Site icon صحيفة الصيحة

الأمين العام لجبهة الشرق أبو آمنة لـ(الصيحة):

 

ما يحدُث في الشرق رد فعل لإهمال وتجاهُل المطالب

الجبهة الثورية لا تُمثّل إلا حركات دارفور فقط

لا شأن لأهل الشرق باتفاق جوبا لهذا السبب (…)

الذين يطالبون بحق تقرير المصير أكثر ممن وقفوا أمام القيادة وغيّروا نظام المؤتمر الوطني

خالد إدريس لا يُمثّلنا

من وقّعوا (مسار الشرق) لن يدخلوا ولو لزيارة عائلية

حوارــ عوضية سليمان

هدّد الأمين العام لجبهة شرق السودان للتحرير والعدالة سيد علي أبو آمنة، الحكومة المركزية بالتصعيد واستمرار الإضراب في ولايات شرق السودان ما لم تتحرك الحكومة لإيجاد حلول عاجلة لمشاكل الإقليم، ولوح بإقصاء المركز عن قضيتهم وإمكانية تدخل أطراف دولية لحل النزاع؛ وقال في حواره مع (الصيحة)، إن الغضب الشديد يُسيطر الآن على أهل الشرق، ولخّص مطالبهم في حق تقرير المصير، وفي حال عدم الاستجابة سيكوّنون حكومة، واعتبر أن هذا حقاً مكفولاً لهم. ووصف خالد إدريس جاويش بأنه لا يمثل الشرق لا من بعيد ولا من قريب، ودمغ من وقفوا معه في جوبا بأنهم أشخاص “اشتراهم بالقروش”، وقال إن الأمين داؤود لا يمثل الشرق وتم فصله منذ سنوات، وأن الأمر سيذهب إلى أسوأ مما يحدث الآن من قفل للشارع والميناء، وأشار إلى أن أنسان الشرق لديه إرادة قوية في التغيير؛ لكن لن يذهبوا مجدداً للبحث عن مطالبهم في الخرطوم، وإذا أرادت الحكومة الانتقالية فلتأتِ إليهم. وقال إن قضيتهم بدأت اليوم بهذا المطلب القانوني وفق كل الأعراف والقوانين العالمية “حق تقرير المصير”، وأن حضور مؤتمر سنكات بلغ (850) ألف فرد، وأن هذا العدد كبير يفوق من وقفوا أمام القيادة العامة وغيروا نظام المؤتمر الوطني، وأنه كافٍ ليُغيّر نظام الإقليم، وتحدث أبو آمنة عن تفاصيل أخرى في هذا الحوار:

* صف لنا طبيعة ما يحدث الآن في الشرق؟

ما يحدث هو رد فعل لإهمال وتجاهُل لمطالب أهل الشرق منذ العام 1956م، أي منذ استقلال السودان، والشاهد أن الإقليم حاول جاهداً رفض تمثيل أي شخص للتحدث باسمه في المفاوضات التي جرت بين الحكومة والحركات سواء كان في مسار الشرق أو حتى في الاتفاقيات الداخلية أو داخل جسم الحرية والتغيير الحاضنة السياسية للحكومة، لكن المؤسف أن الحكومة الانتقالية تعنّتت ورفضت الاستماع إلى أهل الشرق، وهذا ما دعا القيادات العليا بالمنطقة من مكونات البجا والقوى السياسية والمدنية وطالبوا بأن يخرجوا مطالبين بحقوقهم بشكل سلمي، وشكلوا وفداً إلى الخرطوم للتحدث باسم الشرق؛ لكن استمر التعنّت لذلك اضطر هذا الجسم لعقد مؤتمر يجمع كل قوى الشرق من المدنيين والأهالي ونوقشت بالمؤتمر أوراق سياسية، ولكن إلى يومنا هذا المركز لم يستجب إلى مطالبنا البسيطة.

* ما هي أبرز المطالب التي دفعتُم بها إلى المركز؟

حق ولايات الشرق في تمثيل نفسها، بمعنى أن أهل الشرق يتحدثون في المنابر بصفتهم مواطنين وليس تفويض كيانات أو أحزاب لتمثلهم وهذا المطلب كان من قبل أن تأتي حكومة الثورة، والآن مطالبنا بسيطة لكن تحولت إلى خلافات سياسية وشخصية كقضية تعيين الوالي والذي كان يجب أن يكون تعيينه بموافقة وإشراف الحكومة والإدارات الأهلية لكن ولأن الحكومة تجاوزتهم أدى ذلك إلى قلق ولم تحل المشكلة.

ثانياً من المطالب ترتيب الحدود بين القبائل للحد من نزاعات الأراضي وأن يتم توضيحها حتى لا تحدث مجدداً المشاكل والاشتباكات، أضف إلى ذلك مطالبنا مراجعة الهوية الوطنية لأن النظام السابق عمل على تجنيس مجموعات أجنبية منظمة كمجموعة الجهاد الإريتري والتي كانت تتعاون مع النظام السابق في قضيتهم ضد الاتجار بالبشر، لذلك فإن النظام السابق في سعيه لتغيير الخارطة النظامية والتغيير الديمغرافي جنّس كل الأجانب في المعسكرات وخارج المعسكرات، وأصبح هنالك وجود أجنبي كبير داخل الشرق يمتلك الجنسية السودانية وهنالك من يمتلك الجنسية قبل مجيئه إلى السودان ونحن طالبنا بمراجعة الهوية الوطنية، وكان هذا المطلب بسيطاً لكن المركز تجاهل ذلك وأصر أن يمثل الإقليم مجموعات من جهات أجنبية تحمل الجنسية السودانية وهم من مثّلنا في جوبا الآن ومن وقعوا في جوبا معروفون.

* معلوم أن من وقّع في جوبا ممثلاً لمسار الشرق خالد إدريس جاويش، ألا يُمثّلكم؟

خالد إدريس لا يمثل الشرق ولا الجبهة الثورية.. ويدعي أنه عضو الجبهة الثورية للتحرير والعدالة رغم أنه لم يكن من الأعضاء المؤسسين، أضف إلى ذلك أن الجبهه الشعبية تحالُف تنظيمات وهو لا يعرفها في الأصل.

* إذن لماذا اعتمده المركز ممثلاً لمسار الشرق؟

من اعتمده!

كيف وقّع.. نحن كجبهه ثورية تحالف مسجل معروف ورئيسه سيد علي أبو آمنة وله (13) عضواً موجودون الآن؛ كما أن  خالد جاويش لا علاقة له بالجبهة أصلاً ولا يعرف شيئاً عن الجبهة.

* وضِّح لنا ذلك بالتفصيل إن أمكن؟

خالد انضم إلى المباحثات مؤخراً عندما ذهب ليحل قضية شخصية تعود لنهب أموال من بنك السودان المركزي، لكن وجد أن هنالك فراغًا سياسيًا لأهل الشرق داخل الجبهة الثورية التي كان يمثلها الأمين داؤود الذي تم فصله منذ سنة 2014م، لذلك تمكن خالد عبر أمواله من دخول الجبهة الثورية ودخل مع الأمين داؤود وادعى أنه جبهة ثورية مما أدى إلى خلاف بينه والأخير، لكن خالد بإمكانياته المادية استطاع أن يحرق الأمين داؤود واستلم المنبر؛ وأؤكد ألا علاقة له بالجبهة الشعبية للتحرير والعدالة لا من قريب ولا من بعيد وأنه ادعى هذا الاسم بعد التفاوض.

* هل كانت هذه بداية الشرارة الحارقة في الشرق؟

بداية الشرارة من ادعائه تمثيل الشرق وادعاء الأمين داؤود قبل خالد أنه يمثل الجبهة الشعبية وأن الجبهة الثورية نفسها لا تدعي أنها تمثل الإقليم من أجل أن التفاوض عنه، لأن المسار سُمّي مسار الشرق وإذا كان التفاوض بين الأمين داؤود وحكومة السودان لا مانع لدينا.

* تقصد أن أهل الشرق يعتمدون الأمين داؤود أكثر من خالد شاويش؟

لا نعتمده ولا يُمثّل الجبهة خالص.

* لكن كيف وهو من جاء إلى جوبا مفاوضاً وتم اعتقاله؟

لا دخل لي بأمر اعتقاله في جوبا، أتحدث عن أن ذهابه إلى جوبا للتحدث باسم الشرق وهو لا يمثلنا، وأن الجبهة الثورية هي الحركات المسلحة، والجبهة الشعبية خرجت من الثورية سنة 2016م، لذلك لا وجود لجبهتنا، خرجنا منها حينما لم نتمكن من إقناعها بأن يكون هنالك مسار خاص بشرق السودان للتفاوض، وأن الأمين داؤود كان ضمن حركة العدل والمساواة وادعى أنه يمثل الجبهة الثورية ويستطيع أن يمثل عنها، ونحن كجبهة شعبية أحد أعمدة الجبهة الثورية ولما خرجنا منها أصبح هنالك عمود ناقص في بناء الجبهة، وهم تمسكوا بشخص الأمين داؤود وادعوا أنه يمثل الجبهة الشعبية، ونحن في تلك اللحظة رفضنا واستنكرنا وقلنا إن الأمين لا يمثل الجبهة الشعبية، ولكن تمسكت به، وقالت إذا لم ينضم الأمين داؤود سوف نرفض التفاوض، وكانت مصرة عليه، لذلك نقول إن الجبهة الثورية لا تمثل إلا حركات دارفور فقط، لأن عبد العزيز الحلو خرج عن الجبهة، وشرق السودان خرج عن الجبهة الثورية.

* حتى بعد أن وقّع عن الشرق؟

لا شأن لنا به ولا دخل لنا بالتوقيع الذي تم في تفاوض جوبا.

* كان هنالك حضور كبير جداً من الشرق في توقيع جوبا ألا يُمثّلون الشرق؟

“ما عندنا أشخاص يمثلون الشرق”، من ذهبوا إلى التوقيع اشتراهم خالد “بقروشو” وخالد لم يزر الشرق لبرامجه.

* هناك مطالب الآن بزيارة خالد إلى الشرق؟

لن نطالب بقدومه إلى الشرق ولا يستطيع خالد إدريس أو الأمين داؤود الدخول إلى الشرق حتى لزيارة عائلية ناهيك عن زيارة تشريفية أو برامجية لمخاطبة الشرق.

* في اعتقادك إلى متى يستمر التظاهر وقفل الطرقات والميناء؟

سيكون مستمراً إلى أن تتم استجابة للمطالب أو قيام مؤتمر تتم فيه مراجعة القرارات والمطالب، وإلى أن يستجيب المركز وأتوقع أن يستمر التصعيد.

* نائب لرئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) كان موجودًا معكم في سنكات، لماذا لم تقدموا له هذه التوصيات؟

سلّمناه مذكرة بصفته ممثلاً لمجلس السيادة، ولكن نستمر في تصعيدنا بكل الطرق ولن نترك كل السبل التي توصلنا إلى المركز وسوف يكون التصعيد مستمراً إلى أسوأ من ذلك، ونحن قبل الآن حذرنا بأن التصعيد تحت أيدينا.

* ماذا تقصد بأن التصعيد تحت أيديكم، هذا تهديد واضح منكم؟

تحت يدنا بمعنى أنه تصعيد ثوري منظم، صحيح أننا نخشى الخراب في الإقليم لأن هنالك غضباً شديداً ونخشى من دخول جهات خارجية وأجنبية تتحدث باسم الإقليم، ولا أنكر لكِ أن الحشود الموجودة الآن تنذر بخروج الأمر عن السيطرة، والمناطق الحساسة الآن مغلقة ونتوقع إغلاق كل الطرق في وجه المركز ويتم التصعيد حتى يخرج من يد المجلس الأعلى للبجا، وإذا استمر المركز في تجاهله ستخرج الأمور من يدنا، ونحن لا نعلم أين المشكلة في المركز حيث من المفترض أن يكونوا الآن حضوراً في الشرق ويسمعوا منهم وإذا لم يحضروا سنعلن عن حكومة خاصة بالإقليم ولن ننتظره.

* إذن سيستمر موقفكم في التظاهرات؟

لم نكن لوحدنا، لأن مسار الشرق في توقيع جوبا وجد رفضًا واسعاً من تحالف قبائل البحر الأحمر كسلا والقضارف وكل مكونات شرق السودان، وإقليم الشرق لن يذهب للبحث عن مطالب في الخرطوم وإذا لديهم رغبة سيأتون إلى الشرق ويقدموا هذا، وقضية الشرق بدأت اليوم بهذا المطلب القانوني وفق كل الأعراف والقوانين العالمية حق تقرير المصير، وحضور مؤتمر سنكات كان عددهم (850) ألف فرد، وهذا العدد كبير جداً يفوق من وقفوا امام القيادة العامة وغيّروا نظام المؤتمر الوطني، وهذا العدد كافٍ ليُغيّر نظام الإقليم.

 

Exit mobile version