العصا السحرية.. بيد من؟

 

تقرير /نجدة بشارة

من منا لايتمنى أمتلاك (عصا موسى).. أو ( العصا السحرية) ليحقق بها جميع  أمنياتة في طرفة عين وينزلها   على أرض الواقع …؟ لكننا أيضاً نعلم أننا بشر نملك قدرات وطاقات غير محدودة  تنتجها عقولنا ثم تسخر  عبر الأدارات الناجحة والحكومات المنتقاة بالخبرات العلمية  والكفاءات لتطويع المستحيلات وحل المشاكل والأزمات لبلدانهم  ..

أذن جميع الحكومات تملك عصا سحرية .. لكن ! بعضها أستطاع حل طلاسم وتعاويذ هذه العصا؛ بينما  بعض  هذه الحكومات لم تستطع فك التعويذة لكنها لأتألوا جهداً في صناعة الحلول وأبتكارها  .. فيما  أخرى    أختارت  أيسر الأمور  وأسهلها بالتبرير والجهر بعدم امتلاك عصا موسى ولا حلول سحرية لأزماتنا.

*من يملك العصا ؟

في تصريحات لوزير الصناعة والتجارة مدني عباس مدني، قال فيها إن الحكومة الانتقالية (لا تمتلك عصا موسى ولا حلول سحرية)، ولكنه قال ان الحكومة مطالبة بأن تكون قريبة من تطلعات المواطنين، ومحاربة الغلاء والجشع في الأسواق.

ولعل حديث مدني عن المعجزات والسحر لحل مشكلات البلاد لم تكن الاولى لحكومتة الأنتقالية حيث سبق وتحدث رئيس مجلس الوزراء د.عبد الله حمدوك بذات المنطق في زيارتة لولاية شنال دارفور  وأقر امام النازحين  بأن الغلاء أصبح طاحناً، وأنهم لا يملكون عصا سحرية لتغيير تركة 30 عاماً سابقة.

وأضاف “حمدوك” : “ولن نكذب عليكم”، مؤكداً أن الحل هو العمل المشترك بشفافية ووضوح للعبور؛ في ذات السياق لطالما جهرت قوى الحرية والتغيير في بدايات الفترة الانتقالية بأنها تملك لكل مشكلة ألف عصا … أذن أين ذهبت العصا أم أستعصت الحلول؟

واذا كانت الحكومة التي جاء بها الثوار بعد نضال وثورة اذهلت العالم واقتلعت نظام ثلاثين عاماً، أصبحت الآن تبرر التقصير بأنها لاتملك عصا موسى، أذن من يملك العصا السحرية لأزمات السودان ؟

 

*مجرد مبرر

أجاب مراقبون أن  الناس لايطلبوا من حكوماتهم أن تكون مالكة لعصا سحرية لحل مشاكلهم في غمضة عين، ولا أحد يتوقع أيضاً أن أحداً يمتلك القدرات الهائلة التي ستنهي أزمات الشعب بين ليلة وضحاها لكن ما يخشاه الناس أن تبقى “العصاء السحرية” مبرر مقدم للفشل وخيبة الأمل.

و إشاروا إلى أن ادارة الأزمات تحتاج فقط إرادة وإدارة شجاعة تستطيع أن تتخذ قرارات مصيرية تضع حداً للعبث الحاصل في البلاد.

وقالوا إن العصا السحرية تتمثل في تحريك الموارد والانتاج .. لانها تمثل مصدر السحر لجذب العملات الاجنبية؛ فيما تقوم السلطات التنفيذية لاحقاً بادارتها بالخطط والاستراتيجيات. وان الحكومة قادرة بحسن كفائتها تحقيق الاستقرار للشعب.

*الكفاءات

قال المحلل السياسي د.عبد الرحمن أبوخريس أن الحكومة الانتقالية رفعت سقف التوقعات وجعلت الناس تحلق فوق السحاب بالخطاب السياسي الذي انتهجتة في بداية الفترة؛ ومن تصريحات الحاضنة السياسبة للحكومة بأن الإنتقالية ستحسن علاقات السودان الخارجية؛ تحسن العائدات وتخفض بالتالي الدولار؛ من هنا بنى المواطن السوداني آمال عراض على أن حكومة الفترة الإنتقالية تحمل عصا سحرية ستحل بها جميع مشكلات البلاد وأزماتها؛ والآن بداء المواطن يعود لأرض الواقع وانهار سقف التوقعات؛ وبدأت الحكومة الإنتقالية تقلل من لهجة الخطاب وتستنكر الآمال التي يعلقها الناس عليها بقولها أنها لاتملك عصا موسى.

ويرى أبوخريس أن هنالك ثورة تصحيحية ورأى مضاد بداء بتشكل نجاة الانتقالية لتغيير سياساتها وادارتها للبلاد وإلا فان الوضع قد يتطلب حكومة جديدة من كفاءات حقيقية لادارة الأزمة، وأعتقد أن الكفاءة هي عصا موسى المنتظرة.

*قيادة تناسب المرحلة

المحلل السياسي البروفيسر عبده مختار قال  لم نر من حمدوك اي  خطة أو رؤية سياسية أو إرادة سياسية – باستثناء إرادة الشعب وثورية لجان المقاومة.

وقال بروف مختار في رسالة صوتية على موقع للتواصل الاجتماعي إن الوضع الاقتصادي المتدهور باستمرار وتصاعد معاناة المواطنين بدرجة مريعة ومذرية يؤكد فشل هذه الحكومة لأنها قامت على المحاصصات وانغلقت على فئة محددة فخنقت الفترة الانتقالية فكان هذا التوهان والاحباط – وهو احباط خاص بالحكومة وليس احباط من الثورة التي ما زالت تنتظر حكومة في مستواها، وتحتاج إلى قيادة تناسب المرحلة وإلا فإن الثورة سوف تواجه متاعب كبيرة وكثيرة.

*القيادة الرشيدة

المحلل السياسي د. صلاح الدومة شرح لـ(لصيحة) ألا أحد يملك عصا موسى (انتهى زمن المعجزات)؛ وقال إن الحكومة لم تختار اللهجة المناسبة للتعبير عن ماتواجه من ضغوط واضطراب؛ وبالتالي مثل هذه التصريحات قد تقود للاحباط وسط الشعب الذي مازال يرجو منها الخلاص؛ ولكن بقليل من الإرادة من الحكومة والصبر من الشعب يمكن أن تعبر الانتقالية، وأرى أن القيادة الرشيدة هي من يمكن أن تحمل العصا السحرية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى