تَجدد الأحداث المُؤسفة بالولايتين كسلا وبورتسودان.. التهاب الأوضاع شرقاً!!

كسلا- بورتسودان: بامنت- إيهاب
وكأنما كُتب على شرق السودان ألا يهنأ بالسلم والأمان والاستقرار الاجتماعي، فما أن تضع أحد صداماته أوزارها، إلا ويتجدّد اشتباك الأهالي وذوي القُربى في شأنٍ كان الأحرى أن يتم حلّه بالحوار وتقبُّل وجهات النظر.
وطِوَال الأشهر الماضية شهدت مدينتا كسلا عاصمة ولاية كسلا، وبورتسودان عاصمة البحر الأحمر، عدداً من الاحتكاكات والاشتباكات التي رَاحَ ضَحيتها عددٌ من الأهل وأبناء العمومة، الأمر الذي دفع الحكومة المركزية إلى التدخُّل وابتعاث الوفود تلو الوفود لتحقيق سلامٍ مُجتمعي عبر اتفاقات أهلية، سرعان ما انهارت أمام المزيد من الشجار.
ويوم أمس الخميس، كان لصدامٍ من نوع جديد بدأ في كسلا وتضامنت معه بورتسودان، حيث تجدّدت الاشتباكات بين مؤيدي ورافضي والي كسلا صالح عمار في كسلا وأدت إلى أحداث عنيفة، وتعالى الاحتجاج ليصل طريق العقبة الذي يؤدي إلى مدينة بورتسودان ويقود إلى إغلاقه بواسطة مُحتجين مِمّا عطل حركة السير، وجعل مُواطني الولايتين يعيشون أحد أطول الأيام في تاريخ الشرق الحديث.
مُواجهاتٌ داميةٌ
وفي مدينة كسلا، تفاقمت الأوضاع واندلعت مُواجهات دامية حول مُحيط سوق المدينة، سقط خلالها خمسة قتلى وأُصيب ستة آخرون إصابات متفاوتة.
وجاءت المُواجهات على خلفية التصعيد والتصعيد المُضاد بين مُؤيِّدي ورافضي والي كسلا، وجرت عمليات حرق وسلب وسرقة لعدد من المحلات التجارية بسوق كسلا، وذلك خلال مسيرة نظّمها ناظر عموم قبائل الهدندوة محمد الأمين تِرِك رفضاً لتعيين والي كسلا صالح محمد صالح عمار، وذلك رداً على مسيرة لمؤيدي الوالي شهدتها المدينة أمس الأول.
وعلى الرغم من التّعزيزات الأمنية التي وصلت الولاية أمس، وتعهدات مُنظِّمي المسيرة على سلميتها، إلا أنّها حادت عن السلمية وتم استخدام الأسلحة النارية في ظل غيابٍ تامٍ للأجهزة الأمنية والشرطية.
مسؤولية الحكومة
وأفاد شهود عيان بأنّ الرافضين لتعيين الوالي، أغلقوا كوبري القاش صباح أمس، قبل أن يتم فتحه بواسطة قوات الجيش، فيما تعرّض سوق المدينة لعمليات نهب وحرق، كما وقعت اشتباكات وسُمعت أصوات إطلاق نار بمدينة كسلا، وتمّت عمليات حَرق ونَهب لسوق المدينة، وطال الحرق والتدمير سوق هيكوتا.
من جانبها، حمّلت قِوى الحُرية والتّغيير بولاية كسلا، رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ووالي الولاية المُكلّف مسؤولية تأزُّم الأوضاع بالولاية.
وقال القيادي بـ”الحُرية والتّغيير” بكسلا عبد الرحيم إدريس بحسب (باج نيوز)، إن هناك مجموعةً تحرّكت نحو السوق وقامت بأعمال سرق ونهب، إلى جانب إطلاق نار مُتقطِّع، فيما يتحمّل مسؤولية ما حدث، الوالي المُكلف والمجلس الأعلى للنظارات “البجا”، وقال إن اللجنة الأمنية بولاية كسلا يقع عليها العبء الأكبر، ووصف تدخُّل القوات بالضعيف، وأضاف “كل المؤشرات كانت واضحة وتتحمّلها الأجهزة الأمنية، وعلى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك فتح تحقيق لأنهُ جُزءٌ من الأزمة عبر تأخير قدوم الوالي للولاية، وتابع “من يحكم الآن الولاية كيزان يتبعون للنظام السابق”، واتّهم عبد الرحيم، الدولة العميقة بتأجيج الصراع، وطالب حمدوك بالتعجيل بقدوم الوالي صالح عمار.
إطلاق رصاص
وفي السِّياق، تعرّضت عربة تقل ناظر عموم قبائل الهدندوة محمد الأمين تِرِك بمعية مساعد الرئيس المعزول الأسبق موسى محمد أحمد لإطلاق نار من مجهولين في سُوق كسلا، خلال توجُّه تِرِك وعددٍ من القيادات القبلية إلى ميدان الجمهورية لمُخاطبة حشد قبلي رافض لتعيين والي كسلا صالح عمار.
وقال القيادي بنظارة قبائل عُمُوم الهدندوة أسامة عمر عثمان بحسب (تاسيتي نيوز)، إنّ العربة التي كانت تقل تِرِك وموسى محمد أحمد كانت خلفها سيارات تقل شيخ خلاوي همشكوريب أحمد بيتاي وآخرين، وعند وصول الموكب إلى سوق كسلا تم إطلاق نار على عربة تِرِك من مجهولين يختبئون على أسطح مبانٍ في سوق كسلا.
وكشف عثمان عن القبض على عدد من المُتّهمين بإطلاق النار، وأشار إلى أنّ الطلقة اصطدمت بـمقدمة العربة ولم تُصب أيِّ شخصٍ، لكنه قال إنّه وبعد إطلاق النار عمّت الفوضى في سوق كسلا وتم حرق عددٍ من المحلات التجارية بالسوق، وانتقد عثمان سماح السُّلطات الأمنية لمُناصري تعيين عمار بالخروج في موكب الأربعاء، كما انتقد أيضاً مَنح السُّلطات الأمنية الناظر تِرِك تصريحاً بإقامة حشد جماهيري أمس الخميس، ووصف الوضع في مدينة كسلا بالخطير بسبب غياب الأجهزة الأمنية عن الوقوف حائط صد بين الطرفين.
تضامُن بورتسودان
وفي سياق تصاعد الأحداث بولايتي كسلا والبحر الأحمر، أغلق مُتضامنون مع ناظر قبائل الهدندوة، رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المُستقلة أحمد محمد الأمين تِرِك، طريق العقبة الحيوي الذي يؤدي إلى بورتسودان.
وأوضح مُقرِّر المجلس عبد الله أوبشار لـ(الصيحة) أمس، أنّ إغلاق العقبة هو نوعٌ من التصعيد لعدم التزام المجلس السيادي بوعوده بإيقاف تنفيذ مسار الشرق، وأن تجلس الحكومة مع المجلس الأعلى لنظارات البجا وهي الجهة المسؤولة عن إغلاق العقبة.
وعلمت (الصيحة)، أنّه تمّ إغلاق طريق العقبة لمدة أربع ساعات، وقد حبست السُّلطات البصات السفرية في منطقة صمد قبل مدينة سنكات إلى قبيل العشاء خوفاً من تعرُّضها للقذف بالحجارة من المُتجمهرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى