عمر إحساس لـ ( الصيحة)

الثورة وفّرت الحرية المطلقة في ممارسة المهنة
تم اقتيادي من حفل جماهيري مُصدّق به في رأس السنة
كل المهن عاودت نشاطها عدا أهل الفن وهم يعانون أشد المعاناة
قال الفنان عمر إحساس إن الثورة وفرت الحرية المطلقة في ممارسة المهنة التي كانت مُحاربة بأشكال مختلفةـ وأنا كنت أحد ضحايا هذا التضييق لدرجة إعلاني الاعتزال في الصحف عام 2000 عندما تم اقتيادي من حفل جماهيري مصدق به في رأس السنة بخيمة النسيان. الآن توقفت التعديات المماثلة ومحاولات سحب البساط من تحت الأغنية السودانية، وكل تلك المحاولات في السابق قد فشلت بل فرخت نماذج فنية مشوهة.

حوار: سوزان خير السيد
*أين أنت من القضايا والاعتصامات التي تهم إقليم دارفور كفنان؟
أنا في المقدمة دائماً وحتى قبل أن يرتب المواطن نفسه للإفصاح عنها بشكل جمعي، أنا فنان ملتزم بقضايا فني والإنسانية ومجتمعي، وكل ما تتحدث عنه الآن. مشاكل دارفور أنا تحدثت عنها عبر أغنياتي طوال العهد البائد وقبله، ولكن للأسف الناس في السودان لا يستمعون إلى صوت الفنون أياً كانت والمستبقة للأحداث أحياناً، قلت لا يستمعون إلا بعد استفحال الحدث، وحتى في هذا يقوم الفنان بتذكيرهم (يا جماعة أنا ما قلت ليكم زماااان في أغنياتي. مسرحياتي. لوحاتي) الخ.. وحالتي معك الآن والأسئلة المقدمة منك تؤكد حديثي هذا.
*طوال المسيرة الفنية قدمت لونية خاصة من الغناء حسب وجهت نظرك؟
وجهة النظر كانت في السقف المنخفض للأغنية السودانية في حصرها في أنماط معينة ومحددة في بلد المليون إيقاع، ولذلك جاءت تجربة ما قدمته لتساهم في رفع السقف ضمن مجموعة من المبدعين انتبهوا لهذا الأمر.
*علاقتك بالجيل الحالي ضد أم مع ترديد أغاني الفنانين الكبار؟
علاقتي طيبة مع الجيل الحالي، ولكن أثمن وأقدر وأحترم الجاد منهم أنا لست ضد ترديد أغنيات كبار الفنانين فهؤلاء الكبار في شبابهم رددوا أغنيات من هم أكبر منهم ولكن سرعان ما طرحوا لونهم الفني الخاص بهم، ولكن الآن نجد العديد من الزملاء أصبحوا ملء البصر والشوف ولهم إمكانيات صوتية كبيرة نجدهم اختاروا الطريق السهل بكسبه المادي الأسهل، وهذا الأمر يهدد مسيرة واستمرارية الأغنية السودانية نفسها وجدودنا زمان وصونا….. والخوف أن نكون كسياسيي العهد البائد الذين فصلوا البلد وهم يتغنون جدودنا زمان وصونا على الوطن على التراب الغالي.
*الكورونا السلبيات والإيجابيات خاصة بالنسبة لنشاط الفنانين؟
لا توجد أي إيجابيات مع الكرونا بل هي أوجدت سلبيات ممتدة ومستمرة وأكثر المتأثرين أهل الفن، كل المهن عاودت نشاطها عدا أهل الفن فهم أول من تم إيقافهم وآخر من يسمح لهم بمزاولة النشاط وهم يعانون مر المعاناة، وأناشد الجهات المسؤولة التدخل السريع والعيد على الأبواب وتحية وتقدير لسعادة البروف صديق تاور الذي يسأل متفقداً أحوال أهل الفن. نقدر ما تمر به البلاد، ولكن دائماً توجد حلول ولو جزئية لفتح صالات الأفراح لعدد محدد مع التشديد والمراقبة مثلاً.
*مهرجانات في الذاكرة شاركت فيها خارجياً وهل حصدت جوائز؟
كثيرة، وأميزها مهرجان (ديرادون) بالهند ومهرجان الموسيقى بأمريكا ومهرجان سلام (أورينت) بالنمسا، مهرجان دبي الدورة الأولى، مهرجان الأغنية العربية بتونس وغيرها.
ونلت جوائز مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون ومهرجان الأغنية المصورة بلبنان ومهرجان سلام أورينت.
*أبناؤك هل مضوا على دربك أم إنهم اختاروا مجالات أخرى؟
هم أربعة أبناء، جميعهم لديهم الموهبة الفنية، وكذا والدتهم ولكن أحمد الذي يبلغ من العمر 22 سنة بدأ مسيرة الغناء وأواب لديه وزملاؤه فرقة فنية وقرر تعلم العزف على الدرامز.
*الثورة هل أحدثت تغييراً في الساحة الفنية وفي الغناء الهابط ؟
الثورة وفرت الحرية المطلقة في ممارسة المهنة التي كانت محاربة بأشكال مختلفة، وأنا كنت أحد ضحايا هذا التضييق لدرجة إعلاني الاعتزال في الصحف عام 2000 عندما تم اقتيادي من حفل جماهيري مصدق به في رأس السنة بخيمة النسيان. الآن توقفت تعديات مماثلة ومحاولات سحب البساط من تحت الأغنية السودانية، وكل تلك المحاولات في السابق قد فشلت بل فرخت نماذج فنية مشوهة.
*الغناء الهابط لا تغيره الثورات إلى أن تغير هذه الفئة ما بأنفسها، ولكن الوضع الآن أصبح مهيأ للإبداع فقط تنتهي جائحة الكورونا وتتدخل الدولة بخلق منابر تتمثل في المهرجانات الداخلية والخارجية وفتح التسجيلات .
*هل قدمت أغنيات وطنية في زمن النظام البائد؟
لم أتوقف أبداً من تقديم الأعمال التي تخدم المجتمع وجل الفظائع حدثت في تلك الفترة، وأستطيع أن أقول بملء الفم أنا الفنان الوحيد الذي صدح بأحداث دارفور أثناء التعتيم في قمته على القضية مما سبب لي العديد من المواجهات والمعاكسات ورفض بعض الأغنيات، غنيت للنزوح والاحتراب ومآلاته وللأطفال وللوضع السياسي ونبذ القبلية والهوية والجهوية والحرية والمرأة وحقوقها.
امتلك أكثر من 37 عملاً في هذة المجالات
*غياب عدد كبير من الفنانين الكبار من الساحة الفنية ماهي الأسباب في رأيك؟
نعم، هناك غياب للفنانين الكبار بالساحة من أهم الأسباب الفوضى في الساحة الفنية وغياب معايير الممارسة نفسها وعدم إفراد مساحة للفنانين الكبار على قلة عددهم خاصة في أجهزة التلفاز ببدائل بث أغنياتهم بأصوات شابة، هذا تصرف لا مبرر له والأولى تكريمهم وإكرامهم واحترامهم عبر بث أعمالهم بأصواتهم فهم في هذه المرحلة لا تشبههم المساسكة بين أجهزة الإعلام .
*مقترحاتك كفنان للجهات المختصة لتقديم الدعم والمساندة بصورة مستمرة خاصة في الفترة الأخيرة ظهور عدد من الفنانين على فراش المرض أين دوركم كفنانين وأين الاتحاد في معالجة قضايا الفنانين؟
أولاً أتمنى أن يتوقف سؤال أين دور الاتحاد، فالاتحاد لا يمكن أن ينشر للجميع ما يقوم به تجاه أعضائه هذا هو المن والأذى نفسه، الاتحاد تحت قيادة الرجل الهميم د. عبد القادر سالم يقوم بواجبه تماماً رغم إيراداته الضعيفة التي هي عبارة عن رسوم حفلات واشتراكات وهبات أحيانًا قليلة وخاصة في المناسبات أو الفعاليات، أغلب الفنانين خاصة من الشباب غير ملتزمين بتسديد رسوم الحفلات.
أما مقترحاتي للجهات الرسمية للاتحاد الذي منذ تأسيسه قام ويقوم بدوره تجاه الوطن وشعبه على أكمل وجه في صياغة وتوحيد الوجدان والذود عن الوطن والتعريف به وظل وسيظل واجهة مشرقة ومشرفة للسودان والثروة الحقيقية هو عضو الاتحاد الذي تحاصره ظروف الحياة الصعبة من كل حدب وصوب يحتاج لتأمين صحي، وسكن وفتح التسجيلات بأجهزة الإعلام. دعم الاتحاد بما يمكنه من تغطية تسيير الاتحاد في الكهرباء والمياه ورواتب العمال ودعم مناشطه الثقافية ودعم الصندوق الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى