سد النهضة ومثلث حلايب

 

رشا التوم تكتب :

هنالك ارتباط  مباشر بين قضيتي سد النهضة  ومثلث حلايب،  والمصريون فقدوا حقهم في مياه النيل  يوم أن احتلوا  مثلث حلايب  في منتصف  التسعينات  من القرن الماضي،  حيث وضعوا سابقة لأثيوبيا لتقوم  ببناء هذا السد رغم الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تتعلق بالأنهار الدولية،  حيث قاموا  باحتلال الساحل والأرض السودانية بمساحة 22 ألف كيلو متر مربع  ما يعادل مساحة دولتي قطر ولبنان مجتمعتين،  إضافة  الى ضم حوالي 30% من الساحل الاستراتيجي للسودان على البحر الأحمر.

من المفارقات أن كلاً من سد النهضة والسد العالي يقعان على أراضٍ سودانية تاريخية،  وهما إقليم بني شنقول وأرض النوبة السودانية  التي أقيم عليها السد العالي، وقد تنازل الإنجليز في العام 1902 لأثيوبيا  عن أقليم بني شنقول، ولمصر عن أرض النوبة، حيث كانت حدود السودان التاريخية والمدعمة  بالخرائط تمر بمدينة أسوان خط عرض 24 درجة شمالًا  وشرقاً شمال مثلث حلايب،  وغرباً منطقة الواحات،  حيث ثبت أن السلطان علي دينار كان يقابل  الوفود الأوروبية في هذه المنطقة،  وقام المصريون بإرادة منفردة بإرجاع خط الحدود من خط 24 درجة  الى خط 20 درجة شمال  مدينة حلفا فيما يعرف باتفقيات الوفاق 1902-1907  مع الإدارة البريطانية دون مشاركة السودان،  وترك الإنجليز للسودان مثلث حلايب ونتوء أرقين،  واستقل السودان بهذه الحدود وأودع خرائطه في الأمم المتحدة  فيما يعرف بالحدود الموروثة من الاستعمار والتي أقرت المواثيق الدولية باحترامها وعدم  التعدي عليها، وهو الأمر الذي لم يحترمه المصريون،  وقاموا باحتلال مثلث حلايب مستغلين انشغال السودان  بمشاكله الداخلية وتقاعس النظام البائد عن مجابهتهم،   رفع السودان مؤخراً مذكرات  للأمم المتحده فيما يتعلق بسد النهضة، وكان الأولى أن تكون هذه المذكرة بشان مثلث حلايب المحتل،  فسد النهضة فوائده للسودان كثيرة وغض الطرف عن الاحتلال والضم المصري لمثلث حلايب  سيؤدي الى فقدان حقه في أرضه وساحله الاستراتيجي  فيما يعرف  في القانون الدولي بالاعتراف الضمني، وبسكوته عن هذا الاحتلال وعدم رفع الأمر للاتحاد الأفريقي وهذا أضعف الإيمان  الذي يجب أن تعمل عليه قوى الجرية والتغيير (قحت) وبأسرع وقت.

والله الموفق

د. عادل عبد المنعم

زر الذهاب إلى الأعلى