Site icon صحيفة الصيحة

منى أبو العزايم تكتب: شكراً زايد الخير

ليس من العجب ولا الغرابة أن يغني المجتمع السوداني للنيل.. فهو شريان حياة الأغنياء والفقراء.. وأحد أهم مرتكزات سبل كسب العيش في السودان إحدى أهم دول المصب دول حوض النيل..

* اغنية أمير العود حسن عطية النيل فاض وامتلا. الموج الهاج لك علا.. الدهب الما ليك غلا.. حبيبتي كملت الحلا..

ربما  تأتي هذه الكلمات البسيطة مصورة لأحد أيام سخاء النيل بالفيض والخير.. ولم أستغرب أن تكون كلماتها غير معروفة الشاعر .. فالمجتمع النيلي يعشق الغناء والغزل في النيل.. ألم يشبه الرجل الكريم بالبحر رمز العطاء.. والزعامة وسعة البال.. والقيادة.

وفي هذه الأيام المشهودة فجعتنا الكوارث التي خلفها فيضان 2020غير المسبوق والذي فاق في القسوة والمفاجأة فيضان 1988..

وعندما تم إعلان السودان دوليًا منطقة كوارث أحزننا هذا التوصيف للحالة السودانية الطبيعية الكارثية.. وصراحة أخذنا نتلاوم  في تقصير حكومتنا عن التنبؤ  بظاهرة الفيضان… أين مراكز أبحاثها المائية في مجال الري، ونحن لنا بنية تحتية استشعارية في هذا المجال؟؟.. وهي ذات  علاقة عضوية مع مصر ويتمثل ذلك في  إدارة الري المصري الذي تشهد مبانيه  بالخرطوم وبجبل أولياء بهذه العلاقة القديمة منذ الحكم الثنائي في السودان .. مما يؤكد اهتمام مصر المستمر بحركة النيل وهو مندفع يافعاً من المنبع .. سواء من أثيوبيا ..أو من بحيرة فكتوريا..

مصر التي أعلن وزيرها د. محمد عبد العاطي  أحد خبراء الري المعروفين في العالم.. نحن نتابع الفيضان منذ أن يبدأ سحابة من موقع لمركز أبحاث واستشعار من داخل وزارة الري!!

الآن حدث ما حدث وليس لما أراد الله حول.. ولكن نسأل الله اللطف..

وكما لا يستغرب الشعب السوداني فيضانات النيل..

أيضاً لا يستغرب دعم ووقوف الأشقاء معه.. والمواقف كثيرة ومشرفة.. فالمسلم للمسلم كالبنيان..

كل الامتنان والشكر لعيال زايد وهم يسيرون الى أشقائهم بالسودان  للمرة الثالثة على التوالي أضخم جسر جوي لقوافل المساعدات لاشقائهم بالسودان الذين تأثروا  بالكارثة..35 طناً من الادوية والمستلزمات العلاجية والمساعدات الطبية والمواد الغذائية والإيوائية..

وذلك في إطار برنامج المساعدات من هيئة الهلال الأحمر  للتخفيف من آثار السيول والأمطار في عدد من الولايات..

الشكر لمعالي سفير دولة الإمارات حمد الجنيبي وهو يمثل قمة الدبلوماسية الرسمية والشعبية لدولة شقيقة نعتز بها .. رأيناه شعلة نشاط وإنسانية وهو يقدم مساعدات السودان في  الأيام العصيبة الأولى  لجائحة كورونا.. بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى  للجيش.

التحية لجنود هيئة الهلال الأحمر الأماراتي وعلى قيادتهم الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس الهيئة.. والشكر لممثلهم في السودان وهو الآن  يحل ضيفاً عزيزاً بيننا الأمين العام للهيئة محمد عتيق الفلاحي، الذين تشهد لهم الدنيا أنهم  ما سمعوا هيعة  بالعالم الإسلامي.. ودول العالم الثالث  إلا وكانوا مسارعين لتلبية النداء..

دولة الإمارات نحبها .. وبين ظهرانيها يقيم أعزاء لنا، فلنا إذن بها عرق وهوى.. ووشائج إنسانية لا تقتلعها كوارث ولا مطبات.. ولا أزمات..

 

 

 

Exit mobile version