صادر الماشية.. مكاسب المُصدِّرين

الخرطوم- جمعة عبد الله

بعد توقف استمر نحو “5” أشهر، يُعاود صادر الماشية الحيّة تدفقه للأسواق السعودية، حيث وصلت إلى ميناء سواكن، شحنات من الماشية تمثل الدفعة الأولى من الصادر إلى المملكة العربية السعودية.
وأكد وزير الثروة الحيوانية، د. علم الدين أبشر عبد الله، وصول الشحنة الأولى لصادر المواشي إلى محجر سواكن وتوقّع وصولها للسعودية اليوم الاثنين، موضحاً أن هذه الشحنة تبلغ “5” آلاف رأس من الضأن، وأكد أن حركة الصادر تتواصل إلى السعودية، ولا تُوجد أيِّ عقبات أو مشاكل في انسياب الصادر.
وفي الشهر الماضي، أعلن مُصدِّرو الماشية ووزارة الثروة الحيوانية بدء تصدير “20” ألف رأس أبقار إلى مصر كأول شحنة صادر ماشية حية عقب التوقف لأربعة أشهر.
وبعد ذلك، توالت الشحنات المُتّجهة الى الأسواق المصرية من الماشية الحية واللحوم المُبردة، كما تم تصدير “20” ألف رأس من الضأن الحي إلى سلطنة عُمان.
ونزلت خطوة استئناف صادر الماشية برداً وسلاماً على المُصدِّرين، عقب التطوُّرات الصحية المُصاحبة لانتشار فيروس كورونا، بإغلاق المعابر البحرية والبرية مما هدد مُصدِّري الماشية بخسائر مُحتملة حال توقُّف شحنات الصادر.
ويقول مُصدِّرون إنّ تلك المخاوف كانت “منطقية” بسبب أن الشحنات المُتّفق على تصديرها كانت تُواجه مصيراً مجهولاً عقب تعليق سلطات المملكة، إجراءات دخول البواخر لميناء جدة، مُشيرين إلى أنّ المخاوف انتفت بعد تأكيد إلغاء تعليق دخول البواخر للسعودية.
وأوضح المصدر، أحمد نور الدين لـ”الصيحة” أن انسياب الصادر خطوة مُوفّقة لتعزيز موقف البلاد في السوق السعودية، موضحاً أنّ السودان هو المُورِّد الرئيسي والأول هناك، مشيرًا إلى أن الفترة التي أعقبت مُوافقة السُّلطات السُّعودية على استئناف صادر الماشية شهدت التوصل لاتفاق مع المملكة لتصدير 130 ألف رأس من الضأن الحي، وأكد أن المُصدِّرين يواصلون الإجراءات اللازمة من الحجر البيطري والاشتراطات الصحية والبيطرية، حتى تم تأكيد عودة الصادر، مُوضِّحاً اكتمال الترتيبات حسب الاتّفاق السابق بتوريد الماشية نهاية مارس الجاري.
الأمين العام السابق لغُرفة مُصدِّري الماشية، صديق حيدوب، رحّب بعودة الصادر للأسواق السعودية، لكنه دعا السُّلطات للالتفات للمشكلات التي يُواجهها المُصدِّرون، مُوضحاً أنّ الرسوم الحكومية وتصاعُد تكلفة تربية وتصدير المواشي قد تتسبّب في عرقلة الصادر.
وقال حيدوب لـ”الصيحة”، إنّ الرسوم فقط تُشكِّل 20% من التكلفة، إضافةً لارتفاع أسعار الأعلاف وتكلفة الشحن ورسوم الموانئ، وقال إنّ أردب العيش ارتفع إلى 6 آلاف جنيه، وجوال الرَّدة إلى 3 آلاف جنيه، موضحاً أن الرسوم والجبايات الحكومية لا تقل عن 20%، بالإضافة إلى رسوم الصادر وتكلفة الشحن للباخرة المقدرة بـ8 دولارات للرأس الواحد، لافتاً الى أن المصدرين يواجهون عقبات “لا حصر لها”، داعياً السلطات لتذليل عقبات الصادر وتقليل الرسوم وإلغاء الجبايات التي وصفها بأنها “لا معنى لها”.
بدوره، أكد المصدّر خالد وافي، أن ثلاثاً من شحنات صادر الماشية وصلت لمحجر سواكن والبقية في طريقها للوصول، بعد توقف 5 أشهر ونصف.
وأوضح وافي في تصريحات صحفية أمس، استعداد المُصدِّرين لإمداد أسواق الصادر بالكميات المطلوبة من الماشية حسب الاتفاق، وأقر بأن الفترة السابقة شهدت عقبات وصعوبات واجهت مُصدِّري الماشية بعد تعليق الصادر وانتشار كورونا مؤخراً.
وبحسب تقديرات وزارة الثروة الحيوانية، من المتوقع رفد عائدات صادر الماشية للاقتصاد بـ50 مليون دولار شهرياً، شريطة استمرار الصادر دون عقبات.
وبناءً على ذلك، أكدت الوزارة اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة، التي تضمن سلامة القطيع، وعوّلت على الشحنة الأولى بأن تكون فاتحة خير لاستمرار الصادر إلى مصر والدول العربية الأخرى.
ويرى الوزير، د. علم الدين عبد الله أبشر، إمكانية الارتقاء بالصادر وتطوير القطاع، وأكد لـ”الصيحة” أن هناك ترتيبات لوضع سياسات رشيدة ومُضاعفة الجهود لرفع صادر الماشية الحيّة واللحوم، وتوقّع انتعاش الاقتصاد خلال الفترة المقبلة، وقطع بأن قطاع الثروة الحيوانية هو المورد الوحيد الذي يمكنه إخراج الاقتصاد السوداني من أزمته الراهنة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى