احتكار السلع .. تجارة الأزمات

 

الخرطوم: الصيحة
بالرغم من التحذيرات التي أطلقتها وزارة التجارة والصناعة من مغبة استغلال الظروف الحالية، وتخزين السلع، بغرض خلق ندرة في الأسواق، وتطبيقها أقصى العقوبات حال تم ذلك. فإن البعض يسعى للتوقف عن البيع وتخزين هذه السلع بغرض خلق ندرة تؤدي لارتفاع أسعار السلع، وتلك التحذيرات ربما  هدأت من حالة الخوف والقلق التي  أصابت العديد من المواطنين جراء الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار كورونا.
أسعار تأشيرية
واكدت الوزارة على أن تلك الممارسات تعتبر غير قانونية وتعرض صاحبها لأشد العقوبات وفق القوانين المتبعة وقانون الطوارئ”، ونوهت الوزارة إلى أنها ستعمل على نشر أسعار تأشيرية للسلع الأساسية بصورة دورية، وأفصحت بأنها ستقوم بتنفيذ حملات تفتيش في المصانع والأسواق عبر الجهات النظامية المختصة، وتابع البيان “استناداً للوضع الصحي بالبلاد وحالة الطوارئ المعلنة، فالوزارة تعمل بالتعاون مع الجهات ذات الصلة على متابعة إنتاج وبيع السلع والخدمات ومراقبة وفرة هذه السلع في الأسواق بالأسعار المناسبة، وتطبيق كافة القوانين التي تحد من الممارسات التجارية السالبة كـ(الاحتكار، والتخزين، والغش، والمضاربات)، ودعت الوزارة الجميع لمراعاة الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد وعدم العمل على استغلالها، والعمل بصورة جماعية من أجل عبور الأزمة والحفاظ على البلاد والعباد.
حماية المستهلك
ومن ناحيته قال رئيس اللجنة الاقتصادية بجمعية حماية المستهلك حسين

القوني لـ(الصيحة) إن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصناعة سليمة اقتضتها  الظروف التي  يمر بها السودان حالياً والالتزام بهذه الإجراءات يظهر  مدى التزام المجتمع والامتثال للقوانين في  مثل هذه الظروف منوهاً أن هنالك ضعاف نفوس  يقومون باستثمار الوضع لتخزين واحتكار السلع واستغلال المستهلك لكن القوانين لهم بالمرصاد وإن لم تطبق في الماضي الآن الوضع لا يحتمل  المجاملات.
تطبيق القانون
مشدداً على أهمية تطبيق قانون حماية المستهلك تطبيقاً حرفياً، وقال كان على الوزارة حصر كل السلع الضرورية في المخازن والمصانع ومناطق الإنتاج والمستوردة حتى تسهل متابعتها والإلمام بكل صغيرة وكبيرة وكيفية التصرف فيها، مشدداً على أهمية عمل دوريات رقابية للتأكد من عدم الاحتكار ومعاقبة المخالفين الذين يدلون بمعلومات غير صحيحة وناشد المواطنين بالتبليغ الفوري للجهات المختصة للكشف عن أي مخازن أو أماكن لتخزين السلع الأساسية حتى لا يستغلها ضعاف النفوس.
إشكاليات كبيرة
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي د. محمد الناير إن العالم الآن يمر بمرحلة بالغة الخطورة حتى الدول المتقدمة تعاني من إشكاليات كبيرة، وأضاف إذا حدث إقبال كثيف على السلع الاستهلاكية يمكن أن تنفد مهما كان الاحتياطي كبيراً، وبالتالي العبور من هذه المرحلة صعب جداً لافتاً إلى أن المرض ليس بالصورة المزعجة بالسودان لذلك لابد من تكاتف الجميع وأن المسؤولية ليست مسؤولية الدولة وحدها وإنما تضامنية تشاركية بين الدولة والقطاع الخاص والمواطنين، مشددًا على أهمية أن يقوم القطاع الخاص بدوره وعدم استغلال ظروف المواطنين برفع الأسعار بصورة كبيرة خاصة السلع الضرورية ذات الاستعمال اليومي، وقال لـ (الصيحة): حالة الخوف والرعب التي يشعر بها المواطن يجب أن لا يسعى للتخزين وبالمقابل يجب على التجار أن لا يسعوا للنخزين من أجل المضاربات منادياً بضرورة تخصيص جرعات إعلامية توعوية تثقيفية عبر رسائل تبث على كافة الوسائل الإعلامية ويمكن أن يتم من خلالها تصوير المخزون الاستراتيجي من أجل بث الطمأنينة واليقين وسط المواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى