شرق دارفور.. بلاغ ضد مجهول

تقرير: أبوبكر الصندلي

 عاشت دارفور ردحاً من الزمان اجواء انحسرت فيها الروح السودانية الأصيلة وبات القانون حبيس الأدراج واختفى صوت الحكمة والفطنة والجودية، إلا من رحم ربي، فأصبحت قيمنا الجميلة ذكريات نستدعيها للتباكي والتباهي على ماضي أجدادنا، فكلنا نتحدث عن الشهامة المنسية والأصالة المختفية، والأمان المفقود والكرم الفياض.

 نعم نتحدث عن الموروثات الدارفورية التي دفنتها أجيال اليوم وغبرتها برفاة اللاعوده بفعل السياسة والانقسامات وخشوم البيوت والمناطقية الضيقة التي مزقت جسد دارفور الأرض والإنسان، ظللنا نتطرق بجد واجتهاد عبر الوسائط الإعلامية لدر أمصال تقي إنسان دارفور والسودان من مرض الاقتتال القبلي والصراعات الضيقة، والاستقطابات الحادة لنصرة اللاشيء ربما تحدثنا الأشجار الواقفة بأنها ارتوت بدماء القتل والسحل وترد علينا جبال وتلال ذات الأرض “كفاية شتات كفاية موت”، أنظمة الحكم المتعاقبة ظلت تقدم الحطب على النار لم تستطع فعل شيء لوقف هذه الظاهرة الخطيرة “التفلتات الأمنية والاختطافات والاغتيالات  وقطعا أفظعها فترة “حكم الإنقاذ” التي أسقطتها ثورة ديسمبر المجيدة والحراك الشعبي الكبير، فجاءت حكومة الثورة وما زال العشم والأحلام تعلق عليها بأن تجتث كل الظواهر الدخيلة على مجتمعنا السوداني،  فقد تابع الجميع خلال الأيام الماضية الحوادث الصادمة التي شهدتها مدينة الضعين التي قتل علي خلفيتها  شخصان احدهما طفل وجد مقتولاً بشارع أم ضي، والثاني اختفى في ظروف غامضة لمدة خمسة أيام وبعد بحث مضنٍ وجدت مركبته “الفيستو” مخزنة بأحد الأحياء بالضعين حيث، فجعت مدينة الضعين باغتيال  مجهولين شاباً في مقتبل العمر، حيث حدثت ظاهرة الاغتيال بطريق “أم ضي”  ووجدت جثة القتيل الثاني بكوشة  القدامية “  بتوقيتين  متقاربين  في  أبشع جريمة  تشهدها المدينة.

وتعود تفاصيل الحادثين أن الشاب اختفى  منذ خمسة أيام وكان يستقل عربه فستو، وظلت أسرته تبحث عنه وفشلت أن تجده وبعد تتبع خيوط معلومات وجدت مركبته مخزنة بحي خور عمر  أحد أحياء الضعين وبعد مواصلة البحث وجد مقتولاً بكوشه مدرسة  القدامية.

اما القتيل الثاني طفل لم يتجاوز عمره الست عشرعاماً  وجد مقتولا  بداخل مركبته بشارع منطقة

أم ضي، وعلى إثر ذلك أصدرت لجنة أمن شرق دارفور جملة من القرارات أكدت بموجبها اعتقال كافة معتادي  الإجرام السابقين والمتفلتين والحكم عليهم بقانون الطوارئ وتوزيعهم على سجون البلاد المختلفة، وقال مدير شرطة شرق دارفور اللواء شرطة حقوقي أحمد طاهر عثمان، إن  اجتماع لجنة الأمن استعرض الموقف الأمني والجنائي وعدداً من الموضوعات التي تخص آثار السيول والأمطار والأوضاع الاقتصادية، وطمأن عثمان المواطنين عن استقرار الأوضاع الأمنية، وقال إن معظم البلاغات التي دونت بسجلات الشرطة عادية، عدا جرائم القتل، مؤكداً أن أجهزة الشرطة والأجهزة الأمنية ستفك طلاسم الجرائم التي وقعت قريباً، مبيناً تشكيل قوة مشتركة من كافة الوحدات الأمنيه لملاحقة المجرمين والمتفلتين وبسط هيبة الدولة وسيادة حكم  القانون. وعبر عدد من المواطنين عن استنكارهم القاطع لمثل هذه الظواهر الخطيرة على مجتمع المنطقة ووصفوها بالدخيلة، واكدوا كشفهم  لأي مجرم يعبث بأمن واستقرار المواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى