الخرطوم تُودّع عاشق المريخ حمزة علي طه

 

الدوم: معتز عبد القيوم

شيعت قرية الدوم التي تقع شمالي الجيلي بالخرطوم بحري السبت الماضي الأستاذ الصحافي حمزة علي طه في موكب حزين حيث ووري جسده الطاهر بمقابر واوسي الشيخ عبد القادر…. حمزة علي طه صاحب عمود (زفة ألوان) بعد عمر عامر بالعطاء قدم خلاله عصارة فكره وعلمه في تدريس طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية في السودان والمملكة العربية السعودية.

وقدم حمزة على طه للصحافة السودانية ألواناً جديدة من فنون العمل الصحفي في صحافة المنوعات والثقافة والرياضة عبر زاويته المقروءة (زفة ألوان) بصحيفة الوطن والتي تحولت إلى صفحة أسبوعية مترعة بالإبداع وضروب المجتمع، الثقافة والفنون والرياضة وقضايا الوطن عموماً وكان زاده في كتابتها ثقافته الواسعة وعلاقاته الكبيرة والممتدة مع الوسط الفني والاجتماعي السياسي والرياضي السوداني، حيث يستطيع القارئ أن يجد كل ما يشتهي بين ألوان حمزة الجميلة.

عشق الراحل حمزة علي طه فريق المريخ العظيم وسخر قلمه مدافعًا عنه عبر مقالات ساخنة وموضوعية بالصحف الرياضية والسياسية والاجتماعية وعبر صحيفة الوطن التي كان من أحد مؤسسيها مع الراحل سيد أحمد خليفة، وظل حتى أيامه الأخيرة مع وطأة المرض يراقب الشأن الرياضي في المريخ ويحلل الأوضاع الرياضية في ظل تداعيات أزمة كورونا.

ظل الأستاذ حمزة علي طه من الصحافيين المداومين على تغطية أنشطة وبرامج الصندوق القومي لرعاية الطلاب في المركز والولايات على امتداد أكثر من (٢٢) عاماً شارك من خلالها في افتتاح أكثر من (١٤٥) مدينة جامعية لطلاب وطالبات السودان في الولايات.

لم يكتف الراحل حمزة علي طه بدوره صحافيًا يغطي دوائر صندوق رعاية الطلاب في الأمانة العامة والولايات بل كان يلعب دوراً أبويًا خالصًا في رعاية الطلاب شأنه شأن العاملين بالصندوق من خلال كفالة الطلاب الفقراء ورعايتهم ودعمهم من ماله الخاص، بل ذهب حمزة أبعد من ذلك برعاية الطلاب المبدعين حتى بعد تخرجهم من الجامعات من خلال البحث معهم عن فرص التوظيف والعمل والتدريب في المؤسسات الإعلامية والصحافية.

تعمقت علاقة الأستاذ حمزة علي طه بصندوق رعاية الطلاب وأصبح العمل فيه يسري في دمه حتى عمل به موظفاً بالتعاقد” في إدارة الإعلام حيث كان يقدم جهدًا خرافيًا بكل إخلاص وتفانٍ في تحرير الدوريات والمجلات والكتيبات والمطبوعات الإرشادية للطلاب.

يعتبر حمزة علي طه الأب الروحي والراعي الأول لعدد كبير من الصحفيين والإعلاميين الذين تدربوا على يده في صحيفة الوطن والصحف الأخرى التي عمل بها.

رحل حمزة علي طه الجميل النبيل وترك لأرملته مروة ثلاثة من الأطفال أحمد (١٣) سنة وعلي (١١) سنة وشاكر(٧) سنوات.

برحيل الأستاذ حمزة علي طه تنطوي صفحة ناصعة البياض من العطاء الإنساني النبيل ويفقد مئات الطلاب والطالبات والدهم المربي والراعي.

رحم الله الحبيب حمزة علي طه بقدر ما قدم لشعبه ولوطنه ولمسيرة التعليم العالي بالسودان.

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى