Site icon صحيفة الصيحة

بين “كورونا” والأزمات

 

*والثورة في قمتها.. شباب يلتحفون الأرض أمام القيادة العامة، وساسة يحاولون “سرقتها” بشتى الطرق، كانت الطبخة تستوي بإعلان قوى الحرية والتغيير “قحت”.

*أصبحت قحت هي التي تصرح وتتحدث وتطالب بتشكيل الحكومة الانتقالية التي تدير البلد لسنوات أربع – هكذا كان مطلبها- كتبت حينها وفي هذه المساحة من الذي خول لإعلان قوى الحرية والتغيير بأن تستلم البلد، وتفعل ما تريد، لم تكن هناك إجابة والصمت كان عنوان “كبار الساسة” الذين بدأ بعضهم التفكير في خوض الانتخابات التي ربما تكون مبكرة “حسب تصورهم”.

*استلمت “قحت” البلد بما فيها وبدأت تسييرها على “كيفها” من الوهلة الأولى بدا لأهل السياسة “الحقيقيين” أن هذه الفئة لا تجيد فن إدارة الدولة، والشق الآخر من الحكومة الانتقالية “المجلس العسكري” بدأ يتفرج على حكومتنا الانتقالية وهي تخرج من حفرة وتقع في الأعمق منها.

*منذ أن أدت هذه الحكومة القسم، والأزمات تتزايد، والشماعة الأولى التى كانت تخدر بها الانتقالية أهل الثورة “الجد جد” هي أن الدولة العميقة هي التي تؤخر المضي نحو المستقبل الوردي الذي رسمته في مخيلة البعض وهماً وخداعاً.

*بدأت “قحت” حملتها على تفكيك التمكين واستبداله بتمكين آخر، وصبت جل تفكيرها في هذا الموضوع، وغفلت عن أساسيات “المعيشة” ومحاولات فك “الحزام” الذي ربطه الخارجون في مسيرات “إسقاط نظام الإنقاذ”، معظم الغبش الذين خرجوا لإسقاط الإنقاذ كانوا ينادون بحياة كريمة وأسعار في متناول اليد وحل أزمة السيولة والوقود وغيرها من الأزمات المتلاحقة التي شهدتها الأيام الأخيرة لحكم البشير.

*لم تنجح قحت حتى الآن في حل أي أزمة من السابقات بل ازداد “الطين بلة” وتضاعفت الأزمات وهي لا زالت تفكر في تفكيك النظام السابق والمواطن لا يزال ينتظر فك عنقه من الأزمات.

* وبعد صمت غريب استمر  عشرة أيام من الآلية الاقتصادية التي كونت لحل الأزمات المتلاحقة، تقدمت مقرر الآلية د. مريم الصادق المهدي باستقالتها من الآلية، وسبقها قبل أيام اعتذار رئيس الآلية الفريق أول محمد حمدان دقلو عن الرئاسة، لتعلن بذلك الموت السريري لهذه الآلية.

*”المنصورة” كشفت في بيان لها أن هذه الآلية لا تستطيع تقديم شيء مع غياب منهجية واضحة للعمل في دولاب الدولة؛ وغياب روح الفريق، وضعف القدرة على الثبات على القرارات المتخذة، جلها عوامل تغذي وتقوي بعضها البعض وتجعل من الوضع الراهن المفهوم والممكن الحل؛ وضعًا كارثيًا خطيرًا.

*هل تصدقون أنه منذ العاشر من هذا الشهر تحولت رئاسة الآلية إلى رئيس مجلس الوزراء ولم تعقد اجتماعاً واحداً أو تصدر قراراً منذ ذلك التاريخ، هل تعلمون يا سادة يا كرام أن صفوف الوقود عادت من جديد، وكذلك الخبز والدولار رفض التنازل عن موقعه الحالي الذي فاق المائة جنيه بقليل.

*حسناً الآن السودان يعيش في أزمة جديدة وهي مرض كورونا الذي شل حركة الحياة ليس في السودان فقط وإنما في العالم أجمع، وحكومتنا تتفرج على السوق والفوضى، والمواطن مجبور على الخروج ومواجهة المرض “بالزحام” ليكسب لقمته، فالأفضل أن يموت الرجل ولا يرى أبناءه يتضورون جوعاً ومعاناة في بلد أي شيء فيها أصبحت فيه ندرة لغياب الدولة الحقيقية والقوية التي تتخذ قرارها وتنفذه بحزم.

*المواطن الآن بين نارين “كورونا والأزمات” وكلهما مر وقحت تتفرج، فالأولى من المولي عز وجل في كل العالم أما الثانية فالسبب الرئيسي فيها قحت وسياستها والدليل استقالة مريم المنصورة ومن قبلها حميدتي.

 

Exit mobile version