“كفاية حروب ودمار” .. السلام.. تأكيد لرغبة الشعب

 

الخرطوم- الصيحة

عكست الاستقبالات الشعبية لصناع السلام بساحة الحرية في الخرطوم أمس الأول، أن ما تحقق من سلام فعلاً هو ما يريده الناس ويأملون في تحقيق تطلعاتهم من خلاله والمتمثلة في إصلاح الوضع الاقتصادي وتوفير الأمن والاستقرار وفتح مجالات التواصل مع شعوب الجوار لتبادل المنافع والمصالح.

ويعتبر السلام الذي تحقق بإرادة شجاعة وبذل وجهود كبيرة متصلة في اتجاهات مختلفة طوال عام كامل هو إحدى أهم مفاتيح المستقبل للسودان الجديد الذي يسع الجميع ويحقق شعارات الثورة “حرية، سلام وعدالة”، ويعيد الأمن والإبتسامة للاجئين والنازحين واليتامي والأرامل والثكالى ممن عصفت الحرب بمناطقهم.

ويجمع خبراء ومواطنون على أن الشعب السوداني يقف دائماً بجانب من أقر السلام وأوقف أصوات البنادق، ويرفضون من يقف ضد السلام، وعبر عدد من المواطنين الذين حضروا بساحة الحرية للاحتفال بصناع السلام أمس الأول، عن سعادتهم بتوقيع اتفاق السلام الذي طال انتظاره، وقالوا إنه من البشريات التي أفرحت كل الشعب السوداني، وأنهم يستبشرون بها خيرًا.

وقال المواطن عمر عبد الجبار من منطقة النيل الأزرق في إفادته عن مشاركته في الاستقبال، إنهم كانوا ينتظرون السلام لفترة طويلة وبعد تحقيقه سيكون برداً وسلاماً على أهل دارفور وكردفان وكل مناطق الحروب، ورأى أنه سيكتمل بوصول الحلو وعبد الواحد قائلاً “كفاية حروب ودمار”.

أما العمدة أحمد نافع من ولاية كسلا فقال من ساحة الاحتفال: يعتبر عرساً للسودان بتوقيع السلام الذي يقود إلى توجيه الجهود نحو التنمية والإعمار، مشيداً بجهود القائد دقلو الذي سهر على صناعة هذا السلام وقاد الجهود المخلصة تجاه شعبه، حيث كان من قبل راعيًا لسلام جنوب السودان.

وقال المواطن مرتضى أحمد آدم من منطقة مايو جنوب الخرطوم، إنهم يرغبون من خلال هذا السلام أن تنعم كل أطراف السودان بالاستقرار وأن تنتهي الحروب والتهميش والظلم الذي تعاني منه الأقاليم وأيضاً يتطلعون ويطمعون في وجود علاقات متساوية مع الجميع.  فيما اعتبرت بخيتة الفاضل من منطقة الأزهري بالخرطوم أن السلام الذي تحقق بفضل النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو وصبره على التفاوض وحكومته في تجاوز التحديات.

أما الخبير والمحلل السياسي المهندس محمود تيراب، فقال إن اتفاق السلام سيخلق فرصة للجميع للمشاركة في عملية بناء السودان.

وأشاد بالدور الكبير للقائد دقلو رئيس وفد الحكومة المفاوض والجهود التي بذلها من أجل السلام والاستقرار، وقال في هذا الخصوص إن ما قام به حميدتي من أجل السلام في جنوب السودان من شأنه أن يفتح علاقات التعاون بين شعبي البلدين ويتيح مساحة واسعة للتعاون وفتح المعابر والحدود أمام حركة التجارة والخدمات والبضائع، وهو أمر بالغ الأهمية لتوسيع قاعدة الاقتصاد وزيادة النشاط التجاري والصناعي.

ويتطلع السودانيون إلى رؤية واقع جديد ومغاير للراهن الحالي الذي يعيشونه من شظف العيش وتجديد الأماني التي نادت بها الثورة في شعارها حرية سلام وعدالة.

إن تطبيق اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في جوبا يعتبر أحد أهم مطلوبات الثورة وأحد شعاراتها، ويجمع خبراء ومواطنون على أن النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، رئيس وفد الحكومة للتفاوض الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) يظل الضامن الحقيقي لاتفاق السلام والإرادة السياسية للأطراف التي وقعت عليه، بالنظر إلى أدواره المؤثرة والبارزة أولا في ترجيح خيار الثورة السلمية، إلى جانب دوره في استقرار الفترة الانتقالية وأخيرا في تحقيق السلام من خلال الاختراقات الكبيرة التي أحدثها على مجريات التفاوض   وآخرها لقاؤه مع رئيس الحركة الشعبية- شمال القائد عبد العزيز الحلو في جوبا أمس الأول.

وفي هذا الصدد يذكر أن مقرر الوساطة الجنوبية ضيو مطوك قد قال: “نحن نثق في الذين صنعوا اتفاق السلام بأنهم قادرون على تنفيذه لأن التفاوض تم بعزيمة وإصرار”، وأن اتفاقية السلام هي جهد سوداني خالص. وأشاد ضيو بوفد الحكومة المفاوض برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، وثمن الدور الكبير الذي لعبه حتى تحقق السلام الشامل بالسودان.

فيما يرى رئيس لجنة الوساطة المستشار توت قلواك، أن تنفيذ الإتفاق يحتاج لإرادة قوية من الطرفين وهو عهد مع الحكومة السودانية.

وكان النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد أكد مواصلة الجهود من أجل الاتفاق على تطبيق الحريات الأربع وتنفيذ التكامل وفتح الحدود وتجاوز كافة العقبات التي تعترض حركة التجارة بين السودان وجنوب السودان.

وقال النائب الأول: “لقد ضمنا شعار ثورة ديسمبر المجيدة حرية سلام وعدالة في بنود اتفاق السلام ولم يتبق سوى تنفيذ وتنزيل الاتفاق على أرض الواقع”، وأضاف بأن ذلك لا يأتي إلا عبر وحدة الكلمة والصف وحسن النوايا والتكاتف ليعم السلام الشامل كافة أرجاء البلاد حتى تتمكن من تجاوز كل الصعاب خاصة الضائقة الاقتصادية وتعبر إلى بر الأمان، ودعا الحلو وعبد الواحد للانضمام إلى السلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى