محمد محمد خير يكتب : التغريدة الموجعة

 

ما كنت أعلم أن معارضة الإنقاذ وحدها هي التي كانت تجمع كلمتنا وتوحد قلوبنا ومشاعرنا.

ما كنت أعلم أن الثورة لها ملاك وأصحاب شفعة

القاضي سيف الدولة حمدنا الله

تألمت شديداً وأنا أطالع هذه التغريدة المنقولة من الفيس بوك لكل مجموعات التواصل الاجتماعي ومبعث ألمي أنها صادرة من سيف حمدنا الله الدي تعود معرفتي الودودة به لأواخر السبعينات عبر الأنس والمواخاة والتثاقف والنكتة والمزاح. سيف مزيج فريد رأس نقدي وضمير عدلي ولسان طلق لكن كل شيء فيه كيفه القانون .

هو بهذه التغريدة يضع قدمه اليمنى في عتبة النقد السياسي وأظنه سيصل لنتيجة حاسمة فهو صاحب عقل نقدي جامح.

الإنقاذ التي وحدت معارضيها لم توحدهم على أساس موقفهم من الديمقراطية وسيادة القانون، وتلك من ركائز مولانا سيف الدولة وحدتهم على أساس إزاحتها كي يبدأ الصراع من جديد وهذا ما توصلت إليه باكرًا عبر تجربة شبيهة بالتحربة الماثلة في القاهرة، حيث تفرجت على أبشع دافوري سياسي تشهده ملاعب السياسة، وخرجت بقناعة ترسخت وتزداد رسوخاً بأن كل حزب سياسي منادٍ بالديمقراطية يتبطن (إنقاذًا) في داخله وتتفاوت درجات هذي الإنقاذ من حزب لآخر لكن جوهرها لا ينقسم أبداً على نفسه، فكلما هبط صعد. وكلما خبا توقد. وكلما مات ولد من جديد.

لدرجة بلغت أن الإنقاذ هي أصل الإقصاء والأحزاب التي تعارضها هي الظلال.

كانت الإنقاذ تقدم وجبات مجانية لكل معارضيها السياسيين يقيمون بها أود معارضتهم بما عمق مفهوم المعارضة السهلة، فقد كان أسهل نشاط في الثلاثين عاماً الماضية أن تكون معارضًا للإنقاذ، لكنك تحتفط بكل أدواتها تجاه كل حلفائك فأصبح الحلف السياسي الواسع في مواجهتها ليس برنامج نهضة مشترك بين الأحزاب السياسية بقدر ما كان (خيار ضرورة).

كتبتُ ذات مرة مقالاً عنوانه (الكاتب ذو البعد الواحد) تأسياً بعنوان لهربرت ماركوز عن أولئك الكتاب الذين جرفتهم الإنقاذ في هوى معارضتها دون أن يجترحوا فكرة وتنبأت بأنهم سيكونون أول الخاسرين بعد سقوطها، لأنهم يكتبون بتسلق خاصرتها الرخوة وليس بإشراق النقد الديمقراطي القادر على التباري بأدوات الثقافة الديمقراطية .

وتوصلت إلى أن أسهل الأشياء هي معارصة الإنقاذ وأصعبها على الإطلاق أن تصبح بديلاً لها بالتحلل الكامل منها، فهي كامنة جدلياً في كل الطيف السياسي.

كامنة في أحزاب الفرد وفي شهوات الأيديلوجيا وفي الخطاب العرقي الجديد وفي الأفق المغبون والمطعون باليأس لشبابنا (الراكب راس)، وفي تهدم الذوق الذي كيفته الإنقاذ عمدياً في الغناء والموسيقى والفنون.

كان المأمول أن يتبنى الطيف السياسي الواسع الدي أسقط الإنقاد فكرة النفير الوطني العام، لكن لأن (الفتريتة ما بتبقى رغيف) تبني فكرته التاريخية القائمة على إعلاء الأنا في محاولة جديدة لخداع التاريخ الذي ظل يخدعها دائماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى