نظارة محاسن

محمد علي التوم  يكتب :
× كانت محاسن كلما أرادت أن تزور صديقتها سناء لبست أحلى الثياب وتأنقت ولا تنسى أن تلبس نظارتها الذهبية العجيبة التي كان قد أهداها لها زوجها عمار أيام الخطوبة..
× وبعد أن تقضي وقتاً ممتعاً في الونسة مع سناء, تعود لمنزلها, فتخلع تلك النظارة وتحفظها في مكان آمن.. ثم بعد أن يعود عمار من عمله تحكي له لحظاتها السعيدة التي قضتها مع صديقتها, وكيف أنها مبهورة بروعة فيلتها وأثاثها وأن زوجها لأنه يحبها وفر لها ما لم يوفره “عمار” لـ “محاسن”..
× تكرر هذا الفيلم كثيراً وسئم عمار من اليوم الذي جمع محاسن بـ “سناء” وفي يوم من الأيام زار عمار صديقه محمود زوج سناء بمنزله, وشكى له مما يجد من محاسن.. فبدت محمود فكرة ذكية جداً لحل هذه المشكلة فقال لعمار:
-أنا ملاحظ أن لزوجتك محاسن نظارة ذهبية رائعة هي دائمة الاعتداد بها وتلبسها كلما تأتي لزيارة سناء, أجاب عمار بدهشة. نعم وماذا تريد بها؟ قال محمود لعمار: اسرق هذه النظارة وأحضرها لي دون أن تعلم زوجتك محاسن. وسترى بعد ذلك ما الذي سيحدث.!!
وبالفعل نفذ عمار الفكرة دون أن يعلم بالتفاصيل. بعد أيام رن جرس التلفون في بيت محاسن فإذا به صوت سناء يقول أنها تنوي وبصحبة زوجها محمود زيارتهما في المساء. فرحت محاسن فرحاً شديداً وأخبرت زوجها فأعدوا كل ما يستطيعون لزوم الضيافة وإعداد المنزل كأبهى ما يكون.. وتهندمت محاسن بأحلى الثياب. لكنها حينما تحسست نظارتها الذهبية لم تجدها فجن جنونها وحسبت أن لصاً اعتدى عليها وهي على هذا الحال رن جرس الباب ففتحه عمار وحضر وبرفقته محمود وزوجته سناء الشيء الذي اضطر محاسن أن تؤجل البحث عن النظارة فاستقبلت الضيوف في صالة المنزل وبعد أن تجاذبوا أطراف التهاني والحديث لاحظت محاسن أن سناء تلبس نظارة طبق الأصل من نظارتها المفقودة, لكن سناء باغتتها بسؤال:
-تصوري يا محاسن أنا من شدة إعجابي بي نظارتك الرائعة ديك أجبرت زوجي محمود يشتري لي مثلها.. والحمد لله بعد تعب شديد لقاها وبغباء مبالغ فيهو صمتت محاسن برهة ولعبت الظنون بخيالها, لكنها أظهرت عكس ما تبطن وسار الجو بين الجميع حافلاً حتى غادر الضيفان, لتنتهز بعده محاسن الفرصة وتختلي بزوجها وتمسك بخناقه وهي تقول:
-وريني سر النظارة اللابساها سناء شنو؟ ونظارتي الذهبية وينا يا عماااار؟!
فرد عليها عمار قائلاً: علشان أوريك السر عايزك تحكي لي الونسة الكانت دايرة بينك وبين سناء وشنو بعد ما خليناكن لوحدكن رأيها شنو في ديكور منزلنا؟
أجابت محاسن: سيبك من الحركات دي.. هي كانت معجبة شديد بي الديكور والبيت.. بس أنا عاوزة أعرف وبسرعة وريني سر النظارة يا عمار!!
أجابها عمار: ما هي دي نظارتك يا حلوة.. هي البتوري محاسن الغير.. عملناها ليك مفاجأة.. اتفضلي ألبسيها… بس دائماً خليكي لابساها في البيت عشان تعرفي “محاسنك” يا محاسن..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى