Site icon صحيفة الصيحة

محيي الدين شجر يكتب: العرّاف

 

قبل أكثر من عام كنت أجريت حواراً مع الدكتور السمؤال حسين عثمان منصور الذي قضى معظم حياته خارج السودان بين روسيا وبريطانيا وله إسهامات معروفة في الاتحاد السوفيتي حيث كان له دور بارز في توحيده وفي اقتصاده ..

في ذاك الحوار أبدى إعجابه بقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، وذكر أن وجوده في المجلس العسكري كان ضربة معلم ووصفه بالرجل الصادق التلقائي الذي يتحدث بما في قلبه دون خبث كما يفعل الساسة ..

ولقد التقيت بالدكتور السمؤال قبل أيام في معرض تحقيق أجريه عن قضية التطبيع مع إسرائيل  التي تشغل الرأي العام السوداني هذه الأيام  لأني أعلم بأنه كنز للأسرار والمعلومات وبحر واسع من المعرفة.

ولقد ذكرني بحديثه ذاك وقال لي إن الأيام لم تبدل في الفريق حميدتي والتأثيرات التي مورست عليه لم تغير من  طبيعته وظل كما هو صادقاً مهتماً بمصلحة السودان رغم أنه أصبح نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي ..

وقال إن حميدتي حافظ على طبيعته مستدلاً بحديثه الأخير الذي أوضحه بكل صراحة ووضوح ..

وبالفعل فإن الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي واجه ضغوطاً كثيفة ونصبت له شراك خطيرة إلا أنه تجاوزها بقوته ومرونته وصدقه ولا يزال يسير بنفس أصالة معدنه ..

مياه كثيرة مرت تحت الجسر منذ انطلاقة الثورة وحتى اليوم وكثيرون تبدلت مواقفهم وكثيرون ظهروا بوجوه أخرى غير تلك التي ظهروا بها ..

ولكن حميدتي ظل كما هو حريص على مصلحة السودان لا ينطلق وفق أجندة خاصة ناصر الثورة في وقت كانت الأعين تنتظر منه أن يقضي على اعتصام القيادة في موقف يجسد شجاعته المتناهية ووقتها كان يعتبر الساعد الأيمن للرئيس المخلوع .

ما يعجبني في الدكتور السمؤال قراءته للأحداث بصورة مدروسة وبخبرة متناهية وكل ما ذكره سابقاً اتضحت ملامحه الآن من حيث الانقسام في تجمع الحرية والتغيير ومن استفراد مجموعة بعينها لتمرير رؤيتها ..

العراف السمؤال حسين عثمان منصور شخصية يمكن أن تلعب أدواراً مقدرة بما اكتسبه من خبرات في أكبر دول العالم .. ولكن من يرى ومن يريد التطوير لبلادنا ..

 

 

 

Exit mobile version