Site icon صحيفة الصيحة

يوسف لبس.. عفا عن كل من ظلمه ورحل!

كتب/ عبدالله عبدالرحيم

أودى حادث حركة أليم بحياة نائب الامين السياسي بالمؤتمر الشعبي المهندس يوسف محمد صالح الشهير بـ(لبس) بمدينة الخرطوم صباح امس الاحد، ونقل بعد الحادث الى مشرحة التميز لتشريح جثمانه ومن ثم ووري الثرى بمقابر الخرطوم في موكب مهيب.

الرحيل المر

لبس من اسرة بسيطة تتكون من خمسة أفراد هو وزوجته وولدين وبنت، البنت تخرجت في كلية الطب وولده تخرج ايضا بينما الابن الثالث على مشارف التخرج. ويُعد المهندس يوسف لبس من أبرز قيادات الحركة الإسلامية قبل مفاصلة الإسلاميين الشهيرة، وبعدها انضم للمؤتمر الشعبي وعمل بمكاتب العمل الخاص.. اُعتقل العام 2004م بعد اتهامه بالضلوع في المحاولة الانقلابية المنسوبة للمؤتمر الشعبي، ومكث لبس بالسجن أكثر من عشرة أعوام، حيث خرج من المعتقل العام 2015م.

درس لبس الهندسة بجامعة الخرطوم منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ويُعد صلاح قوش من أبرز مجايليه. عقب خروجه، أعلن لبس عفوه عن كل من ظلمه وتسبب في سجنه، كلفه المؤتمر الشعبي بمنصب نائب الأمين السياسي للحزب وظل به حتى ساعة رحيله.

رجل المساهمات

يقول عنه القيادي بالمؤتمر الشعبي عبد العال مكين، إنه أحد الكوادر الاسلامية التي تخرجت في جامعة الخرطوم وعمل في أصعب الفترات في حقبة الرئيس الأسبق جعفر النميري في الجامعة التي كان يسيطر عليها اليسار بصورة كبيرة. وقال عبد العال إن لبس من الدفعة الحقيقية التي قلبت الموازين في الجامعة حيث استحدث الحواضن الجديدة من خلال الدفعات القادمة حديثاً وبها استطاعوا الفوز بمقاعد الاتحاد. وذكر عبد العال لـ(الصيحة) أن لبس أحد كوادر العمل الخاص في العمل التنظيمي حيث إنه عمل في الاستراتيجية في بداية الانقاذ وفي التخطيط وعندما جاءت المفاصلة انضم لجناح الترابي. وقد سجن على إثر اتهامه في المحاولة الانقلابية لما يقارب الخمسة عشر عاماً التي قضاها في السجن بيد إنه أستطاع أن يدرس كل الكتب التي اختطها يراع الترابي، كما إنه حفظ القرآن وبخروجه من السجن واصل في العمل السياسي محاولاً الخروج من العمل الخاص وبمساعدة الترابي تم تحويله للعمل في الامانة السياسية خلال رؤسائها الاربع حتى وفاته، ويضيف كين هو من الكوادر المهمة جدا وله مساجلات مع صلاح قوش الذي أوضح إنه لم يرتَحْ له وكان يتهمه بأنه من الذين يزودون العدل والمساواة بالمعلومات بحكم الانتماء القبلي، رغم أنه كان بعيد عن هذه الاتهامات. له مساهمات واسعة في الانفتاح السياسي للحزب مع الناصريين وغيرهم واستطاع أن يتفاعل مع العمل السياسي كان أمينا للحوار الوطني .

يوسف أفتنا :

وفي كلمات مسكونة بالابداع نعاه الكاتب محمد حامد جمعة بمداد يصرخ ألماً وأنيناً حينما فقال عنه “يوسف لبس؛ رجل احتمل مرارة عداوة الإخوان ورفاق الطريق؛ وضعوه في جب المرارات وعراكات المجايلة؛ سجن بالاشتباه وبالأحكام القضائية وبافتراضات النوايا؛ ثم أطلق فكان مثل مانديلا يستضيف في مائدته حامل مفاتيح الزنزانة والمرشد عليه والمتطوع بالبيانات والشواهد؛ تسامح وغفر ولزم آخر الصفوف لا يتخطى الرقاب إلى منابر الانتصار للذات أو عرض فريات البطولات؛ لزم قناعاته في زمان تنصل عنها الذين كانوا يصلون المغرب في صف ويأتون الصبح بذات الوضوء وإن نقضوه بالتخاذل ولبس الأقنعة؛ مات يوسف لبس؛ واخذ معه آماله وشهاداته؛ لفها في طود عظيم من العفو الطليق؛ ولعل الله أراد إكرامه فغمض عينيه في مواقيت التخاذل العام؛ فمثله رجل لا يعيش في ظلال رزاز منابت الحلاقيم العريضة؛ مضى (يوسف) ليترك لغيره حل شفرة قميص الخيانة هل قد من قبل أم دبر؛ مضى يوسف لبس والله حسيبه؛ ببر وأعمال صالحات وجسارة ومظالم لا أعرف كيف ستغمض عنها أعين من حقدوا عليه ثم اكتشف الجميع أن يوسف كان صديقا؛ وهم سماسرة؛ بسالتهم حينها غبْن عليه وجسارتهم لوحاتها صفراء ما أن سقطت حتى انكروها”.

Exit mobile version