منى أبوالعزائم تكتب : (الآخرون هم الجحيم)2-2

 

 

يبقى على العالم مواجهة ظروف  ضحايا أطماع  الاستعمار الجديد في الدول الفقيرة، رغم مواردها ومواقعها الاستراتيجية فهي هدف للاستعمار الجديد ويدفع الثمن مواطنوها الذين وقعوا بين مطرقة الطمع الخارجي وسندان الطمع الداخلي من حكامها وسياسييها..

ولذلك كانت نشاطات وكالات الأمم المتحدة في تلك الدول المقهورة ودعمها المنظمات الوطنية العاملة في مجالات الإغاثة داخل تلك الدول..

هو المجال الجديد والذي نودي بأنه أصبح السلطة الخامسة  أي  المجتمع المدني بعد السلطة الرابعة في تراتبيات السلطات لحكم الدول.

وتعتبر روسيا من الدول ذات الأطماع الاستعمارية القديمة الجديدة.. حتى أيدولجيتها القديمة أصابها العطب فسارعت بتجديد  خلاياها الأيديولوجية لكسب الجماهير المقهورة بالشعارات والتي طبقها غورباشوف ومن بعده بوريس يلستين “وأصبحت برنامجاً ومنهجاً عرف ” بالبروسترويكا” إعادة البناء و”الجلاسنوست ” الانفتاح السياسي.

والحزب الشيوعي السوداني ظل صامداً صارمًا أيدلوجياً والعالم من حوله يتغير كل يوم.. ولذلك وجدوا أخيراً أنه لابد من ضرورة تغيير اتجاهاتهم في توجههم نحو تبني النشاط المجتمعي عبر المنظمات وهو الباب  الذي يمكنهم من  التواصل مع الكادحين كفاحاً..

الآن الشيوعي  بما يعلنه على لسان الخطيب  هو ليس معاداة لأحزاب .. بل مواجهات مع توجهات لمنظومات لها مصالح تتطلب منها أن تطور  علاقاتها  مع دول وسفارات  واستخبارات ومجتمعات أخرى  داخل وخارج حدود الوطن بل والقارة.

الشيوعي السوداني يُواجَه بالتغيير الحادث في العالم.. والسودان جزء من المنظومة الدولية.. وبالتأكيد هذا أمر يقلقه جداً.

هو يعيش على الماضي .. والعالم قد عبر الى مجاهل  جديدة تتقاطع فيها المصالح والأطماع والأهداف.. قد تتم التقاءات وقد لا..

فقط ينبغي أن لا نستند على مقولة الشرق شرق والغرب غرب لا يلتقيان..

الآن التقى الشيوعي حزب الكادحين مع بعض التيارات اليمينية الإسلامية في رفض التطبيع مع إسرائيل وكذلك كان التقاؤه مع بعض قوى اليسار والذي يختلف معها ويعلن أنها أحد المحاور التي عليه مواجهتها.

كما وصف “بومبيو”  وزير الخارجية الأمريكي بعد زيارته الأخيرة إلي السودان،  حال الأحزاب السودانية أنها تعول على الأيديولوجيات أكثر على مصالح الشعب .. وذلك إشارة في  اتفاق بعض من قوى اليسار وقوى اليمين في  معارضة التطببع مع إسرائيل.

إلى أن تأتي قوى جديدة بعد السلام الأخير بجوبا لتسهم وتحقق مطالبها ومصالحها في الساحة السياسية وحكم الوطن ..

سيظل الشيوعي مختلفاً مع كل الواجهات السياسية  حاضنة الحكومة الانتقالية والشيوعي جزء  منها.. فهل سيستمر خلافه المبدئي معها .. أم إنه سيكون خميرة عكننة لها ببياناته النارية وتحريض الشارع عبر آلياته الشبابية.

على كلٍّ،  الشيوعي الآن  يختلف مع الجميع .. حتى مع الشيوعي نفسه..

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى