Site icon صحيفة الصيحة

أبوعبيدة عبد الله يكتب: لماذا لا يستقيل هؤلاء؟

ما الذي يضير لو استقال الولاة الذين رفضتهم ولاياتهم رفضًا صريحاً كواليي كسلا وشمال كردفان أو أي ولاية أخرى؟ ألا يجدون مزيدًا من الاحترام والتقدير من الجماهير التي خرجت وعبّرت عن رفضها لهما؟ بل وربما يحصلون على تأييد في أي انتخابات أو تعيين قادم؟
قراءة التاريخ مهمة جداً لكل المسؤولين الممسكين بزمام البلاد، حتى لا يقعوا في المحظور والممنوع.
الرئيس المخلوع عمر البشير أيام حكمه، قال إن الجماهير لو خرجت عليه وعبّرت عن رفضها له، سيتنازل عن الحكم، وخرجت الجماهير أكثر من مرة وعبّرت عن فضها له، ولكنه نسي أو تناسى تصريحاته تلك، بل وتمسك بالمنصب والترشّح لانتخابات 2020، فماذا كانت النتيجة؟
السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الكثيرين هو لماذا يتهافت ويعشق بل وأحيانًا يسعى كثير من السودانيين بطرق مشروعة وغير مشروعة لتقلّد المناصب في بلد كالسودان، يعاني مركزه ووسطه من أزمات اقتصادية وأطرافه من مشاكل أمنية وتعقيدات قبلية وسياسية؟ ما الذي يُرغّب أولئك في قبول المنصب؟هل الجلوس على الكرسي وفتح الشوارع عبر (السارينا) تجعل لسان أولئك يسيل لأي منصب؟
كنا نتعجب في العهد السابق ونستنكر ضرب الخيام وذبح الذبائح احتفاء بالتعيين في أي منصب، لأننا نقول إن قبول التكليف يعني مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المسؤول في الدنيا قبل الآخرة، ونتذكر مقولة ابن الخطاب (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر ؟)، قد يكون في الدنيا لديك (شلة) في المجلس التشريعي أو الجهة التي تفرض عليك المحاسبة تتجاوز أخطاءك وتدبج لك التقارير لتكون صحيفتك ناصعة البياض، لكن ماذا أمام الله؟
قبول التكليف ليس طريقًا ممهدًا وخالياً من المنعطفات والمنعرجات التي ربما تقودك إلى التهلكة، فلا ينبغي أن يسعى الشخص أو يفرح بالتكليف مهما كان المنصب كبيراً.
أقول هذا وبعض شوارع عروس الرمال ــ الأبيض ــ تتراءى فيها دخاخين اللساتك رفضاً للوالي الجديد، وهو يصرح بأن تتريس الشوارع وحرق اللساتك لا يزعجه، إن لم يزعجك ذلك فما الذي يزعجك؟
هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، هو ضرورة تلبية متطلبات الشعب، الذي خرج إلى الشارع بحثاً عن الحرية والسلام والعدالة، بأن يولي القوي الأمين، فكل أهل ولاية هم أدرى بشأنهم، إن رفضوا وأمعنوا في الرفض فارفض وإن وافقوا وأجمعوا على الموافقة فارفض، والرفض والقبول لا يكون بنسبة 100%، ولكنه بنسبة أكثر من 50%.
فهل يستقيل هؤلاء، أم ينتظرون كسب مزيد من العداء، ومصارعة طواحين الهواء بحثاً عن نصر وإنجازات وهمية؟

Exit mobile version