Site icon صحيفة الصيحة

كورونا شرق مدني

 

*هذا الأسبوع بدأت الخرطوم التعامل بأكثر جدية مع جائحة كورونا، ظهر ذلك جلياً من خلال امر الطوارئ الذي صدر من الحكومة إلى جانب إغلاق العاصمة ومنع دخول السيارات إليها.

*أيام عديدة والعالم أجمع لا حديث له سوى هذه الجائحة التي أرهبت الجميع وجعلت الدول تبحث عن مخرج آمن لها إن كان عبر الحظر الكلي أو الجزئي، مع بعض الإجراءات الاحترازية التي تشكل حائط صد لهذا الوباء المرعب.

*أكثر ما يخيف البعض مع الحظر والبقاء في المنازل هو توفير الغذاء الذي يشكل هاجساً للكثير من الأسر ليس في السودان وحسب، وإنما في جل دول العالم، وربما للمرة الأولى التى نرى فيها صفوف الغذاء في دول العالم الأول “أوربا وأمريكا” والمرة الأولى التي نشاهد فيها الهلع خوفاً من نقص الغذاء في بعض الدول التي تقل فيها خصوبة الأرض الزراعية.

*خلال الأيام الماضية تداول بعض الناشطين صوراً لتزاحم مواطني إحدى الدول العربية على البصل السوداني في أسواق تلك الدولة، وحينها أيقن الكثيرون أن السودان أمامه الفرصة ليحقق مقولة “سلة غذاء العالم” التي درسناها في كتب الجغرافيا في المرحلة الابتدائية.

*وإن ساعدتك الظروف عزيزي القارئ لزيارة بيوت السكن المنتج شرق حاضرة الجزيرة “ود مدني” لتأكد لك تماماً أن السودان قادر على توفير الغذاء على الأقل للدول العربية، ففي هذا المشروع-السكن المنتج- تجد المنازل الرائعة وأمامها الأرض الخضراء والثروة الحيوانية والسمكية والدواجن تقدمها جلها مجموعة الحاج سعيد أحمد لوتاه للفقراء من مزارعي السودان وبالمجان، وما عليك سوى الاهتمام بالأرض لتخرج الطيبات بأشكالها الزراعية المختلفة.

*خلال هذه الجائحة الكورونية كانت إدارة المشروع توزع المعقمات والكمامات على سكان المنازل وتقديم الإرشادات الصحيحة لهم من أجل حماية أنفسهم وأسرهم من هذا المرض، وجل سكان المشروع لم يحملوا هماً لمعاشهم، فأمامهم الأرض تنتج الخضروات والمحاصيل وإلى جوارهم الأبقار تنتج الألبان التي يصنعون منها الأجبان والسمن ومزارع الدواجن تمتلئ في كل أرض المشروع.

*منازل السكن المنتج بالجزيرة أكبر دليل على الخير الوفير الذي بالإمكان توفيره في أرض السودان، فلم تترك إدارة المشروع سكان المنازل دون إرشادات أو توعية ولم تبخل عليهم بالمعقمات والكمامات ولم تتركهم دون تحذير من خطورة التجمعات رغم أن المشروع لا تتم فيه تجمعات كثيرة فالكل مشغول بأرضه وإنتاجه ليرى الخضره التي تذهب الحزن والفقر.

*نسأل الله أن يبارك للحاج سعيد في ماله وأولاده لما يقدمه من عمل خير لأهل السودان عبر هذا المشروع وغيره من المشروعات التي سيتم إنشاؤها خلال الفترة المقبلة في ولايات أخرى من أرض السودان، بعد أن حقق السكن المنتج نجاحاً كبيراً من خلال تشييد المنازل وتجهيز الأرض بملحقاتها ونجاح لا بأس به من خلال تفاعل حكومة الولاية للإيفاء بما يليها من تسكين المزارعين الفقراء في أرض الجزيرة، فالمنازل التي شيدت حتى كتابة هذه السطور تفوق الأربعمائة منزل، والأسر التي سكنت بالفعل وأنتجت عبر هذا المشروع يصل عددها إلى مائة أسرة.

*آخر زيارة لي لهذا المشروع سألت أحد المزارعين عن احتياجاته من سوق مدني فقال لي لا أشتري من السوق سوى السكر والبن والشاي..

Exit mobile version