Site icon صحيفة الصيحة

مع اقتراب موعد الانتخابات.. واشنطن هل تبتز الانتقالية بالتطبيع!!

 

الخرطوم: مريم أبشر

يبدو أن عودة وزير الخارجية مايك بومبيو  لواشنطن من الخرطوم دون أن يحقق نقاطاً إيجابية بشكل واضح لصالح مرشح الحزب الجمهوري  دونالد ترامب لولاية ثانية فيما يلي ملف التطبيع مع إسرائيل تمشياً مع موجة  التقارب العربي الإسرائيلي التي تتسيد  المشهد السياسي الآن، ربما يدفع بالإدارة الأمريكية لمزيد من التعنت وممارسة أساليب الابتزاز السياسي مع الحكومة الانتقالية حيال تسريع  خطوات رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعيه للإرهاب، خاصة وأن بومبيو الذي أتى لتوه من تل أبيب للخرطوم في رحلة جوية تاريخية هي الأولى منذ قيام الدولة الصهيونية في القرن الرابع، ربما استشف أن الحكومة الانتقالية وحضانتها السياسية ليست على قلب رجل واحد فيما يلي التطبيع مع إسرائيل، ففي الوقت الذي بادر فيه رئيس المجلس السيادي بعقد لقاء مفاجئ بعنتبي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وهي خطوة انتقدتها حينها الحكومة التنفيذية و قوى الحرية والتغيير مما دفع رئيس المجلس السيادي لإصدار بيان وصف فيه خطوته بأنها شخصية قصد منها تغليب مصالح السودان، اتفقت فيه كل مكونات الحكومة الانتقاليه بشقيها العسكري والمدني والحاضنة السياسية بإبلاغ بومبيو رسالة موحدة وهي أن حكومة الفترة الانتقالية لا تملك التفويض الذي يمكنها من فتح ملف التطبيع مع تل أبيب أو البت فيه في الوقت الراهن، فضلاً عن مطالبة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك الإدارة الأمريكية ممثلة في وزير خارجيتها بامبيو بفصل ملف التطبيع مع إسرائيل عن ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب خاصة وأن الملف ثنائي وقطعت فيه أشواط بعيدة.

علاقات وسيطة 

برغم تأكيد  بومبيو حينها بفصل مسار التطبيع عن الرفع من القائمة السوداء، إلا أن ما أشار إليه كاميرون هدسون في مقاله المنشور على موقع “اتلنتكس كاونسل” بأن السودان قد أفلت من لحظة الحساب حين رفض القادة المدنيون والعسكريون مقترح بومبيو التطبيع مع إسرائيل مرحجًا أن يعاود الملف الظهور مرة أخرى قبل الانتخابات الرئاسية وتوقع أن يثار الملف مرة أخرى في مؤتمر سلام الشرق الأوسط المرتقب الذي وجهت فيه الدعوة للسودان للمشاركة فيه، ولم يستبعد ممارسة واشنطن أساليب إبطاء خطوات الرفع من القائمة السوداء والضغط على السودان لإحراز هدف ذهبي يصب لصالح ترامب في ماراثون انتخابات الرئاسة الأمريكية لنيل أصوات الكتل الأمريكية اليهودية ولم يستبعد اختيار حلول وسط، ويعتقد هدسون أنه من الأفضل للخرطوم استكشاف علاقة مع تل أبيب تناقش علناً مقابل حوافز تنموية وتجارية واستثمارية  تصب لصالح الشعب السوداني  مثل التبادل الطلابي والتعاون في مجال الصحة وغيرها مما يعد خطوات وسيطة لاختبار العلاقات وتجاوز نقطة اللاعودة.

المساومة

الحكومة الانتقالية التي ورثت خزينة خاوية وتركة مثقلة بالديون  وتصدع في كل أركان الدولة،  فضلًا عن مشاكل الغرب والشرق، وجدت  نفسها  وجهاً لوجه مع ملف آخر جديد ربما تترتب عليه مساومات من قبل الإدارة الأمريكية بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وهو ملف التطبيع مع إسرائيل، وسجل موقف السودان الذي نقله حمدوك لبومبيو اهتماماً غير مسبوق حيث تناوله عدد من المعلقين والوسائط الإسفيرية ما أثير حول رفض الحكومة السودانية التطبيع مع إسرائيل مقابل رفع واشنطن الخرطوم من قائمة الإرهاب، وإنهاء العقوبات عليها، ولم يستبعد عدد كبير من المراقبين استخدام واشنطن ورقة التطبيع مقابل رفع اسم  السودان من القائمة، وهو ما اعتبروه شكلاً من أشكال ابتزاز الدول واستغلال الظروف لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية.

ويعتقد مراقبون أن مفهوم  دعم الإرهاب  ربما تغير وفق  الرؤية الأمريكية الجديدة، وأصبح أن كل من لا يطبع مع إسرائيل يعتبر دولة إرهابية وداعمة للإرهاب، ويرى البعض اأن على السودان أن يرفض مثل هذه الضغوط الخبيثة، لأن التطبيع مع إسرائيل لن يقدم للسودان شيئًا كما يعتقد البعض، وأن الاستفاده ستكون سياسية لصالح حملة الانتخابات الأمريكية هذا من جهة، ومن جهة أخرى تبييض وجه إسرائيل خاصة بعد أن جنت ثمار لقاء عنتبي بخصم ست ساعات في مجال السودان الجوي لصالح عبور طائراتها دون أن يحقق السودان مكسباً ملموساً.

قضية خلافية

بذات الفهم القائم على عدم أهلية الحكومة الانتقالية للتقرير في هذا الشأن، تطابقت معه وجهة نظر سفير مخضرم ــ فضل حجب اسمه ــ تحدث لـ(الصيحة) أمس قائلاً بأن ملف التطبيع قضية خلافية وسط التكوينات السودانية فضلاً عن عدم أهلية الحكومة الانتقالية للتحدث أو الخوض في ملف بهذا الحجم من الخطورة، لافتاً إلى أن وجهة النظر التي نقلها رئيس الوزراء الدكتور حمدوك لبومبيو تعد الأصوب لجهة أن الحكومة الانتقالية معنية بأشياء أخرى، وملف التطبيع مع إسرائيل ليس من أولوياتها، وأن مثل هذه القضايا يترك التقرير للبرلمان المنتخب والحكومة المنتخبة.

Exit mobile version