Site icon صحيفة الصيحة

من غرفة الأخبار

 الخرطوم: الجميل الفاضل

“جي. بي. أس”

الإخوان والجيش.. قصةُ عِشقٍ طرفها واحد

من سبع نقاط مُتفرِّقات بقلب الخرطوم، زحف أول أمس “الإخوان” رغم أنف بروتوكولات منظمة الصحة العالمية، وتدابير وزارة صحة السودان الاحترازية، نحو محراب حبهم الأزلي مقر “القيادة العامة” للجيش.

يخطب خطيب الزواحف وداً حراماً جهيراً بليلاه تلك، يناجيها من وراء أسلاك فضية اللون، نصبها على عجلٍ “الخميس”، جنود مُدجّجون.. اضطر الخطيب لرفع عقيرته عبر مكبر صوت محمول.. يتزلف كعادة “الإخوان” قرباً كلما استشعر تنائياً بينه وبين من بأيديهم قوة السلاح.

فليس بدعاً أن يُذكِّر خطيب القوم من هُم بالثكنات العالية أنّهم هُم وحدهم – أي الزّواحف – الذين لن يقولوا “معليش ما عندنا جيش”، وهي عبارة لوم وعتاب ربما تنطوي على حُبٍ مَشوبٍ بحسرة وفجيعة، ترجح أن العشم كان أكبر.

فقد اجتر الزاحفون إلى كعبتهم المُقدّسة أول أمس دون فلق للأدمغة، أو إرهاق للأذهان شعارات الثورة ذاتها “جيش واحد.. شعبٌ واحدٌ” وغيرها مثل “الجيش جيشنا ونحن أهله.. وبنستاهله”، لكنهم نسوا أو تغافلوا عن عَمدٍ، شعاراً واحداً هو في تقديري من أهم شعارات الثورة القطعية الحاسمة التي رُفعت بحمى القيادة، بل هو شعار المرحلة بالطبع الذي ينبغي أن تتأسّس عليه هيكلة المُؤسّسة العسكرية المُرتقبة، هذا الشعار الذي يقول: “الجيش جيش السودان.. الجيش ما جيش كيزان”.

لكن السؤال ما هي قصة وطبيعة تعلُّق الإسلاميين بالجيش؟

يجيب الأستاذ المحبوب عبد السلام، على جانب من هذا السؤال في كتابه المُهم “الحركة الإسلامية.. دائرة الضوء، وخيوط الظلام” بقوله:

(تأسّست خلايا التنظيم الإسلامي في الجيش بحذرٍ شديدٍ على خوف من عنف مايو الماركسية.. ثم جاءت المصالحة الوطنية وبدأت ملامح التغيير تسري على الصورة النمطية لسلوك الضباط ومكاتبهم وثكناتهم، وتظهر فيهم غاشية التّديُّن، وبتوطِّد عهد المُصالحة، دخلت أعداد من الإسلاميين بخُطة الحركة وتدبيرها إلى مُختلف دفعات الكلية العسكرية، وتزايد عبر السنوات.

ومع تبني الرئيس النميري لحكم الشريعة الإسلامية فَتَحَ المركز الإسلامي الأفريقي – أحد واجهات الحركة الإسلامية، وثمار عملها الإنساني التعليمي الذي تَوجّه نحو أفريقيا – فتح المركز أبوابه لدورات تدريبية فكرية تربوية لعشرات الضباط، ومع مُضيِّهم في تعميق فهمهم ودراساتهم، ازداد ولاؤهم لأطروحات إسلام الحياة العامة الذي تقوم عليه فكرة الحركة الإسلامية الحديثة).

ويمضي المحجوب قائلاً: كانت الحركة الإسلامية هي الوحيدة من بين شركائها في الجبهة الوطنية المُعارضة التي انخرطت بالكامل في المُصالحة مع نظام نميري، غير أنّ الجانب الأكثر أهمية في هذه الفترة كان انتعاش العمل السِّري في تأسيس الجهاز الخَاص الذي استفاد من تجربة تلقِّي العديد من عُضوية الحركة، تدريبات في العمل المُعارض المُسلّح، لتتوسّع في اختراق الأجهزة النظامية بتجنيد ضُباط في الجيش والشرطة، وفي تدريب طائفة من عُضويتها المدنية عسكرياً، كانت الفكرة في البداية أنّ الغَرض من العمل العسكري لحماية الحركة، تطوّر لاحقاً ليكون بمثابة خُطة احتياط (الخُطة ب)، لينتقل في مرحلة لاحقة إلى الإعداد لاستلام السُّلطة بانقلاب عسكري متى ما سنحت المُعطيات المُناسبة، وهو ما حدث بعد ذلك بنحو عقدٍ فقط، حين نجحت الحركة الإسلامية في الاستيلاء على السُّلطة في 30 يونيو.

وليس أقل دليلاً على ذلك ما جاء باعترافات قائد آخر مُحاولتهم الانقلابية الفريق أول هاشم عبد المطلب الذي أقرّ بأنّ مُحاولته الفاشلة سبقتها مُشاورات مع قادة الحركة الإسلامية، التي قطع أنّه جُند في صفوفها منذ أن كان برتبة الملازم.

المُهم، فإنّ تمسُّح الإسلاميين بالجيش لم يتوقّف منذ أن رهنوا مُستقبل وجودهم ونُموّهم السِّياسي بخيار الانقلاب كوسيلة لوصول الحكم.. بل أن مطلب الإسلاميين المُتمثل في بسط الجيش سيطرته على الحكم الذي عبّر عنه موكب الخميس، لا يبعد كثيراً عن دعوة تظاهرات جماعة نصرة الشريعة في مايو من العام الماضي، تلك التظاهرات التي حَثّت المجلس العسكري آنذاك على عدم التنازُل عن حكم الفترة الانتقالية.

فالتاريخ يقول إنّ الإسلاميين حتى لو فاتتهم السيطرة الكاملة على “ميري” الحكم العسكري، فإنّهم لا يستنكفون التمرُّغ بترابه على الأقل.

ولهذا عملوا بشتى حِيَلَ التودُّد للعسكريين من خلال إظهار أنّهم الأكثر حدباً وحرصاً على المؤسسة العسكرية، منذ أن سيّروا لشيءٍ في نفس يعقوب ما عُرف بمسيرات “أمان السودان” إبان الديمقراطية الثالثة للتضامُن مع الجيش، ومظهر تنازُل نُوُّابهم بالجمعية التأسيسيّة عن سياراتهم دعماً للقوات المسلحة، فضلاً عن حملة تبرُّعات ذائعة الصيت في ذلك العهد، أطلقتها نساء الجبهة الإسلامية تحت عنوان “قنطار ذهب” لدعم القوات المُسلّحة.

كل هذا فتح الطريق لزيارات إلى مناطق العمليات، رسم من خلالها زعيم المعارضة علي عثمان محمد طه، خارطة طريق انقلاب الثلاثين من يونيو 1989.

هذا الانقلاب الذي استهدف أول ما استهدف، المُؤسّسة العسكرية ذاتها، التي أوصلته للحكم.. فمزّقها شرّ مُمزّق، وأضعف بشكلٍ مُمنهجٍ دورها، وقوّض بنيانها، قبل أن يُحَطِّم تقاليدها الاحترافية.

لكن هيهات أن تُلدغ هذه المؤسسة من جحر واحد مرّتين!!

/////////////////////////////////////////////////////

 

قصة صورة

وصلتني معلومات بتورط شركة المهاجر في المسيرة التي نظّمها الكيزان أول أمس، والتي خرقت أمر الطوارئ الصحي.. حفاظاً على مكتسبات ثورتنا وتفعيلاً لدولة القانون التي نهدف لجعلها واقعاً.. سنتحقّق ونتّخذ الإجراءات القانونية والإدارية التي تحسم هذا العبث ويُعتبر ما حدث هو ليس اعتداء على المُغتربين فحسب، إنما اعتداء على الأمن القومي في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم والإقليم، وليس المهاجر فحسب، فإنما كل الذين شاركوا في ذلك يعتبرون مُعتدين على أمن وسلامة شعبنا.

 

مكين حامد تيراب

الأمين العام لجهاز المُغتربين

 

/////////////////////////////////////////////////////

سؤال المبتدأ.. جواب الخبر

بعد عامٍ على سقوط البشير.. هل من جديد؟

ماذا؟

مُستنقع الأزمات

أطاح الشعب في مثل هذا اليوم من العام الذي مضى، بثالث أطول النُّظم الديكتاتورية عُمراً في تاريخ البلاد.. عبر ثورة سلمية استمرّت لأربعة أشهر كاملة في مُواجهة أعتى آلة قمعية، مارست العُنف المُفرط بقسوة لا تُضاهى.. ارتقى في غضونها المئات، شهداء.

فيما لا يزال السودان غارقاً في أزمات اقتصادية مُريعة تفاقمت تحت وطأة صراع الأشرار في حربٍ غير مُتكافئة بين ذيول الدولة العَميقة المُسيطرة بقُوة على حركة المال والتجارة والاقتصاد، وقِوى التغيير التي تنشد هيكلة الاقتصاد المُشوّه بعمقٍ سحيقٍ، فَضْلاً عن عقابيل أخرى جرّها على السودان النظام السابق بفعل سياساته الرعناء التي فرضت واقع عزلة تتخبّط البلاد قيد براثنها إلى اليوم.

كيف؟

طريق طويل

يتصوّر جوناس هورنر من مجموعة الأزمات الدولية أنّ “تعافي الاقتصاد في السُّودان سيكون عبر مسيرةٍ طويلةٍ، وسيتطلّب الدعم المُستمر والمُنسِّق والمدروس من المانحين التقليديين مثل الاتّحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان والولايات المتحدة وكذلك دول الخليج”.. ويضيف جوناس: أنّ الدعم الخارجي التقني والمالي مَطلوبٌ على المدى الطويل لإخراج السودان من المُستنقع الاقتصادي.

متى؟

اللائحة السوداء

يبقى الأمل مُنعقداً في خروج السودان من مُستنقعه الاقتصادي على خروجه من لائحة الدول الراعية للإرهاب التي ظلت حجر عثرة تعيق اندماج الاقتصاد السوداني بشكل كلي في حركة الاقتصاد العالمي، رغم رفع الولايات المُتّحدة لعقوباتها الاقتصادية أحادية الجانب منذ العام 2017.

وكانت وزارة العدل قد أعلنت عن اكتمال التسوية مع أُسر ضحايا المُدمِّرة الأمريكية “يو أس أس كول” التي تم تفجيرها قبالة ميناء عدن عام 2000، ما أسفر عن مقتل 17 من بحّارتها.

وتعول الحكومة على أن يسهم الاتفاق في فتح الطريق أمام رفع السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

من؟

جذب الاستثمار

يتوقع أن يسهم قرار واشنطن برفع العقوبات الأمريكية عن 157 شركة سودانية في جذب مَزيدٍ من الاستثمارات للبلاد.

أين؟

الأمن الداخلي

لو أنّ شبح الأزمات الخانقة التي تشكو منها مُعظم أقاليم البلاد انحسر تدريجياً بفضل إجراءات رقابية صارمة، يُساعد في إنفاذها جهاز الأمن الداخلي الجديد – قيد التأسيس -، فإن انقطاع التيار الكهربائي المُتكرِّر، وزوال ظاهرة الطوابير أمام محطات خدمة الوقود والمخابز.

 

 

 

 

Exit mobile version