إجازة إجبارية بأمر (كورونا)الجامعات توصد أبوابها مجدداً

 

استطلاع: عائشة الزاكي

مضى العام الدراسي الحالي ثقيلاً وبطيئاً جداً على الجامعات السودانية التي لم  تعرف الاستقرار طوال الفترات الماضية، وبعد طول غياب عن قاعات الدراسة رجع الطلاب إلى أسوار الجامعات بعد قرار لمجلس الوزراء قضى باستئناف النشاط الأكاديمي مطلع أكتوبر من العام الماضي بعد توقف دام نحو 8 أشهر، بسبب الاحتجاجات الشعبية التي كان وقودها الطلاب ونجحت في الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير حينها، ومجدداً أغلقت الجامعات أبوابها لشهر ولكن هذه المرة بأمر الوباء العالمي “كورونا” الذي يفتك بالبشرية حالياً ويتمدد في التجمعات وينشط فيروسه شديد العدوى في الزحام ما دفع السلطات المعنية إلى اتخاذ القرار الحاسم رغم تداعياته السالبة على الطلاب الذين غابوا طويلاً عن مقاعد الدراسة في سنة تُعد الأطول على الجامعات السودانية.

إغلاق إجباري

سادت حالة من الخوف والقلق أجواء البلاد بعد أن أعلن وزير الصحة د. أكرم على التوم وفاة أول حالة بوباء “كورونا” في العاصمة الخرطوم، وحينها أعلن عدد من التدابير لمجابهة المرض الذي يصعب السيطرة عليه من بينها دراسة إغلاق الجامعات السودانية كافة بعد أن تم تعليق الدراسة في مدارس الأساس والثانوي وتأجيل امتحاناتها، وفي اليوم الثاني مباشرة لم تتوان الحكومة عن إعلان القرار بتعليق الدراسة في الجامعات لمدة شهر، تصريح أذاعة رسمياً المتحدث باسم الحكومة السودانية، فيصل محمد صالح،  أكد فيه أن السلطات قررت إغلاق جميع الجامعات والكليات والمعاهد العليا ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة والأجنبية لمدة شهر، بسب فايروس كورونا.

ولم يستبعد مراقبون أن تكون فترة العطلة الإجبارية قابلة للزيادة بحسب الأوضاع الصحية التي تحتم استئناف الدراسة أو تمديد الإغلاق إلى فترة أخرى إلى حين انتهاء أو انحسار وباء “كورونا” الذي عطل الحياة تماماً في معظم البلدان.

قنابل موقوتة

(جيلي أنا) أجرى استطلاعاً وسط الطلاب عن تداعيات قرار إغلاق الجامعات خوفاً من انتشار الوباء بين الطلاب.

فى بداية الاستطلاع، ابتدر الحديث (مامون علي) طالب جامعي، اعتبر أن قرار إغلاق الجامعات قاد إلى  العديد من الفوائد ومن أهمها إنهاء التجمعات الكثيفة، وأشار إلى أنها تُعد الأعلى في الجامعات نظراً للأعداد الكبيرة للطلاب الذين تكتظ بهم المقاعد و”البنشات” وقاعات الدراسة ما يُعد عاملاً أساسياً لتفشي “كورونا” بصورة متسارعة ومخيفة يُمكن أن تؤدي إلى كارثة حقيقية، وأشار إلى أن الجامعات تشهد أيضاً نشاطاً مكثفاً إضافة إلى الجانب الأكاديمي مثل المنتديات والفعاليات الثقافية والاجتماعية و”أركان النقاش”، ونوه إلى أن كل هذه الفعاليات تُعد قنابل موقوتة في ظل وباء مثل “كورونا”.

بلا مقدمات

وفي ذات السياق يقول (س ــ ع) طالب جامعى، إن فيروس “كورونا” لم يكن في الحسبان وبلا مقدمات تسلل إلى البلاد وعطل كثيراً من مناحي الحياة، وتفرق  الجمع وتباعدت المسافات واستعصت اللقاءات بين الرفاق والزملاء وتلاشت جلسات الأنس بعد انتهاء المحاضرات، ويقول (س ــ ع) إنه رغم أن إغلاق الجامعات كان من أجل مصلحة الجميع وحفاظاً على أرواح الطلاب، إلا أن البعض ما زال يتذمر من الخطوة.

لاسيما الطلاب حديثي العهد بالجامعات الذين ما زالوا يتلمسون الخطى وبعضهم بدأ يندمج في الوسط الجامعي ويعتاد على الجامعة لكن بلا مقدمات حلّ “كورونا”، نسأل الله أن ينزل غيث رحماته والشفاء لكل المصابين في بقاع الأرض حتى تعود الحياة إلى وضعها الطبيعي، وأن يعود الطلاب إلى مقاعد الدراسة واستكمال العام في موعده المحدد.

 لا مبالاة

من جهة أخرى ترى الطالبة (نون عوض)،  أن إغلاق الجامعات المتكرر يقود إلى تأخر سنوات الدراسة وينعكس على نفسيات الطلاب ما يكون له عواقب وخيمة في حياتنا العامة والخاصة وأضافت “نسأل الله أن يندثر هذا البلاء وتعود المياه إلى مجاريها، ونأمل استنئاف الدراسة في القريب العاجل”.

سعاد إبراهيم (خريجة)، وصفت قرار إغلاق الجامعات بالصائب، وأنه لابد منه نظراً لخطورة الأوضاع الحالية التي لا تحتمل أي قرارات متأخرة تفاقم من حجم الكارثة، واعتبرت قرار الحكومة أنه أتى في وقته تماماً، وأشارت إلى أنها استفادت من تجارب الدول الأخرى التي تأخرت في اتخاذ مثل هذه القرارات ما أدى إلى نتائج كارثية، وأشارت سعاد إلى أنه رغم إغلاق الجامعات ما زال بعض الطلاب يترددون بلا وعي إلى محيط الجامعات والكليات المختلفة يدمنون الذهاب إلى الأماكن التي يقضون فيها معظم الوقت،  وأشارت إلى أن هنالك الكثير من العادات الاجتماعية والسلوكيات تستخف بالتوجيهات والتحوطات لمجابهة فيروس “كرونا” الفتاك وتتعامل بلا مبالاة مع المرض،  وقالت “هنالك الكثير من الممارسات المساعدة على انتشار الفيروس خاصة السلام بالأيدي والعناق والجلوس في مجموعات وعدم استخدام الكمامات وغيرها من سبل الوقاية”، وحذرت من أن “كورونا” حال تفشى في البلاد يمكن أن ينتشر بشكل أسرع من أي دولة أخرى وعلى نطاق أوسع نظراً للتعامل باستخفاف مع الوباء من قبل الكثيرين، وقالت “الحمد لله تم إغلاق الجامعات والمعاهد الكبيرة، وكل هذا كان حرصاً من الجهات المسؤولة على عدم إصابة الطلاب بفيروس كورونا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى