اختراعات الطلاب.. مشاريع تموت بانتهاء مراسم التخرج

عدَّها بعضهم هدراً للطاقات

 

الخرطوم: نيازي أبو علي

كثيرة هي الاختراعات التي ابتكرها طلاب جامعات كانت علامات مضيئة في مشاريع “التخرج” نالوا بها أعلى الدرجات العلمية، وأمّلوا أن تفتح لهم أبوب المستقبل على مصاريعها، ولكن ما أن ينفض سامر “المُناقشة”  وتسيل دموع الفرح المعممة بالزغاريد وفرحة الأهل، تذهب هذه المشاريع “الاختراعات” أدراج الرياح دون أن تصل “الورش” ويطويها النسيان، وتعود إلى الواجهة من جدي كلما سنحت الفرصة لإقامة أسبوع علمي أو ثقافي بالجامعات.

“جيلي أنا” طرح عدداً من الأسئلة بشأن عدم تنفيذ مثل هذه المشاريع، هل الجامعات عاجزة عن تسويق هذه الأفكار أو الابتكارات أم إن الجهات المنوط بها تنمية وتطوير مثل المشاريع لا تقوم بدورها على أكمل وجه.

شهادات وفاة

من المؤسف أن تظل اختراعات وابتكارات الطلاب قابعة في المخازن والورش كما الأصنام والتماثيل، فمجرد أن ينفض سامر المُناقشين، ومن  وقعوا على نتيجة التخرج حتى يتم تحرير شهادة وفاة للابتكارات ويدق آخر مسمار في نعشها، هكذا ابتدر الطالب بجامعة السودان محمد عبد العزيز أحمد حديثه لـ (جيلي أنا)، وأشار إلى أن كليات الهندسة بالجامعات السودانية وحدها ابتكرت العديد من الوسائل من خلال توفير  الماكينات وتطوير بعضها، ولكن بكل أسف لم يستفد الإنسان السوداني من هذه التقنيات.

وقال عبد العزيز “هل نحن شعب جُبل على الاستيراد والاحتفاء بصناعة أصحاب الشعر الأشقر والعيون الزرقاء أم إن هنالك أشياء لا نفهمها”.

عدم رعاية

وأكد الطالب بكلية الصيدلة يوسف عمر،  قُدرة الطالب السوداني على الابتكار أسوة  بأقرانه  في الدول الأخرى، وقال “ما يدلل على ذلك أن هنالك  الكثير من الطلاب قدموا مشاريع تخرّج في الحقل الطبي يمكنها أن تفيد الناس”،  وأضاف “لكننا نفتقد الشركات الكبرى المُصنعة للأدوية ومستحضرات التجميل خاصة في جانب الرعاية والتمويل لابتكارات النوابغ وتشجيع تجاربهم والصبر عليها”، ونوه إلى أن الجامعة وحدها لا تستطيع أن تحوِّل هذه النظريات والدراسات إلى واقع مُعاش لأنها تحتاج إلى ميزانيات كبيرة، إضافة إلى الكم الهائل من الابتكارات في شتى المجالات التي يقدمها الطلاب سنوياً كمشاريع تخرج.

مشكلة حقيقة

ويرى الطالب بجامعة النيلين عمر أحمد، أن هنالك العديد من الباحثين والمهندسين السودانيين بعضهم يقيم في الخارج والبعض الآخر يعمل في السودان، قدموا عدداً من الاختراعات والابتكارات ظلت حديث الناس وحصدت جوائز عالمية، وقال “لكن عندما نتساءل أين تلك الابتكارات التي سلطت وسائل الإعلام الضوء عليها لا أحد يجيب وكأنها لا تساوي شيئاً وتموت في مهدها، هذا غير بحوث ومشاريع تخرج يعمل عليها الطلاب طيلة سنوات دراستهم”.

وأكد أحمد أن هنالك مشكلة حقيقية في رعاية الطلاب النوابغ  ومدى الاستفادة منهم، وقال “الوطن  في حاجة لجهود كل أبنائه فلماذا كل هذا الهدر للطاقات وتوظيفها”.

في السياق، قال الطالب سهيل معتز، إن السودانيين في كل المسابقات والمناظرات العلمية التي أقيمت بالخارج كان للسودان نصيب الأسد في حصد الميداليات، وقال “دونكم آخر مشاركة لطلاب جامعة الخرطوم الذين أحرزوا المركز الأول في المناظرات باللغة الإنجليزية، وسط منافسة شرسة من جامعات مصنفة عالمياً”، وقطع بأن العقلية السودانية مميزة، ولكن تنقصها البيئة الصالحة للإبداع.

عبد العزيز أحمد، من جامعة دنقلا كلية علوم الأرض والتعدين، حمّل الدولة مسؤولية الإهمال لمثل هذه الابتكارات، وقال “نحن في جامعة دنقلا استفدنا كثيراً من آلات الحفريات  التي صممها الطالب كمال خالد، وحالياً نستخدمها في التدريس لتوصيل المعلومة، وأحيانا يقوم الطلاب بتشغيلها لاختبار مدى كفاءتها”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى