الخرطوم ــ “الصيحة”
تعتزم وزارة التجارة والتعاون الدولي الهولندية إجراء تحقيق في تهم فساد حول أداء منظمة هولندية تعمل في السودان كشفها تحقيق صحفي نشرته (الصيحة).
وناقش البرلمان الهولندي مسألة الاتهامات المتعلقة بمنظمة “زوا – سودان” في البرلمان بحضور رئيس وزراء هولندا بعد أن أثارها اثنان من النواب مطالبين بكشف الحقائق المتعلقة بالتجاوزات المنسوبة للمنظمة حفاظاً على حقوق الممولين للمنظمة وعلى سمعة هولندا.
وقالت وزيرة التجارة والتعاون الدولي الهولندية سيكرت كاخ، إنهم يجرون مشاورات مع عدد من الشركاء لإجراء تحقيق حول معلومات عن تجاوزات وفشل المشاريع في المكتب القُطري بالسودان لمنظمة “زوا” الهولندية.
ونشرت صحيفة “الصيحة” في مارس الماضي تحقيقاً استقصائياً عن تجاوزات في تنفيذ مشروعات ممولة من إدارة التنمية البريطانية “ديفيد” التي تشرف عليها السفارة البريطانية في الخرطوم، ومشاريع أخرى ممولة من الاتحاد الأوروبي، ومن بين المشاريع التي رصدت فيها تجاوزات مشروع مياه أرياف السودان (أكوا سودان) والذي مُوّل بأكثر من (30) مليون جنيه استرليني، بينما موّل الاتحاد الأوروبي مشاريع لاستدامة المعيشة، مستهدفة السكان في أحواض المياه، وتقوم ست منظمات على تنفيذها، وهي “براكتكال أكشن البريطانية وبلان انترناشيونال البريطانية والإغاثة الإسلامية البريطانية ومنظمة خدمات التنمية الدولية الأمريكية، ومنظمة زوا الهولندية، ومنظمة إس أو إس السودانية”، وتنفرد منظمة “زوا” بإدارة الشراكة بين المنظمات الست والمانحين والإشراف على تنفيذ المشروع.
وأجرت صحيفة ” رفيو” الهولندية واسعة الانتشار تحقيقاً صحفياً حول تجاوزات منظمة “زوا” في السودان استناداً على تحقيق “الصيحة” الذي أجراه الصحفي المتخصص في التحقيقات الاستقصائية وكشف الفساد شوقي عبد العظيم.
وقالت وزيرة التجارة والتعاون الهولندية كاخ خلال جلسة البرلمان إن منظمتي “ديفيد” و”زوا” أجرت كل منهما تحقيقاً داخلياً على حدة خلص إلى أن ما نشر من اتهامات غير صحيح، إلا أنها أكدت على أنهم بصدد إجراء تحقيق مشترك مع الاتحاد الأوروبي والسفارة السويدية في السودان بخصوص التهم التي وردت في الصحافة.
وسعت (الصيحة) للحصول على رد من المنظمة عن الاتهامات الموجهة إليها قبل نشر التحقيق، إلا أنها تجاهلت التواصل مع الصحيفة وفضلت عدم الرد.
ولم تتلق الصيحة رداً من الاتحاد الأوروبي أو منظمة ديفيد البريطانية وزوا الهولندية حول ما نُشر، وقالت مصادر لـ(الصيحة) إن الجهات التي اتُّهمت بالتجاوزات وتبديد الأموال فضلت الصمت، وقال مصدر من “زوا” ” شركاء سودانيون نصحوا زوا والاتحاد الأوروبي بعدم الرد”.
وتشير متابعات (الصيحة) إلى أن منظمة “زوا” سعت إلى معالجة الإخفاقات والتجاوزات في المشاريع التي وردت في التحقيقات الصحفية، إلا أن مصادر من المشروع أفادت بأن المعالجات نفسها تتم بطريقة غير شفافة.
كما تسبب التحقيق الصحفي الذي أجرته الصيحة في إنهاء عقود عدد من الموظفين السودانيين في المنظمة بتهمة تسريب المعلومات للصحيفة وفصل موظفين بطريقة تعسفية من بينهم المسئول عن خدمة المجتمع بمحلية قلع النحل النذير بابكر.
وتم فصل النذير عن طريق مكتب العمل في الولاية القضارف دون أسباب واضحة غير أن من تحدثوا لـ(الصيحة) أكدوا أن “زوا” تتهمه بتسريب معلومات للصحافة.
وشرع النذير فعليًا في مناهضة قرار الفصل الذي حصلت عليه “زوا” باستئنافه لدى المحكمة الإدارية بمكتب العمل بالقضارف.
وفي إطار معالجة الاتهامات غادرت مديرة مشروع الشراكة في ” زوا” وتدعى ” أيزلين تاونير” المنظمة غير أنها عادت إلى السودان مرة أخرى لتعمل في منظمة خدمات العون الكاثوليكي الأمريكي في مشروع ممول من ” ديفيد البريطانية “، وقال المصدرك “عادت إيزلين بعد مغادرتها زوا في أجواء الاتهامات التي نُشرت في الصحافة غير أنها عادت لتعمل في مشروع ممول من ديفيد البريطانية نفسها التي كانت تمول مشروع مياه أرياف السودان، الأمر الذي يعزز الشكوك حول تضارب المصالح بين “ديفيد ” وأيزلين”.
وتضمّن التحقيق تهماً تتعلق بتضارب المصالح والاستغلال للنساء في عدد من مكاتب منظمة ” زوا”.