Site icon صحيفة الصيحة

هاني عابدين لـــ (جيلي أنا):

 

نجاح الثورة مرهون بعودة المفقودين وحقوق الشهداء

بعد فض الاعتصام دخل غالبية الشباب في حالة من الحزن والإحباط،

هناك حالة عامة من السكون، ونحاول أن نتجاوز الوضع الراهن

لم نصل إلى مرحلة الرضى بعد  وتبقّى الكثير

يبقى القادم أجمل بالأمل والعمل والصبر

لكل شخص زاوية نظر خاصة ومن حقه أن يرى ما يريد

كغيري من أفراد المجتمع تزعجني بعض الشائعات

حوار: نيازي أبو علي

الفنان الشاب هاني عابدين، من الأصوات المميزة التى فرضت وجودها بقوة في الساحة الفنية، شكل حضوراً طاغياً في فرقة “عقد الجلاد” وكان واحداً من أعمدتها الرئيسية، وإضافة كبيرة في خارطة أصواتها الندية، ولمع نجم هاني بعد مُشاركته في برنامج “أغاني وأغاني” ذائع الصيت، فحصد نجومية طاغية وظل من الأساسيين في البرنامج منذ ظهوره الأول، ويعتبر “كورال كلية الموسيقى والدراما” واحدة من المحطات المهمة جداً في مسيرة هاني عابدين، فكان وما زال بيته الذي قدمه للجمهور العريض.

الفنان هاني عابدين كان من الشباب المؤثرين طيلة فترة الثورة مشاركاً فاعلاً في التغيير، وظل يوقع في دفتر الحضور اليوماتي في ميدان “الاعتصام” يبث الروح والحماس في الثوار ويردد الأغنيات المُلهمة ينشُد التغيير الذي خرج من أجله الشباب وضحى من أجله الشهداء.

ملف “جيلي أنا” التقى الفنان الشاب في دردشة خفيفة وقلّب معه العديد من الأوراق بين العام والخاص ورؤيته لنتائج التغيير ما بعد الثورة  وما الذي تحتاجه الساحة الفنية حالياً.. فإلى ما دار من حديث.

*الجمهور يسأل عن هاني عابدين أين اختفى بعد آخر ظهور له في ميدان الاعتصام أمام القيادة العامة؟

حقيقة بعد المأساة التي صاحبت فض اعتصام القيادة العامة للقوات المُسلحة دخل غالبية الشباب في حالة من الحزن العميق واليأس والإحباط، خاصة وقفتنا مع ذكريات  استشهاد عدد من الأصدقاء كانوا من خيرة الشباب ما ترك أثراً عميقاً في نفوسنا.

*هل يعني ذلك بعدك عن الوسط الفنى مؤقتاً؟

ليس بعداً كاملاً كما تظن، ولكن منذ ذلك التاريخ “فض الاعتصام” أصبحت أراقب الأوضاع من على البعد.

*برأيك هل حققت الثورة أهدافها؟

بحسب اعتقادي الثورة حققت جزءاً يسيراً وبسيطاً جداً من أهدافها النبيلة ولكن مازلنا نطمح في تحقيق الجزء الأكبر فنجاحها مرتبط بحقوق الشهداء الذين قدموا دماءهم رخيصة من أجل الوطن وعودة المفقودين على مر السنوات منذ الهبة الأولى في العام 2013 من عمر الثورة.

*المبدعون والفنانون تقع على أعناقكم مسؤوليات مجتمعية كبيرة أين دوركم حالياً؟

نعم، تقع على المبدعين والفنانين بمختلف ضروبهم مسؤوليات كبيره في قيادة المجتمع وتحريك جهوده والفنان له دور مهم تجاه الناس وقضايا مجتمعه، يمكن أن يؤثر في كثير من القضايا من خلال جمهوره.

*البعض يرى تراجعاً كبيراً في دور الفنانين في تقديم المبادرات الخيرية خاصة بعد التغيير الذي حدث؟

هناك حالة عامة من السكون، ونحاول أن نتجاوز الوضع الراهن بالصبر.

*هل أنت راضٍ عن ما حققته الثورة؟

لم نصل إلى مرحلة الرضى بعد، تبقّى الكثير، وكما أسلفت الرضى مربوط ومرهون بحقوق الشهداء الذين قدموا دماءهم رخيصة ولابد من الاقتصاص لهم وتحقيق الوطن الذين حلموا بها وضحوا من أجلها، فضلاً عن معرفة مصير المفقودين، ولكن حسب وجهة نظري المتواضعة القادم أجمل بإذن الله.

*كيف يكون ذلك؟

يبقى القادم أجمل بالأمل والعمل والصبر ومراقبة أهداف الثورة وحراستها حتى تحقيق أهدافها المنشودة.

*كثيرون يرون أن الساحة الفنية لم تكن بحجم التغيير  الذي حدث وما زالت مليئة بالهرج والأعمال “الهابطة”؟

لكل شخص زاوية نظر خاصة ومن حقه أن يرى ما يريد أو يعتقد، ولكن التعميم فيه ظلم كبير خاصة وأن هناك عدداً من الفنانين الشباب قدموا أعمالاً جديرة بالمتابعة والاهتمام بعضها لم يبث، ولم يصل إلى الجمهور حتى الآن، ومن بين تلك الأعمال الـ “أوبريت” الضخم (عشان بلدنا) الذي جمع كوكبة من نجوم الساحة من الفنانين الشباب نتمني أن يرى النور قريباً ويرفد الساحة بالجديد، هذا إضافة إلى مجهود وعمل دؤوب ومستمر لفنانين  تنشط مساعيهم حالياً لإنتاج أعمال جديدة ومتنوعة تشمل الأغنيات العاطفية والوطنية وغيرها من أغاني الرواد، الساحة الفنية مازالت بخير.

*هل الأسماء التي تم اختيارها للوزارات بحجم التغيير؟ 

يجب ألا نهتم بالأسماء، المهم هو ما يقدمونه للوطن،  ولكن نتمنى من وزارتي الشباب والرياضة والثقافة والإعلام أن تُخرجنا من التقليد إلى التجديد والتجويد.

*كيف يتعامل هاني عابدين مع الشائعات؟

كغيري من أفراد المجتمع يزعجني بعضها، وعلينا جميعاً أن نعمل على التأكد من صحة المعلومات والأخبار  قبل نشرها خاصة ونحن  شعب نصدق الأخبار المُتداولة بعفوية.

*ماذا تحتاج المرحلة القادمة برأيك؟

المرحلة المُقبلة تحتاج إلى تثبيت الديمقراطية بصورة حقيقية وإتاحة الحريات وخاصة حرية التعبير.

*الأزمات الحالية التي تعاني منها البلاد تُشكل حالة من الإحباط!

الأزمات مستمرة لا محالة، ولكن علينا أن نعي أننا جميعنا مسؤولون عن الحقوق والواجبات تجاه الوطن فليس من وصلوا إلى المناصب الحكومية وحدهم يتحملون الأزمات الحالية التي تمر بها البلاد فالمواطن أيضاً له دور في الإنتاج والعمل.

*رسالة أخيرة في بريد الثورة؟

(أصحى يا ترس).

Exit mobile version