أولى شهادة الأساس بولاية شمال كردفان فاطمة جبريل لـ(الصيحة):

 

 

شعرت بالفرح عند إعلان النتيجة وعندما انهالت التبريكات علينا

والد فاطمة: الحكومة تكفلت بدراستها في المراحل القادمة

حوار- صامد أبو هداية

في سابقة اعتبرت الأولى من نوعها في شمال كردفان، أحرزت الطالبة النابغة فاطمة جبريل محمد جودة الله المرتبة الأولى على  مستوى الولاية بمجموع بلغ (279) درجة بفارق درجة واحدة من أصل المجموع الكُلي (280)، وكانت الطالبة النابغة فاطمةتستعمل الفانوس في مراجعة دروسها نسبة لانعدام الكهرباء في منزلهم البسيط الذي يتكون من دردر وقطية وسور من المواد المحلية، وعلى الرغم من كل هذه البساطة وعدم توفر سُبل ومعينات الدراسة والمذاكرة، إلا أن فاطمة انتصرت بعزيمتها ومثابرتها على كل هذه الصعاب واجتازتها بامتياز، متفوقة على أقرانها بكافة أنحاء الولاية، ممّن ينعمون بالكهرباء والحصص والدروس الخصوصية المكثفة.

(الصيحة) في هذا الحوار استنطقت الطالبة المتفوقة فاطمة ووالدها جبريل محمد جودة الله، فإلى مضابط الحوار :

ـ بداية مبارك هذا التفوّق، وعرِّفينا على طبيعة المذاكرة التي أوصلتك إلى هذه المرتبة؟

حقيقة كنت أراجع دروسي لوحدي يومياً عن طريق البطارية أو الفانوس لأن الكهرباء لم تعد متوفرة لدينا، لذلك أحرص على مراجعة دروسي وكتابة واجباتي المدرسية يوميا خصوصاً أوقات المساء بعد الرابعة عصراً أما عند حلول الظلام فأستخدم الفانوس.

ـ ما نوع المدرسة التي امتحنت منها حكومية أم خاصة وهل لديها دروس خصوصية أم إنها تعتمد على الحصص الصباحية الرسمية؟

امتحنت من مدرسة الزهراء الأساسية، وهي مدرسة حكومية طبيعية لم يكن لديها أية دروس إضافية للطلاب، وإنما تكتفي فقط بالحصص الصباحية الرسمية، ولكنها كانت نموذجاً للمدارس الحكومية من حيث الانضباط والأداء الوظيفي للمعلمين، والفضل من بعد الله عز وجل،  للأستاذة كلثوم مديرة المدرسة والأسرة الكريمة.

ـ هل كانت لديك توقعات بهذه النتيجة؟

كنت أتوقع من خلال الامتحانات إحراز درجة جيدة، وأتمكن من التفوق على مستوى المحلية، لكن لم أكن أتوقع المرتبة الأولى بالولاية، ولكن  بفضل الله سبحانه وتعالى تحصلت على هذه المرتبة.

ـ كيف كان شعورك عند إعلان النتيجة وأنت تسمعين اسمك من وسائل الإعلام الرسمي وقد حققّتِ المرتبة الأولى؟

كنت أشعر بالفرح أحيانا والدهشة خصوصاً بعد الإقبال الكبير على منزلنا وانهيال تبريكات الأهل والأساتذة والجيران علينا وحتى الذين خارج المزروب كانوا حضورًا بيننا بمهاتفتهم لنا ومشاركتنا الفرحة فحقيقة شعور لا يوصف.

ـ من الذي كان يهيئ لكِ الأجواء للمراجعة ويعينك على القراءة؟

الوالدة ربنا يمتعها بالصحة والعافية ويعطيها طول العمر.

ـ ما رغبتك في الدراسة مستقبلاً؟

أرغب في دراسة الطب  ونتمنى أن أصبح  دكتورة.

ـ هل لديكم متفوق في الأسرة من قبل وما ترتيبك فيها؟

لم يكن لدينا متفوق فى الأسرة غيري، لكن هناك من يتفوق محلياً أما بخصوص ترتيبي في الأسرة فأنا الأولى من بين أخوين وأخت.

ـ لمن تهدي هذا النجاح والتفوق؟

أهدي هذا النجاح للأسرة أمي وأبي وإخواني وأخواتي والمعلمين والمعلمات عموماً وناس مدرسة الزهراء على وجه الخصوص، وكل الأهل بالمنطقة وخارجها بدون فرز.

ومن جهتها طرحت (الصيحة) بعض الأسئلة على والد الطالبة المتفوقة جبريل محمد فكانت إجابته على النحو التالي:

ـ بداية حدثنا عن ابنتك وكيفية وصولها إلى هذه المرتبة؟

بعد أن حمد الله عز وجل وأثنى عليه، أردف قائلاً: هذه الابنة نابغة صراحة لأنها لم تتلق أية دروس خصوصية أو إضافية غير أننا نحثها فقط على مراجعة دروسها وأداء واجباتها اليومية، وكل الفضل من بعد الله سبحانه وتعالى لإدارة المدرسة ولوالدتها التي كانت تهيئ لها الأجواء وتتابعها عن كثب، إضافة إلى أنها كانت تفرغها تماماً بعيدأ عن العمل المنزلي إلا في بعض الأحيان.

ـ هل لديكم متابعة وتنسيق مع المدرسة بشأن الطلاب؟

لا، وإن كان هناك تنسيق فوالدتها هي الأكثر دراية بحكم تواجدها المستمر مع الابنة، أما شخصي فكثيرًا ما أخرج لمناطق التعدين بحثاً عن العمل، لكنها كانت تهاتفني عند أي امتحان أو اختبار وتبلغني بالنسبة أو الدرجة التي أحرزتها ودائماً ما كانت تتفوق.

ـ كيف كانت زيارة الوزير الولائي بالنسبة لكم وما نتائجها؟

كانت زيارة نعتبرها موفقة، حيث وعدنا بتكفل الحكومة بكافة المراحل القادمة بالنسبة للابنة، وأبلغنا أن باب مكتبه فاتح على مصراعيه لكل المتفوقين متى ما شاءوا.

كلمة أخيرة

أتقدم بالشكر الجزيل لمدرسة الزهراء الأساسية، ونشكر صحيفة الصيحة على اهتمامها بقضايا المواطن البسيط، والشكر من قبل ومن بعد لله عز وجل، كما نشكر كل من شاركنا الفرحة ميدانياً أو اتصل وراسل مهنئاً، ونشكر كل الأهل والمنطقة عموماً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى