنا ذلك لهذا التوقيع. وأؤكد هنالك تحالفات أخرى أنتجها الحزب الاتحادي الديمقراطي مع عدد من الفصائل السياسية سوف يتم الإعلان عنها.

ـ ما هي برامجكم السياسية في الفترة القادمة؟

الآن مفوضون تفويضاً كاملاً كما قال النائب الأول، ولدينا الحق في أي شيء يخص برامجنا، وأول خطوة البحث عن حل الضائقة المعيشية, ولابد للوضع الاقتصادي الحالي من حل يخفف من حدة الأزمة التي تمر بها البلاد إلى جانب أنه لابد محاسبة كافية لمتورطي النظام السابق لمن لم تطلهم يد المحاكمة والعدالة، ومن المفترض أن يكون العدد الذي تتم محاكمته أكبر من الذين يقبعون داخل السجون الآن لاسترجاع أموال السودان المنهوبة. الآن هنالك اجتماعات مكثفة بخصوص الحل.

ـ أعلنتم عن وصول الحركات المسلحة إلى العاصمة الخرطوم في الشهر القادم؟

نعم، سوف تصل الحركات إلى العاصمة بشكل نهائي وسوف تتولى مهامها بشكل طبيعي جداً يتبعها حل الحكومة ومراجعة دولاب العمل والمفصولين عن العمل والذين تم تعيينهم بمحاصصة من وكلاء الوزارات، وستتم مراجعة التعيينات بشكل منتظم ومرتب لكل مؤسسة.

ـ ننتظر التغيير القادم؟

السلام فتح علاقات دولية كبيرة سوف تسهم في الاقتصاد، وان الشعب واعٍ جرّب حكومة الحرية والتغيير ولم يجد منها غير الفشل والمعاناة بكل أنواعها، لذلك نحن أصحاب قضايا استراتيجية وليس وعوداً، وأن السلام ليس “حديث فاضي” إنما قضية ظللنا نبحث عنها منذ فترة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى