شاكر رابح يكتب : على حافة الهاوية

 

شاهدت مسلسلا سوريا للكاتبة المعروفة أمل حنا ويحكي المسلسل عددا من القصص بطريقة درامية عن بحث الإنسان المتواصل عن السعادة والحب والاستقرار وفشله الدائم في  الحصول عليهم. أبطال المسلسل كثر وعديدون ومع اختلافهم فإنهم يشبهون بعضهم في تخبطهم في حياتهم مشاكلهم ومشاعرهم.

ما أشبه قصة هذا المسلسل بواقعنا في السودان اليوم، حيث فشلت جميع الحكومات العسكرية والمدنية وكذلك النخب والاحزاب السياسية في وضع معالجات للاختلالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يعيشها السودان حيث ظل انسان البلاد يعيش كئيبا وفقيرا رغم توفر اسباب السعادة والاستقرار بيد أن  وطننا الغالي  تتوفر فيه القوة البشرية والمياه العذبة والاراضي الشاسعة الواسعة والخيال الخصب القابل على الإبداع وإمكانات طبيعية خارج وداخل الارض لم تخطر على عقل ولم يرها بشر، اتفق عدد من السياسيين  من عقلاء الوطن على ضرورة تناسي الخلافات والسمو فوق الجراحات والتوافق على الحد الادنى الضروري من اجل الوطن المكلوم، واعتقد انهم صادقون في هذه الدعوة والسودان على حافة الهاوية وأمام الجميع حكومة الفترة الانتقالية وأعضاء النظام السابق وجميع اهل السودان، امامهم خياران لا ثالث لهما إما أن ينهار السقف علينا جميعا أو أن نتفق جميعا على ضرورة الحفاظ على الوطن ولم يتأتى ذلك إلا بتقديم التنازلات حكام ومحكومين، وقد شاهدت مقطع فيديو لأحد قيادات الحرية والتغيير يطلب صراحة من أعضاء المؤتمر الوطني التحاور من أجل تلافي الوضع الراهن ودعاهم إلى تحكيم صوت العقل والتفكير بعقلانية حتى لا ينهار السقف على الجميع حسب وصفه، كما قرأت من قبل للأخ الوالي السابق الدكتور كاشا يتحدث عن ضرورة عدم الإقصاء والتهميش وذكر أن أي محاولة لإبعاد أو تهميش القوى السياسية التي شاركت بطريقة أو اخرى مع الانقاذ هذا يعني خلق جبهة معارضة أخرى وبالتالي سوف يؤدي ذلك إلى مزيد من الاحتقان. أيضا كنت قد قرأت للقائد ياسر عرمان وهو يذهب ايضا في اتجاه الدعوة لوحدة الصف السوداني وتناسي الخلاف وقد أكد على ضرورة إشراك الصادقين من أعضاء النظام السابق.

من جانب آخر أكّد رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، أنّ مطلوبات الثورة لم تكتمل بعد ودعا إلى ضرورة تنفيذ حوار المائدة المستديرة وتجميع كافة المبادرات الوطنية وتوسعة ماعون الثورة بحيث لا إقصاء لأحد بمن فيهم عقلاء النظام السابق، وعاد مناوي وقال: “إلا من أفسد منهم وهم الآن أمام المحاكم”. وأشار بحسب صحيفة “المواكب” الصادرة يوم”الجمعة” إلى أهمية بناء أحزاب سياسية حديثة بعيدًا عن هيمنة القائد الواحد والجهوية..

أعتقد هذه الدعوات الصادقات من رموز وقيادات أحسبهم من الصادقين يجب أن تؤخذ مأخذ الجد حتى لا ينهار السودان على رؤوس الأشهاد.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى